أمين عام الصحة النفسية: يجب على الأبناء رد الجميل لكبار السن.. وحمايتهم من الاكتئاب مسئولية أسرهم │حوار
كبار السن.. أجدادنا المحبوبون الذين لا يفضلون العزلة بإرادتهم ولكن السن يحكم عليهم الدخول في مرحلة صعبة يريدون الخروج منها؛ منهم من يكافح ومنهم من يستسلم للمرض ويهزمه، المسنون هم الفئة التي لابد من التركيز عليها ودعمها باستمرار؛ نظرًا لأن الدعم النفسي لهم هو طوق نجاتهم الوحيد، نعتقد أنهم بفضلون العزلة ولكن وجودهم بمفردهم نظرا لخروجهم على المعاش وكبر سنهم جعلهم يدخلون في مراحل اكتئاب ومنهم من يتعرض للزهايمر، وخاصة ونحن في عصر التكنولوجيا حيث يحرص الصغار والشباب على اللجوء للهواتف والأجهزة طوال الوقت ويتناسون الحديث مع بعضهم ومع الأجداد والآباء، فتحدث فجوة كبيرة ويدخل من هم فوق 65 عاما مرحلة الزهايمر والعزلة.
أجرى موقع صحة 24، حوارًا خاصًا، مع الدكتورة منن عبدالمقصود الأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، للحديث عن كبار السن والدعم النفسي لهم، خاصة أنهم يكونون في أمس الحاجة للمساعدة والعطاء ولا يفضل تجاهلهم إطلاقا لأنهم بشر يشعرون ويريدون التعبير والتحدث.
ما الفئة العمرية لكبار السن؟
هم أكثر فئة مهمة وأساسية في حياتنا من فوق سن 65 عاما، وفقا لتصنيف منظمة الصحة العالمية، واحتياجات كبار السن مختلفة من مجتمع لمجتمع ومن شخص لآخر، وليس شرطا أن يكون مسنا 65 عاما واحتياجه للرعاية تكون متماثلة بين الأسر وبعضها، ولابد أن يكون هناك فروق فردية.
هل لـ الدعم النفسي دور لتعافي كبار السن؟
الدعم النفسي أساسي في كل الأمراض، وخاصة المزمنة منها، كما أنه مهم في أمراض الشيخوخة، ومن المهم أن يتواجد الأشخاص حول المريض وتقديم الدعم والمساعدة له، نظرا لأن مريض الزهايمر مثلا إذا لم يجد مساندة ودعما من الآخرين تسوء حالته، ولابد من المساعدة والإرشاد وإدلال المريض على المعلومات الصحيحة بدون تعصب، ويجب أن يتم تقديم المعلومة في هدوء تام حفاظا على مشاعره وصحته النفسية.
هل كبار السن يكونون أكثر صبرا وتعلما لما لهم من خبرة طويلة في الحياة؟
كبار السن تكون عندهم صلابة في الرأي، وهذا نتيجة لعدم الصبر وعدم القدرة على التعلم؛ وبالتالي يعتقد الشخص كبير السن أن كلامه صحيحا وسليما؛ وخاصة أن كثيرا منهم يكون لهم تاريخ طويل ومسيرة حافلة بالعطاء والاجتهاد والتفاني في العمل، ومنهم من له تأثير ودور في المجتمع كبير، فبالتالي لا يجب التقليل من شأنهم مطلقا، وبحكم عامل السن يتعرض الشخص للتأخر في القدرات العقلية والحواس ومنهم من يتأخر في الحركة، وفي هذه الحالات لا يجب أن نعتبرهم أضعف ونقلل من مجهوداتهم طوال السنين، ويجب التركيز على هواياتهم والتحدث معهم وعدم تركهم بمفردهم.
ورعاية كبار السن تختلف من شخص لشخص ومن أسرة لأسرة، نظرًا لأنه ليس المسنين جميعهم يحتاجون رعاية كاملة، فهناك من يتعايش في الحياة ويتواجد بشكل كبير وإيجابي وبعضهم يحتاج لرعاية خاصة.
وكبير السن مع مرور الوقت حواسه تتغير وقدرته على السمع والرؤية يحدث بهما تغيير، وهذا لا يعني أنه مصاب بمرض ولكنه التطور الطبيعي الخاص بالمسنين وكبار السن.
هل الحديث مع كبير السن لابد أن يكون بنبرة صوت مرتفعة أو حادة لكي يسمع؟
بالعكس، كبير السن يحتاج إلى صوت منخفض بجانبه لتهدئته ولا يحتاج لنبرة صوت حادة وعالية ولابد أن نتحدث معه باحتواء ومشاعر لكي يصل له ما نريد قوله بسهولة، ولكي تصل المشاعر بشكل سليم حتى وإن لم يكن هو في المقابل يُخرج مشاعر مشابهة، فمن الممكن أن يكون مُصابا بمرض يمنعه من خروج والتعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل صحيح.
هل التعامل مع الكبار يحتاج إلى حساسية شديدة؟
بالفعل، التعامل معهم يحتاج إلى حساسية شديدة وصبر شديد وهناك ثواب وعطاء لرد الجميل، كما أن كبير السن يحتاج إلى اهتمام خاصة في الأمراض العضوية التي يُصاب بها، وكثير منهم لديهم أمراض مزمنة متمثلة في الضغط والسكر، ولابد قبل الاطمئنان عن الوضع النفسي واحتياجاته النفسية يجب الاطمئنان عن الاحتياجات العضوية، على سبيل المثال عرض الهذيان يحدث للمسن ويعرضه للتخريف وعدم وضوح للرؤية وتشوش في التفكير والمعظم يعتقد أن هذا سببه نفسي والحقيقة هو سببه مرض عضوي، فمن الممكن يكون لديه اضطراب في السكر أو الضغط أو في درجة الحرارة أو نقص في كمية المياه التي يتم تناولها فمن الممكن أن يصل للهذيان.
ما الاكتئاب عند كبار السن وأبرز أعراضه؟
الاكتئاب عند كبار السن لا يجب أن يكون واضحًا، فمن الممكن أن يأتي في أعراض جسمانية أو في صورة قلة نوم وتوتر وقلق، وليس شرطًا أن يكون ظاهرا في حزن أو تعبير أوبكاء أو عن الطاقة السلبية التي يمر بها المريض، ولابد أن يكون للأشخاص وعي للاحتياجات التي يمر بها كبير السن.
الحساسية الشديدة والوعي الشديد في التعامل مع كبار السن هو من يفعل وقاية من مرض الاكتئاب، كما أنه مهم للغاية أن يتم لفت نظر الأبناء إلى أن تغيير المكان لـ كبير السن ليس مستحبا، فهو المكان الذي يعرفه جيدًا ويحفظ معالمه، وفي حالة التغيير يتأثر بشكل سلبي لذا يجب ترك الغرفة كما هي دون تغيير.