مدير المنصة الإلكترونية للصحة النفسية: أبرز المترددين شباب يعاني من الاكتئاب.. ونسبة النساء المترددات 70% | حوار
«الاكتئاب وضغوطات الحياة، علاج في سرية تامة بالمجان، وأنت في بيتك ستعالج من قبل خبراء متخصصين»، عن المنصة الإلكترونية للصحة النفسية، نتحدث عن كل يميزها من وسائل تكنولوجية حديثة ومبتكرة، وكل ما يطمئن قلب المواطنين لإجراء الجلسة في سرية تامة.
المنصة الإلكترونية العملاقة، وصل عدد زوارها إلى أكثر من 51 ألف زائر تقريبا، فضلا عن إجراء 17 ألف شخص استبيانات ذاتية لأنفسهم، كما أن هناك أكثر من 3300 شخص أجروا جلسات علاجية بين المريض والطبيب المعالج خلال 6 أشهر فقط منذ انطلاق المنصة حتى الآن، ويشرف على المنصة الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، وتعد من الخدمات الحديثة الخاصة بالصحة النفسية والطب النفسي بشكل عام.
ولمعرفة العديد من التفاصيل الكاملة بشأن المنصة الإلكترونية العملاقة والأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، أجرى موقع صحة 24، حوارًا خاصًا مع الدكتورة سالي النوبي، مدير المنصة الإلكترونية الوطنية للصحة النفسية، والمدير التنفيذي لإدارة الأبحاث بالأمانة العامة للصحة النفسية؛ لتطلعنا وتحدثنا باستفاضة عن المنصة الوطنية للصحة النفسية والخطوات التي يجب معرفتها وكيف تتم الجلسة في سرية تامة.. وإليكم نص الحوار:
في البداية.. ما هي المنصة الإلكترونية وطبيعة إجراء جلسات علاجية من خلالها؟
المنصة هي إلكترونية «أونلاين»، أنشئت في شهر مارس من العام الجاري، وذلك بالتعاون بين الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، والمركز القومي للمعلومات بوزارة الصحة والسكان، ومنظمة الصحة العالمية، وجامعة بريتش كولومبيا بكندا، ويجري الجلسات عليها نخب من الأطباء والخبراء المتخصصين، والكوادر الفنية والتقنية بوزارة الصحة والسكان، والمعالجين النفسيين والخبراء الدوليين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان.
تطوير خدمات الصحة النفسية.. ما علاقة المنصة بذلك؟
هناك رؤية دولية لتطوير خدمات الصحة النفسية، فبدلا من جلب الشخص وتركه في مستشفى لفترة طويلة بعيدا عن أهله، ليجد نفسه في عزلة عن العالم الخارجي، فالرؤية خلال الوقت الحالي هي تطوير الخدمات، وذلك من خلال علاج المريض في المجتمع، وإن لزم الأمر من الممكن اللجوء لـ المصحة النفسية في الحالات الحرجة فقط التي لا تستطيع الأسرة التدخل فيها.
من أين جاءت فكرة الطبيب النفسي «أونلاين»؟
إذا كانت حالة الشخص ليست حادة ولم يكن يعاني من أي مشاكل نفسية أو ليس لديه مرض نفسي خطير، ولكن يحتاج إلى علاج، وفي ذلك الوقت يريد المريض أن يحاور طبيبا نفسيا يستجيب لما يقوله، ويتم ذلك من خلال الدور المجتمعي سواء مراكز اجتماعية للعلاج النفسي، أو من خلال الخط الساخن، أو المنصة الوطنية.
وعن الفكرة؛ فجاءت منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، واضطر المواطنون أن يكونوا في حالة عزل تام بشكل إجباري، ومنذ ذلك الوقت وأصبح القلق ومشاكل الاكتئاب تتزايد، وبدأت فكرة «الجلسة العلاجية أونلاين» تنتشر داخل مصر.
والمنصة لها دور كبير في خدمة المريض النفسي في مكان وجوده، وذلك يقلل وصفه بالمرض النفسي، والمريض يشعر بأنه ليس مهمشًا أو منعزلًا.
ما أقسام المنصة وأبرز ما تقدمه للمواطنين من خدمات؟
المنصة الوطنية تنقسم إلى عدة أقسام؛ ولعل أهمها وأبرزها المعلومات التي تقدم للمريض أو لأي شخص يسعى ويبحث عن معلومة علمية دقيقة وصحيحة مقننة عن الصحة النفسية أو عن الأمراض النفسية، وبالتالي يستطيع الشخص أن يدخل على رابط المنصة، وسيجد ما يبحث عنه من معلومات تحت عنوان «معلومات تهمك».
ولدينا طب نفسي عام يوجد به كافة الأمراض النفسية وكل الأعراض والأشكال ومراحل العلاج المختلفة وتعافيها وكيف يتم التعامل مع الطبيب النفسي، فضلا عن كيفية التعامل مع الأزمات النفسية والإسعافات الأولية الطارئة.
كما يوجد في المنصة معلومات عن الإدمان والمواد المخدرة ومراحل ظهور المرض، بجانب التطورات الصحية والنفسية التي من الممكن أن تكون موجودة، ومراحل العلاج والتعافي تتم بطريقة معينة، ولابد أن يكون هناك معرفة أن الإدمان يكون موجودا في بعض الفئات بأشكال خاصة، ويكون موجودا بكثافة في المراهقين والسيدات الحوامل اللاتي يعانين من سوء استخدام المواد المخدرة والحامل إذا كانت تتعاطى في وقت الحمل نفسه يتم توجيهها للعلاج الفوري.
ويوجد في المنصة قسم يقدم معلومات خاصة بطب نفس الأطفال والمراهقين، وهذا من أكثر الأشياء التي يحتاجها ويبحث عنها الأشخاص.
هل المسن يتعرض للاكتئاب؟
مرافق المسن هو الأكثر عرضة للاكتئاب، وهناك معلومات عن المسنين داحل المنصة وما هي أمراض الشيخوخة، فالكبار في السن يكونون مثل الأطفال في أول يوم مدرسة، وتكون هذه المرحلة بالنسبة لهم غامضة ومجهولة، ويكون لديهم رعب شديد من هذه المرحلة، ونتخذ معهم كل الإجراءات التي من المفترض أن يفعلوها للتقليل من الرهبة الخاصة بتلك المرحلة العمرية، ويتم الحديث معهم لمعرفة رؤيتهم، وكيفية التعامل مع أحفادهم، وهناك العديد من الأشخاص المرافقين للمسنين يتعرضون للاكتئاب، وهناك إرشادات لابد من أن يتم قولها للمرافق لكي يواصل العطاء دون تعب.
هل هناك مواطنون من خارج مصر شاركوا في المنصة؟
في البداية؛ لم يكن الموقع متاحا دوليًا، ولكن الآن أصبح متاحا دوليًا ويستطيع من هم خارج مصر الاطلاع على كل المعلومات عبر المنصة، ولكن الجلسات العلاجية لا تتم إلا من خلال مصر، ولا تتم إلا داخل مصر فقط.
ولكن أي مواطن داخل مصر وحتى إن لم يكن مصريا (لاجئ أم مقيم) يمكنه الدخول وتسجيل جلسة سرية طالما أنه داخل مصر، وتتم الجلسة مجانا، ومن السهل أن يسجل جلسة طالما أنه داخل مصر وهذا ليس له علاقة بالمنصة ولكنه بالشق الأمني.
كيفية الحصول على الخدمة العلاجية المباشرة.. اعرف أهم الخطوات؟
رابط الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان يمكنك الدخول عليه من هنا ، وستظهر أيقونة لكي يتم الحجز مع معالج يظهر استبيان يقوم المريض بملئ البيانات لتقييم الحالة النفسية ومعرفة إذا كان يحتاج لجلسة أم لا، وهذه خطوة علمية مقننة ومترجمة، ويسهل عمل الإجابة على الاستبيان إذا كان المريض لديه أكونت شخصي، وفي حالة عدم وجود حساب له فيمكنه إنشاء حساب عبر اتباع الخطوات التالية التي سيرصدها موقع صحة 24 في السطور التالية.
وفي حالة إذا كان هناك مريض يريد جلسة طارئة، فيمكنه عمل ذلك عبر الاتصال بالخط الساخن، والحالة لا تستدعي الانتظار لمعالج وهذا هو الجزء التفاعلي الذي يكون موجود ما بين المنصة ومتلقي الخدمة.
وبعد الاستبيان تظهر التوجيهات، وهل من حق المريض أنه يحجز لـ جلسه سرية؟.. بالفعل متاحا، فهو من حقه أن يحجز جلسة على الرغم من إظهار الاستبيان أن حالتك النفسية لا تستدعي الجلسة، إلا أنه يحق للشخص الدخول في جلسة سرية والتحدث مع طبيب معالج.
وسيظهر للمريض عقب الضغط على أيقونة احجز الآن، صفحة يعرف من خلالها الحقوق والواجبات، ويتم عقب ذلك الدخول للجلسة في سرية تامة.
صحة 24 ينشر خطوات توضيحية بالصور ويشرح كيفية التسجيل على المنصة
ويرصد موقع صحة 24 في السطور التالية الخطوات الكاملة والتوضيحية للاشتراك في المنصة الإلكترونية وإجراء جلسة علاج مجانية في سرية تامة، وإليكم التفاصيل:
الخطوة الأولى
الخطوة الثانية
الخطوة الثالثة
الخطوة الرابعة
الخطوة الخامسة
الخطوة السادسة
الخطوة السابعة
الخطوة الثامنة
الخطوة التاسعة
ما هي الجلسة العلاجية؟
الجلسة العلاجية هي جلسة مسجلة «فيديو كول»، يرى فيها المريض الطبيب المعالج له، وكأنه يجلس معه في عيادته الخاصة، وفكرة السرية أنهما يرون بعضهما، فلابد من أن يكون المريض على دراية كاملة بالحقوق والواجبات.
نعلم أن هناك حقوقا للمرضى.. ولكن هل هناك واجبات يجب أن يلتزم بها المريض؟
نفترض الآن أن هناك مريضا، وتم تسجيل جلسة له، يكون ليس من حقه أن لا يسجل الجلسة فيديو كما يحدث مع الطبيب المعالج أيضا، نظرا لأن الطبيب المعالج يلتزم بحقوق المريض في السرية التامة وعدم الحديث عن ما حدث خلال الجلسة.
ويكون ليس من حق المريض أن يسجل الجلسة، ولابد أن يضعط على أيقونة «موافق» للموافقة على الحقوق والواجبات.
ما هي الإحصائيات والاستبيانات والفئات الأكثر ترددا على المنصة؟
للوهلة الأولى جاء الاعتقاد بأن المنصة ستكون قادرة على قياس الإحصائيات يوما بعد يوم، وهي التي تقيس ذلك، وأي عمل نقوم به في الصحة النفسية يجرى عليه أبحاث، وهذه الأبحاث في مضمونها أنه سيتم جمع الإحصائيات والبيانات، ولكن الحقيقة أن المنصة تقنية مجهزة وترصد باستمرار الإحصائيات والبيانات وكافة التفاصيل أولا بأول، ويدل ذلك على أنه في حالة الإقبال الشديد على المنصة في موضوع الإدمان على سبيل المثال، هنا يتم التكريث وإلقاء الضوء نحوه وفقا لاحتياجات المجتمع، بجانب الخدمات الأخرى التي تقدمها المنصة.
والبداية كانت في 16 مارس 2022، ووصلنا عقب ذلك إلى 51 ألف زائر للمنصة الوطنية الإلكترونية، وأجرى حوالي 17 ألف استبيانات ذاتية لأنفسهم، وحوالي 3300 جلسة علاجية تمت ما بين المعالج والمريض، وذلك خلال 6 أشهر فقط من انطلاق المنصة.
وماذا عن النسبة المئوية للمترددين على المنصة من الإناث والذكور.. والسبب؟
المترددون على المنصة من الإناث نحو 70%، والمترددون من الذكور نحو 30 %، وذلك يعطي تفسيرا بأن السيدات لديهم صعوبة شديدة في الذهاب لطبيب نفسي نظرا لعدم سماح الوقت، فالطريقة التقليدية المعتادة في تلقي الخدمة العلاجية النفسية لا تستطيع أن تفعل ذلك نظرا لحياتها وأولادها، فلا تستطيع الذهاب للطبيب إلا في حالات المرض الشديدة، وعدم قدرتها على التحمل مُطلقا.
وتعد المنصة هي ملجأ السيدات الوحيد والسهل للتحدث مع الطبيب في جلسة سرية تامة داخل منزلها، بجانب أن السيدات أكثر قدرة على التعبير، فهم أكثر تعبيرا عن ما بداخلهم بخلاف الرجال.
أما نسبة الذكور تكون قليلة، نظرا لأنهم لديهم الكثير من الأشغال، والرجال أحيانا يكون لديهم إنكار لفكرة المشكلة النفسية، ويعتبرون التعبير عن المشاكل النفسية هذا ضعف ورفاهية.
وماذا عن النسبة المئوية للمترددين على المنصة من العاملين وغير العاملين؟
وفيما يخص العاملين وغير العاملين فتكون النسبة 65% أشخاص غير عاملين و35% أشخاص عاملين، وهذا يؤكد أنه على الرغم من أن الأشخاص غير راضية عن العمل الذي يقدموه وغير مستمتعين به، إلا أن الوظيفة الحقيقة تحمي الصحة النفسية، والشخص طالما يمتهن مهنة معينة ويبدع فيها تحميه من الأمراض والمخاطر وتحميه من الصحة النفسية.
وهنا يأتي دور البرامج التأهيلية نظرا لأن خارج المنصة يكون هناك أشخاص نريد دمجهم داخل المجتمع والطريقة الصحيحة لتوظيف المريض بعد التعافي لكي يعيش حياة مستقرة ومنعا لتعرضهم للانتكاسة.
ما أكثر الفئات العمرية التي تتردد على المنصة؟
منذ بداية انطلاق المنصة حتى الآن، تعد الفئات الأكثر ترددا هي من عمر 15 لـ 25 عاما، خاصة أن هذه الفئة لا تفضل الذهاب للطبيب، وهم الأكثر خوفا من الذهاب لطبيب نفسي نظرا لأنهم لا يريدون وصول مشاكلهم للأهل ولا يرغبون في كبت ما يريدون قوله فيلجأون إلى المنصة للحديث والتعبير عن ما بداخلهم، بجانب أن يكون لديهم خجل شديد، فضلا عن أن هذه الفئة العمرية هي من فئات المراهقين ويكون لديهم اندفاعية وتقلبات مزاجية ويحبون التجربة والمغامرة ويقحمون أنفسهم في مشاكل نفسية كثيرة.
ما أكثر المحافظات ترددا على المنصة؟
جميع المحافظات تتواصل مع المنصة، ولكن أكثر المحافظات إقبالا وتواصلا هي القاهرة وذلك نظرا للعدد سكانها الكبير، على الرغم من وجود أماكن علاجية متاحة بشكل كبير للجمهور، ولكن بها كثافة سكانية عالية، وبالتالي هي أكثر محافظة إقبالا على المنصة الإلكترونية الوطنية للصحة النفسية.
وبخصوص التكلفة المادية.. هل الحالات التي تدخل للمنصة ليس لديها قدرة على الذهاب لطبيب نفسي؟
هذه كانت المفاجأة بالنسبة لنا؛ لأن معظم المترددين مستوياتهم المادية جيدة، والإقبال لدى من يملكون الأموال أكثر من محدودي الدخل، على الرغم من أن الجلسة مجانية، ولكن لا نقيس المستوى الاجتماعي عبر المنصة.
ما تفاصيل الجلسة السرية؟
ليس من حق أي طبيب أن يتحدث عن تفاصيل الجلسة بعينها، ولكن يمكننا القول إن هناك إرشادات توجه للمريض وتفريغ «task» يقوم بعمله المريض، وفي الجلسة التي تليها يتم مراجعة جميع النقاط.
هل الأحداث العالمية والمحلية لها تأثير نفسي؟
المنصة يوجد بها أخبار لها علاقة بدور الأمانة العامة للصحة النفسية، وفي أي حدث يتم في شكل محلي أو دولي يكون للأمانة العامة دورا مهما وكبيرا، وفيما يخص الأخبار والموضوعات، تتحدث الأمانة بدورها عن الدعم النفسي الذي تواجد خلال الحدث ويتم تسجيل كافة الأحداث عبر المنصة.
وما هي الأعراض المنتشرة بكثرة من المترددين على المنصة؟
معظم المترددين على المنصة الإلكترونية يعانون من الاكتئاب نظرا لضغوطات الحياة، حيث يشعر الأشخاص بأن لديهم أعراض اكتئاب في شكل مرض يطلق عليه عدم القدرة على التأقلم وهذا يحدث مع الضغوط العصبية والحياتية الموجودة؛ وذلك نظرا أن ليس لكل الأشخاص المرونة النفسية.