الكشف عن سر الشفاء السريع لجروح الفم

كشفت دراسة ما قبل سريرية عن سرّ اختفاء جروح الفم سريعا، وإذا تأكدت هذه النتائج على البشر، فقد تؤدي يوما ما إلى علاجات تمكن من التئام جروح الجلد في أجزاء أخرى من الجسم بسرعة ودون ترك ندوب.
نُشرت الدراسة في مجلة Science Translational Medicine.
قال الدكتور أوفير كلاين، المؤلف المشارك في الدراسة: "بدأ بحثنا بسؤالين: لماذا يلتئم فمك بشكل أفضل بكثير من بشرتك؟ وإذا توصلنا إلى ذلك، فهل يمكننا استخدام هذه المعلومات علاجيا؟".
الحاجة إلى العلاج واضحة، إذ عادةً ما تختفي جروح بطانة الفم خلال يوم إلى ثلاثة أيام.
لكن جروح الجلد قد تستغرق ثلاثة أضعاف المدة للشفاء، وقد تترك ندوبًا قبيحة.
للأسف، لا تُعالج العلاجات الحالية التندب أو تمنعه بشكل كافٍ، لأننا لا نفهم آلية حدوثه بشكل كامل، كما قال كلاين.
وأضاف: "أبحاثنا تُسهم في سد هذه الفجوة المعرفية".

تفاصيل الدراسة
في الدراسة، حلل الباحثون عينات أنسجة من بطانة الفم، والمعروفة بالغشاء المخاطي للفم ، وجلد الوجه لدى فئران التجارب.
في الغشاء المخاطي للفم، وجدوا مسارًا للإشارة بين الخلايا، يتضمن بروتينًا يُسمى GAS6 وإنزيمًا يُسمى AXL، والذي يحجب مسارًا خلويًا مختلفًا، يُعرف باسم FAK، والذي يُعزز التندب.
عندما ثبّط الباحثون إنزيم AXL في فئران المختبر، ساء التئام جروح الغشاء المخاطي الفموي، مما جعلها أشبه بجروح الجلد.
أما عند تحفيز إنزيم AXL في جروح الجلد، فقد شُفيت تمامًا مثل جروح الغشاء المخاطي الفموي، مما أدى إلى تجديد الأنسجة بكفاءة أكبر.
وقال كلاين: "تظهر هذه البيانات أن مسار GAS6-AXL مهم بشكل محتمل للشفاء بدون ندبات في الفم وأن التلاعب به قد يساعد في تقليل ندبات الجلد أيضًا".
وتتمثل الخطوات التالية في تحديد كيفية تطبيق هذه النتائج السريرية الأولية على البشر وتطوير علاجات لتحسين التئام جروح الجلد".
وقال مايكل لونجاكر، المؤلف المشارك في الدراسة: "يجب إجراء المزيد من الدراسات السريرية لتقييم طبيعة العلاقة بين AXL والندبات في البشر".