سلس البول عند النساء.. كيف يمكن التخلص من المشكلة؟
تعاني الكثير من السيدات من سلس البول، خاصة بعد الولادة، نتيجة ضعف عضلات الحوض ومع انتشار سلس البول عند النساء مؤخرًا بشكل متزايد، أدركت الكثير من السيدات الحاجة الملحة إلى تقوية عضلات قاع الحوض بطرق مختلفة، منها الاعتماد على بعض التمارين الرياضية، التي باتت ضمن أهم ما يمكن أن يتضمنه الروتين اليومي للسيدات، وخصوصا اللاتي يعانين من مشكلة سلس البول، وخصوصا ما قلنا بعد الولادة.
تدريب عضلات قاع الحوض
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، أوصى المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية NICE، العام الماضي، بضرورة تقديم النصيحة لجميع السيدات، للقيام بتدريب عضلات قاع الحوض طوال حياتهن، واقترحت دراسة، نُشرت مؤخرا في مجلة الطب الجنسي، أن هذا يجب أن يقترن بالجنس للحصول على أفضل النتائج، على الأقل للأمهات الجدد.
هنا تتساءل السيدات عن مقدار عمل قاع الحوض، الذي يحتجن حقا إلى القيام به؟، وعن الطريقة الصحيح للقيام بذلك.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن قاع الحوض الصحي، ينطوي على أكثر من مجرد قوة العضلات، في الواقع، يعتبر التنسيق والتحكم أكثر أهمية، كما يقولون، وهناك أيضًا خطر من إرهاق هذه العضلات، مما يؤدي إلى قاع الحوض مفرط التوتر، مما يسبب الألم وكذلك الانزعاج أثناء ممارسة الجنس.
سلسل البول والتدلي
لكن هناك بعض أنواع الإصابات، مثل تلك التي تسببها الولادة، التي لا يمكن إصلاحها بالكامل من خلال ممارسة تمارين قاع الحوض.
يقول البروفيسور، جون ديلانسي، أخصائي أمراض الجهاز البولي ومدير مجموعة أبحاث الحوض في جامعة ميتشيجان بالولايات المتحدة الأمريكية: « نحتاج إلى مساعدة النساء، لكن من غير العدل أن نقترح عليهن القيام بأشياء قد لا تصحح مشكلتهن».
ويضيف البروفيسور ديلانسي أن «مشاكل مثل سلس البول والتدلي، يعاني منها ما يقرب من نصف النساء فوق سن الخمسين، وفقا لمسح أجرته جامعة ميشيجان عام 2018، ويُعتقد أن درجة معينة من التدلي تؤثر على واحدة من كل 3 نساء أنجبن أطفالًا، وحوالي 40% من جميع النساء فوق سن الخمسين، لكن الأمر لا يتعلق بالحمل والولادة فقط، فكل ما يسبب ضغطًا إضافيا على قاع الحوض، مثل حمل كميات كبيرة من دهون الجسم أو الإمساك المزمن أو السعال لفترات طويلة، يزيد من خطر التمدد المفرط أو الإصابة».
التغيرات الهرمونية
أما أخصائية العلاج الطبيعي لقاع الحوض بإنجلترا كاتي مان، فتقول: نرى الكثير من النساء الآن يعانين من مشاكل في قاع الحوض بعد السعال لفترات طويلة مع كوفيد-19.
وتضيف أن التغيرات الهرمونية، مثل انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث، يمكن أن تؤثر أيضًا على مرونة قاع الحوض، إذ توجد مستقبلات هرمون الإستروجين في جميع أنحاء عضلات قاع الحوض ويساعد الهرمون في التحكم في إنتاج الكولاجين الذي يمنح الأنسجة مرونتها.
وتؤكد كاتي مان أن هذا هو السبب في أن بعض النساء يعانين من الأعراض لأول مرة أثناء انقطاع الطمث، يمكن أن يكون للأدوية المضادة للإستروجين لسرطان الثدي تأثير سلبي أيضا.
علاج سلس البول عند النساء
قال الدكتور محمد عثمان، أستاذ النساء والتوليد بطب قصر العيني، إن علاج سلس البول عند النساء، يرتكز على تقوية عضلات الحوض، من خلال قبض عضلات الحوض لمدة نصف دقيقة ثم تطلقها تدريجيا.
وأضاف أن السيدة التي تعاني من سلس البول عليها كذلك إجراء الفحوصات اللازمة، ودراسة ميكانيكية البول، إذ يتم قياس الضغط داخل المثانة والضغط بمجرى البول، لتحديد الجزء المسؤول عن القصور الناتج عنه سلس البول عند السيدة، كذلك معرفة نسبة الكالسيوم الذي يتحكم في نشاط عضلة المثانة.
وأشار إلى أن علاج سلس البول عند النساء يتم من خلال استعمال أداة داعمة للمهبل، تعد هذه الأداة قابلة للإزالة، وتكون وظيفتها أنها تساعد في علاج حالات سلس البول عند النساء الناتج عن الشعور بالضغط.
وقال أستاذ النساء والتوليد بطب قصر العيني إن علاج سلس البول عند النساء يمكن أيضا من خلال تناول بعض الأدوية المساعدة على التحكم في البول، ومن الممكن إجراء جراحة لتوفير الدعامة للمثانة أو إعادتها إلى وضعها الطبيعي في حالة وجود خلل نتيجة الولادة أو عيب خلقي، أو التعرض لحادث.