الفيروس المخلوي التنفسي.. كيف نجا طفل بريطاني من هذا المرض القاتل؟
الفيروس المخلوي التنفسي.. قد يبدو هذا غريبا، لكن في الواقع يعتبر هذا الفيروس شائعا للغاية، إلى حد أن الغالبية العظمى من الأطفال أصيبوا به قبل بلوغ سنتين.
ويتسبب الفيروس المخلوي التنفسي RSV في حدوث التهابات بالرئتين والمجرى التنفسي، ولا يقتصر هذا على الأطفال فقط، وإنما يمكن أن يصيب الفيروس البالغين أيضا.
وبينما تكون أعراض الإصابة بـ الفيروس المخلوي التنفسي لدى البالغين والذين يتمتعون بصحة جيدة، خفيفة، تشبه أعراض الزكام، إلا أنه يمكن أن يتسبب في الإصابة بعدوى شديدة لدى بعض الأشخاص، بمن فيهم الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم 12 شهرا فأقل، وخصوصا الأطفال الذين يولدون قبل الموعد الطبيعي.
مرض مميت
ولعل ما حدث لطفل بريطاني خير دليل على خطورة هذا المرض على فئات معينة من الأطفال، إذ أصيب الطفل بأعراض عدة، وتطور الأمر وفقا لما ذكرته صحيفة ذا صن البريطانية إلى أن الطفل عانى من نقص الأكسجين حتى تحول لونه إلى اللون الأزرق من جراء الاختناق، في كابوس هو الأسوأ الذي مر على والديها.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن هذا ما يمكن أن يحدث للرضع والأطفال الصغار المصابين بالفيروس المخلوي التنفسي RSV وهو مرض شائع ولكنه غير معروف ويمكن أن يكون مميتا، إذ أنه يعد سبب رئيسي لوفيات الرضع، وهو خطير بشكل خاص على الأطفال المولودين قبل الأوان.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى ارتفاع حالات الإصابة بهذا المرض الذي يصيب الرئتين في الآونة الأخيرة، خصوصا بين الأطفال دون سن الخامسة.
أعراض صادمة
وعن تفاصيل ما حدث للطفل، قالت الصحيفة البريطانية إن لورنا سميث، لم تسمع قط عن الفيروس المخلوي التنفسي RSV قبل أن يُصاب ابنها الصغير كولان بها.
تقول لورنا، صاحبة الـ35 عاما، من ساوثهامبتون: أن تكون رؤية طفلك الصغير متصلا بكميات كبيرة من الآلات، وهو يكافح من أجل التنفس، فهذا من أسوأ الصدمات التي يمكن أن تتعرضين إليها.
كيف ينتشر الفيروس المخلوي التنفسي؟
وأوضحت ذا صن أن الفيروس المخلوي التنفسي ينتشر عبر القطرات الملوثة، عندما يسعل شخص ما أو يعطس، ويحذر خبراء الفيروسات من أننا نتجه نحو مزيج ثلاثي قاتل من فيروس كوفيد -19 والإنفلونزا وفيروس RSV هذا الشتاء.
ومع ذلك، لا يعرف الكثير من الآباء أن طفلهم يمكن أن يكون في خطر.
ففي المملكة المتحدة، يحتاج حوالي 30 ألف طفل وطفل دون سن الخامسة إلى العلاج في المستشفى كل عام بسبب الفيروس المخلوي التنفسي، على الرغم من وفاة أقل من 90 منه الآن.
ولقد تركت عمليات الإغلاق الخاصة بـ كوفيد - 19 العديد من دون مناعة، ومع ذلك، تظهر الأرقام الجديدة أن الحالات أعلى من المعتاد، ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن عمليات الإغلاق إبان تفشي جائحة كورونا تركت العديد من الأطفال دون مناعة.
وبحب ما نشرته مجلة Health Service Journal، ارتفعت حالات RSV في 23 أكتوبر، بنسبة 8.3%.
تفاصيل إصابة الطفل بـ الفيروس المخلوي التنفسي
وعن تفاصيل إصابة الطفل كولان بـ الفيروس المخلوي التنفسي، قالت صحيفة ذا صن البريطانية، إن لورنا، كبيرة علماء السلامة، لاحظت أن طفلها الذي يبلغ من العمر 8 أشهر، كان مريضا في يناير 2021.
في البداية، تخلصت هي وزوجها راسل، صاحب الـ41 عامًا، وهو ضابط شرطة، من الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا باعتبارها فيروسا سيتغلب عليه.
عن هذا تقول الأم: لم أسمع من قبل عن الفيروس المخلوي التنفسي، لذلك لم أفكر حتى أنه يمكن أن يكون لديه شيء أكثر جدية، أعرف أن الأطفال يلتقطون الفيروسات طوال الوقت ولا أريد أن أضيع وقت طبيبنا العام.
لكن بعد أيام قليلة تدهورت حالة الطفل كولان، حيث اكدت لورنا: «كان مرضا صدريا، وكان طفلي يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة ويتنفس بصعوبة، ولم يكن يأكل، ثم خلال الليل، وجدته مريضا بشكل مرعب.
نقلت سيارة إسعاف الطفل كولان إلى المستشفى، حيث تمت مراقبة مستويات الأكسجين لديه، التي انخفضت، كما كان يعاني من الجفاف الشديد، لأنه لم يكن يستطيع تناول الطعام.
حاول الأطباء ربط كولان بأنابيب التغذية لكنه فقد وعيه، وهو ما قال المسعفون إنه «استجابة للتوتر.
تذكر لورنا أنها حينها انهارت، فتقول: في تلك المرحلة انهرت، فلم أكن أتوقع أن يصاب بهذا المرض، وبدأت في الذعر والبكاء.
في اليوم التالي، عندما استقرت مستويات الأكسجين لدى الطفل، خرج وعاد إلى المنزل رفقة والديه، لكنهم عادوا إلى المستشفى في غضون ساعات، بعد أن تدهورت أعراضه.
عندها فقط قام الأطباء بتشخيص إصابة كولان بـ الفيروس المخلوي التنفسي RSV وأعطوه الأكسجين مرة أخرى، كان بصحة جيدة بما يكفي ليخرج من المستشفى في اليوم التالي، والآن، بعد مرور عام، كان أداؤه أفضل بكثير ولم يُترك مع أي مشاكل صحية طويلة الأمد.
وأكدت الصحيفة البريطانية أن الأطفال ليسوا جميعا محظوظين جدًا، إذ يمكن أن يؤدي الفيروس المخلوي التنفسي إلى الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية والربو في كل من الأطفال والبالغين الذين ينجون منه.