هل تؤثر معاناة الأم من السمنة على الجنين خلال فترة الحمل؟
بينما تعاني الكثير من السيدات من السمنة وزيادة الوزن، تتساءل بعضهن عما إذا كانت السمنة تشكل خطرا على الأجنة خلال فترة الحمل.
ويشيع هذا التساؤل بين السيدات الحوامل أو اللاتي يخططن للحمل خلال مرحلة مقبلة، حتى يتجنبن أي أضرار محتملة قد تشكل خطرا على صحة الأجنة، وحتى يتم حملهن على خير من دون أي عوارض.
ولفت العلماء والأطباء إلى أن السمنة يمكن بالفعل أن تكون ذات أضرار عدة خلال فترة الحمل، إذ إن لها مخاطر صحية محتملة على الأمهات من ناحية وعلى الأجنة من ناحية أخرى.
التوحد والاكتئاب
ونقل موقع «Neuroscience News» عن دورية «Nature Metablolism»،أن زيادة الوزن أثناء فترة الحمل يمكن أن يكون لها العديد من المخاطر الصحية المحتملة على الأمهات، بخلاف بعض الإشارات التي تؤكد وجود خطر داهم على الأجنة والأطفال، إذ يمكن أن تطور الاضطرابات النفسية لديهم، مثل التوحد أو الاكتئاب.
وخلصت بعض الأبحاث التي أجريت على الفئران، إلى أن نتائج عدة تؤكد أن تناول الأم نظاما غذائيا عالي الدهون يمكن أن يحفز الخلايا المناعية في أدمغة الذكور وليس الإناث، على الإفراط في استهلاك مادة السيروتونين الكيمياوية في الدماغ، والتي بدورها تؤثر على الحالة المزاجية، مما يؤدي لاحقا إلى سلوك يشبه الاكتئاب.
وتوضيحا لهذا، قالت سيسرين وزميلها الباحث البروفيسور ستاتشي بيلبو، إن شيئا مشابها ربما يحدث عند البشر أيضا.
ورجح الباحثون أن يكون هذا الاكتئاب ناجما عن تغييرات أثناء نمو مخ الجنين.
السيروتونين كلمة السر
وعن الأسباب التي تفسر هذا الأمر، قال الباحثون إن السيروتونين هو كلمة السر، إذ يطلق عليه غالبا «هرمون السعادة»، وهو عبارة عن رسول جزيئي في الدماغ تنخفض مستوياته عادة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
ولاحظت سيسرين وفريقها البحثي أن الفئران الذكور التي أصيبت بالاكتئاب، والتي ولدت من أمهات اتبعت نظاما غذائيا غنيا بالدهون، لديها نسبة أقل من السيروتونين في أدمغتها، سواء عندما كانت لا تزال في رحم الأم، أو عند البلوغ.
وأشارت سيسرين إلى وجود «الكثير من الأدلة التي تؤكد أنه عند تناول نظام غذائي غني بالدهون، ينتهي الأمر بالتسمم الداخلي في الدم، مما يعني أن هناك في الأساس زيادة في انتشار البكتيريا في الدم، أو السموم الداخلية، وهي عبارة عن أجزاء من البكتيريا».
وقام فريق من الباحثين بقياس مستويات البكتيريا لدى الفئران، فاكتشفوا أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون أثناء الحمل تعزز بالفعل مستويات السموم الداخلية في المشيمة وفي أدمغة الأجنة.
ولمعرفة ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على البشر أيضا، تعاونت سيسرين مع البروفيسورة سوزان ميرفي، أستاذة أمراض النساء والتوليد في كلية الطب بجامعة ديوك، وخلصت أبحاثهم إلى أن الأمر ينطبق بشكل تام على الأجنة البشرية، إذ إنه كلما تم قياس المزيد من الدهون في أنسجة المشيمة البشرية، تم اكتشاف انخفاض في السيروتونين في أدمغة الأجنة الذكور، لكن ليس عند الإناث.