هل الإقلاع عن التدخين مستحيل؟.. السر في إدمان التبغ والنيكوتين
بينما يبدو الإقلاع عن التدخين أملا يراود الكثير من المدخنين، إما لدوافع شخصية نابعة من رغبة الشخص في ذلك، وإما لأسباب مرضية، يتساءل الكثيرون هل الإقلاع عن التدخين مستحيل؟.
في الحقيقة، يحتاج الإقلاع عن التدخين إلى قوة إرادة من جانب المدخن، وإلى قرار بعدم العودة مرة أخرى إليه، كما يحتاج أيضا إلى استشارة متخصص، حتى يمكنه مساعدة المدخن في اختيار الطريقة المناسبة التي تمنحه القدرة على ترك السيجارة والتوقف عن التدخين.
لكن يظل السؤال مطروحا، هل الإقلاع عن التدخين مستحيل؟ وهو ما يستعرضه «صحة 24» فيما يلي من سطور، وفق ما أفادت به طبيبة متخصصة.
قالت الدكتورة ريهام الإمام، نائب مدير إدارة علاج الإدمان بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن الإقلاع عن التدخين ليس أمرا صعبا، وليس شيئا مستحيلا، لكن لا بد أن يعرف المدخن مع ماذا يتعامل، إذ إن هناك الكثير من الأشخاص يتعاملون مع التدخين على أنه مجرد عادة سيئة يمكنه التخلص منها في أي وقت شاء.
إدمان التبغ
وأوضحت الدكتورة ريهام الأمين أنه في حقيقة الأمر، ووفق التشخيصات التي تجري في إطار الطب النفسي، هناك تشخيص واضح وصريح اسمه إدمان التبغ، ويعني إدمان التبغ أن الشخص يعتمد عليه، وهنا يأتي الجزء المرضي، حين لا يصبح الشخص قادرا على الإقلاع عن التدخين.
لماذا يعجز البعض عن ترك السيجارة؟
وأضافت أن عدم القدرة على الإقلاع عن التدخين يأتي بسبب أن هناك موصلات عصبية يتم استثارتها عند تدخين السجائر، حتى إن الغالبية العظمى من المدخنين يتحدثون في بداية الأمر عن أنهم يركزون بشكل أكبر عند التدخين، كما أنهم يشعرون بحالة من الهدوء وزوال العصبية، ثم بعد فترة يشعر المدخن بأنه غير قادر على التعامل في حياته من دون تدخين السيجارة للحصول على النيكوتين، ويرجع السبب وراء هذا إلى أنه يشعر بأعراض تشبه إلى حد كبير أعراض الانسحاب.
وأشارت إلى أن الحصول على النيكوتين في اليوم بكميات معينة، فإنه عند التقليل منها يبدأ الجسم يشعر ببعض الأعراض، منها عدم التركيز، وخصوصا المخ لأنه هو العضو الأساسي في التدخين، فيشعر المدخن بالرغبة في التدخين مرة أخرى، وهنا تنشأ فكرة الاعتماد على التبغ أو النيكوتين.
الإقلاع عن التدخن ليس مستحيلا
وأكدت أنه على الرغم من ذلك فإن فكرة الإقلاع عن التدخين ليست مستحيلة، لأنه مع مرور الوقت، وعندما يتم التوقف والإقلاع عن التدخين، يبدأ المخ في استعادة وظيفته ويبدأ في التركيز والتعامل مع ضغوط الحياة بدون وجود عوامل مساعدة.
ونوهت بأن المدخن عادة ما يحتاج إلى اتخاذ خطوات معينة يساعده فيها متخصص، من أجل عبور هذه المرحلة، والنجاح في الإقلاع عن التدخين.