الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لماذا لا يستعيد البعض حاسة الشم بعد التعافي من كورونا؟

الثلاثاء 03/يناير/2023 - 07:00 م
فقدان حاسة الشم بسبب
فقدان حاسة الشم بسبب كورونا


تتأثر حاسة الشم عند بعض الناس لدى إصابتهم بـ فيروس كورونا، فيفقدون تلك الحاسة أثناء الإصابة، على أن تعود الأمور إلى طبيعتها بعد التعافي من الإصابة بالفيروس التاجي.

لكن هناك بعض الأشخاص الذين لا يستعيدون حاسة الشم حتى بعد مرور فترة على التعافي من إصابتهم بـ فيروس كورونا، إذ إن حاسة الشم لديهم لا تعود إلى سابق عهدها قبل الإصابة، متأثرة بالفيروس، ما يطرح سؤالا مهما بشأن سبب عدم قدرة هؤلاء الأشخاص على استعادة حاسة الشم بعد التعافي من كورونا.

الهجوم على الخلايا العصبية في الأنف

وفي هذا السياق، ذكر موقع روسيا اليوم، فيما نقله عن موقع ساينس ألرت، أن عدوى SARS-CoV-2 تتسبب في هجوم مستمر للجهاز المناعي على الخلايا العصبية في الأنف، وفقا لما خلصت إليه دراسة حديثة، مسببة انخفاضا في عدد الخلايا العصبية، وهو ما يجعل الناس غير قادرين على الشم بطيقة طبيعية حتى بعد التعافي من كورونا.

ويمكن خلال البحث عن سر عدم قدرة البعض استعادة حاسة الشم بشكلها الطبيعي وبوظيفتها المعتادة، استنباط المزيد من المعلومات وفهم أعمق لـ كورونا طويل الأمد، ولماذا لا يستطيع بعض الأشخاص التعافي تماما منه.

ويقول عالم الأعصاب برادلي جولدشتاين، من جامعة ديوك في نورث كارولينا، إنه «لحسن الحظ، العديد من الأشخاص الذين تكون لديهم حاسة شم متغيرة خلال المرحلة الحادة من العدوى الفيروسية سيستعيدونها خلال أسبوع أو أسبوعين قادمين، لكن البعض لا يسعه ذلك، ونحن بحاجة إلى فهم أفضل لماذا ستستمر هذه المجموعة الفرعية من الأشخاص في فقدان الإحساس بالرائحة بشكل مستمر لشهور بل سنوات بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2».

تحليل أنسجة الأنف

وفقا للبحث الذي نشر في مجلة «Science Translational Medicine»، درس الفريق عينات من أنسجة الأنف - الظهارة الشمية - مأخوذة من 24 شخصا، من بينهم 9 يعانون من فقدان حاسة الشم لفترة طويلة بعد الإصابة بـ كورونا «كوفيد-19»، وهذا النسيج يحمل الخلايا العصبية المسؤولة عن اكتشاف الروائح.

وبعد تحليل مفصل، لاحظ الباحثون الانتشار الواسع للخلايا التائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تساعد الجسم على محاربة العدوى، وكانت هذه الخلايا التائية تقود استجابة التهابية داخل الأنف.

ومع ذلك، كما هو الحال مع العديد من الاستجابات البيولوجية الأخرى، يبدو أن الخلايا التائية تضر أكثر مما تنفع، إذ إنها تضر النسيج الظهاري الشمي.

وكانت عملية الالتهاب لا تزال واضحة حتى في الأنسجة حيث لم يتم اكتشاف SARS-CoV-2.

وقال جولدشتاين إن «النتائج مذهلة، إنها تشبه تقريبا نوعا من عملية تشبه المناعة الذاتية في الأنف».

وبينما كان عدد الخلايا العصبية الحسية الشمية أقل في المشاركين في الدراسة الذين فقدوا حاسة الشم، أفاد الباحثون أن بعض الخلايا العصبية تبدو قادرة على إصلاح نفسها حتى بعد قصف الخلايا التائية، وهي علامة مشجعة.

ويقترح الباحثون أن الآليات البيولوجية الالتهابية المماثلة يمكن أن تكون وراء الأعراض الأخرى لفيروس كورونا طويل الأمد، بما في ذلك التعب المفرط وضيق التنفس وضباب الدماغ، الذي يجعل التركيز صعبا.

وبعد ذلك، يريد الفريق أن يبحث بمزيد من التفصيل عن مناطق الأنسجة المعينة التي تضررت، وأنواع الخلايا المتورطة، وهذا بدوره سيقود الطريق لتطوير علاجات ممكنة لأولئك الذين يعانون من فقدان حاسة الشم على المدى الطويل.

ويقول جولدشتاين: «نأمل أن يساعد تعديل الاستجابة المناعية غير الطبيعية أو عمليات الإصلاح داخل أنف هؤلاء المرضى على استعادة حاسة الشم جزئيا على الأقل».