عرض لحالة مميتة.. دراسة تحذر من شم روائح كريهة غير موجودة
يعاني البعض من ضعف حاسة الشم، فيما يعاني آخرون من شم روائح كريهة وهمية، إذ أنهم يدركون هذه الروائح من دون أن تكون موجودة في الأساس.
وعلى الرغم من أن الموضوع يبدو بسيطا، إلا أن هذا العرض قد يشير إلى حالة مرضية مميتة، وفق ما ذكره موقع روسيا اليوم، نقلا عن صحيفة إكسبريس.
الروائح الوهمية والسكتة الدماغية
وقالت الصحيفة إن أعراض السكتة الدماغية تختلف حسب قاعدة: أي جزء من الدماغ يُحرم من الدم، موضحة انه حينما ينقطع تدفق الدم عن الدماغ فجأة أو تنفجر الأوعية الدموية داخله، يمكن أن تتلف الخلايا بشكل كبير أو تموت، وفي معظم الحالات، يعاني المرضى من ارتباك مفاجئ أو تنميل ينتشر إلى أسفل جانب واحد من الجسم، وإذا تأثر الجزء من الدماغ الذي يتحكم في الرائحة أثناء السكتة الدماغية، فمن المحتمل أن يلاحظ الأفراد روائح غير عادية.
ووفقا لبحث نُشر في مجلة Laryngoscope، في عام 2020، فإن السكتة الدماغية «ارتبطت باحتمالية أكبر بنسبة 76% لإدراك الرائحة الوهمية».
كما كشف البحث عن وجود صلة بين مشاكل القلب والأوعية الدموية الأخرى والضعف الشمي.
وارتبط قصور القلب بـ3 أضعاف احتمالية إدراك الرائحة الوهمية بين البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و59 عاما، والذبحة الصدرية بـ2.8 ضعفا لاحتمالات إدراك الرائحة الوهمية بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما أو أكبر.
وأبلغ الأشخاص البالغون الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول في الدم، ولكن المتحكم فيه، عن روائح وهمية بشكل متكرر أكثر من أولئك الذين لا يعانون من ارتفاع الكوليسترول.
كما كشف المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم الخاضع للسيطرة، عن نتائج مماثلة، حيث أبلغوا عن روائح وهمية أكثر من أولئك الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
وفي الإدراك الوهمي للرائحة، يشعر الناس بالرائحة في حالة عدم وجود منبه.
دور الجهاز العصبي
وذكرت مجلة JAMA أن الذين يعانون من هذه الحالة قد يعانون من اختلالات في الإشارات العصبية التي قد تسمح لإشارات الرائحة غير المنطقية بالوصول إلى الجهاز العصبي المركزي.
وفي السكتة الدماغية، قد يحدث هذا إذا تأثر جزء الدماغ الذي يفسر المعلومات المتعلقة بالذوق والشم.
وقالت جمعية السكتة الدماغية إنه على المدى الطويل، قد تتسبب هذه الإشارات الخاطئة في تذوق الطعام ورائحته بشكل مختلف أو أقل كثافة أو لا يشبه أي شيء على الإطلاق.
وتضيف الجمعية: «تحدث السكتة الدماغية عندما ينقطع تدفق الدم عن جزء من الدماغ، ما يؤدي إلى قتل خلايا المخ، وإذا أضرت السكتة الدماغية بأجزاء ذلك الدماغ التي تفسر معلومات حول التذوق والشم من أنفك ولسانك، فإنها تسبب تغيرات في حاسة التذوق والشم».
وفي عام 2018، اقترح بحث نُشر في JAMA Otolaryngology-Head and Neck Surgery أن انتشار إدراك الرائحة الوهمية قد يكون أكبر مما كان يعتقد سابقا.
وأظهرت الدراسة أن ما يصل إلى واحد من كل 15 أمريكيا فوق سن الأربعين، غالبا ما يكتشف الروائح الغريبة عندما لا توجد أي روائح.
وقالت جوديث كوبر، من المعاهد الوطنية للصحة، في ذلك الوقت: «غالبا ما يتم التغاضي عن مشاكل حاسة الشم، على الرغم من أهميتها، ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على الشهية وتفضيلات الطعام والقدرة على شم إشارات الخطر مثل النار وتسرب الغاز والأطعمة الفاسدة».
ولا يميل إدراك الرائحة الوهمية إلى أن يكون مدعاة للقلق وغالبا ما يتلاشى ذاتيا.
ونظرا لأنه يمكن أن يكون أيضا أحد أعراض حالات أكثر خطورة، يُنصح الأشخاص الذين يعانون من الروائح الوهمية في كثير من الأحيان بمراجعة طبيبهم للتحقق من المضاعفات الأساسية.