فوائد العدسات اللاصقة الطبية.. الإبصار الصحيح والعين الجميلة
يعتبر الإبصار القوي والرؤية الواضحة من أهم ما يحتاجه الإنسان في هذه الحياة، والرؤيا الواضحة تكون في أهمية الاحتياج للطعام والشراب والتنفس، وهي القناة التي تصل بين الإنسان والدنيا الواسعة.
وبدون الإبصار القوي الواضح، يعتبر الإنسان حبيسا في سجن ضيق اسمه الجسد، وإن كان حرا طليقا في هذه الدنيا الواسعة.
وتعتبر حاسة البصر دون باقي الحواس كالسمع والتذوق واللمس، مسئولة عن حوالى 90% من المعلومات التي تصل إلى مخ الإنسان human brain information processing
وبالتالي أي خلل في الإبصار لا يوجد له بديل من الأحاسيس الأخرى، ويخسر الإنسان خسارة كبيرة.
ولذلك من نعم الله على البشرية وباقي المخلوقات والعوالم التي تعيش معنا في هذا الكون الواسع، سواء على الأرض أو في البحر أو في الجو، أن خلق الله عينين اثنتين، وليس عينا واحدة، فالعين منهما تعتبر دعما للأخرى، إن أصاب إحداهما مكروه، ولذلك طبيا يوجد هناك معايير خاصة للتعامل مع الإنسان ذو العين الواحدة (حيث الأخرى لا تبصر) إذ يعتذر الأطباء مثلا عن إجراء عملية ليست ضرورية وأساسية مثل الليزيك لإنسان عنده عين واحدة. لكن يمكن استخدام طرق أخرى أكثر أمانا مثل الإصلاح على السطح بالليزر وبدون جرح أو الفيمتوسمايل.
وجدير بالذكر أن الله تعالى خلق الخلق وتقريبا نصف الناس (طبقا للإحصاءات الدولية المختلفة) يتمتعون بإبصار قوى لا يحتاج إلى مساعدات ونظارات، والنصف الآخر يعانون من ضعف الإبصار ذو الدرجات المتفاوتة بسبب طول النظر وقصر النظر والأستيجماتيزم.
وتعتبر هذه الأحوال حالات بصرية وليست أمراضا. ويعتبر ضعف الإبصار الناتج عنها (باستثناء الدرجات العالية منها) ضعفا للإبصار في العيون السليمة، حيث تكون باقي طبقات العين سليمة. وتعتبر النظارة هي الوسيلة الأساسية للتعامل مع ضعف الإبصار وتقوية النظر في كل الأعمار، وهى من نعم الله على البشرية، ويعزى اختراع العدسات والنظارات للعالم العربي الحسن ابن الهيثم.
العدسات اللاصقة بديل النظارة
تعتبر العدسات اللاصقة بديل النظارة.. كثير من الناس لا يتحملون لبس النظارات الطبية ويحلمون بالتخلص منها ويبحثون عن البديل. فالطفل الصغير ذو النظر الضعيف فى الحضانة والمدرسة يريد أن ينطلق ويلهو مع زملائه لكن ضعف النظر يعوقه وكذلك لبس النظارة يكون عائقا اخر حيث تقع من على وجهه ويتكثف عليها العرق والتراب وقد تنكسر كثيرا ولا تكون أمانا حيث قد يؤذى الزجاج عين الطفل. والشاب أو الفتاه الذى يحب كرة القدم أو ألعب الكرة الأخرى أو السباحة ويعانى من ضعف النظر لا يستطيع أن يمارس هواياته بالنظارة ولا بدونها. والبنات خصيصا واحيانا الشباب فى المناطق الريفية وفى الأماكن البدوية وفى صعيد مصر لا يقبلون لبس النظارات للتغلب على ضعف الإبصار، ويتردد بينهم عبارات مثل (إنت تدبحنى وما تلبسنيش نظارة، إنت عاوزهم يقولوا عليا يا أم أربع عيون ؟، أنت عاوزهم يقولوا عليا أم شوافات راحت أم شوافات جات ؟، وغيرها من التعليقات الساخرة المسمومة التى تجعل ضعاف الإبصار يعانون من حالة من التنمر المجتمعى مما يصيبهم بالإنطواء وكراهية الإندماج بالمجتمع، والخجل وكراهية الحياة. والبنات عندما يحين موعد زواجها ويكون إبصارها ضعيفا، قد يتسبب ذلك فى فسخ الخطوبة أو الطلاق وقد رأينا مثل هذه الحالات. فأهل الشاب الخاطب حدث أن قالوا لابنهم عندما علموا أن خطيبة ابنهم ستقوم بعمل عملية زرع عدسة لعلاج ضعف الإبصار قالوا لابنهم اترك هذه الفتاه، إنت هتتجوز واحدة ملعوب فى عنيها من دلوقت ؟، وبعد الزواج ودخول الفتاة حياة العائلة والاختلاط بحماتها وزوجات باقى أخوات الزوج، واكتشفت الحماة أن العروسة الجديدة تتعثر ولا ترى الأشياء جيدا مقارنة بباقي زوجات أبنائها، فأمرت ابنها وأصرت على أن يطلقها وهى فى شهر العسل وبسرعة، قبل أن يرزق منها بأطفال عمى. وقد رأيت حالتين بهذا الشكل لفتاتين عروستين فى سن العشرين مطلقتين فى شهر العسل بسبب تحكم الحماة وخوفا من ضعف الإبصار الوراثي عند الأطفال، وبدون استشارة جراح العيون والإستعانة به لحل المشكلة. والزوجة فى بيت زوجها تكبر مسئولياتها بعدما تركت منزل والدها عندما يكون نظرها ضعيفا فإنه يعوقها عند التواجد فى المطبخ وفى أعمال النظافة ورعاية الأطفال وخلافه. وكذلك لبس النظارة لا يكون مقبولا أو مريحا دائما، إذ يجذبها الأطفال كثيرا وقد تنكسر وقد يترسب عليها البخار والغبار.
وكثير من الشباب الذين يحلمون بالالتحاق بالكليات العسكرية ليتشرفوا بخدمة وطننا مصر والدفاع عنه، يحرمون من هذا الشرف والأمل بسبب ضعف إبصارهم عند الكشف الطبى. وكثير منهم يحرم أيضا من الإلتحاق ببعض الوظائف الهامة بسبب ضعف النظر ويشترط عليه أن يقوم بتصحييح نظرة بوسيلة أخرى غير النظارة، حتى يتمتع فى بيئة العمل بإبصار مستقل غير معتمد على وسائل مساعدة كالنظارة ومستمرا بدون انقطاع بسبب شقوط النظارة او ضياعها او كسرها او ترسب بخار او تراب عليها فى المناسبات المختلفة.
وكثير من الحرف والمهن والصناعات (كالجراحين، والمهندسون المدنيون وعمال البناء والميكانيكيون والنجارون وغيرهم) يعانى أصحابها من صعوبة ممارسة النشاط مع النظر الضعيف، وكذلك يعانون من ممارسة النشاط مع وجود النظارة.
ويعتبر حب الجمال والبعد عن الشكل الغير مقبول دافعا اساسىا للتوجه نحو عمليات تصحيح الإبصار بالليزر للتخلص من النظارات والتمتع برؤيا مستقلة ومستمرة بدون انقطاع لكل ال‘عمار وكل الأشخاص وفى كل أنشطة الحياة.
فوائد العدسات اللاصقة الطبية
من فوائد العدسات اللاصقة الطبية يمكن أن تكون لتقوية الإبصار وأيضا زينة وجمال وتجميل ويوجد منها الوان مختلفة تتماشى مع كل الأذواق والإختيارات وألوان الطاقة الذى ترتديه الفتاة والسيدة.
ومن ضمن فوائد العدسات اللاصقة الطبية تعتبر وسيلة هامة وامنة ومنتشرة لتقوية الإبصار وبديلا للنظارات لكنها لها شروط من حيث السن والبيئة النظيفة المطلوبة ودرجة الوعى والثقافة والنظافة، ومخالفة ذلك قد ينتج عنه مضاعفات تؤدى الى العمى مثل حدوث قرحة وخراج بالقرنية سحابات بها، أو الإصابة بالمياه الزرقاء نتيجة استخدام قطرات ومراهم الكورتيزون لعلاج الحساسية المزمنة التى يعانى منها كثير من مستخدمى العدسات اللاصقة.
ويناسب لبس العدسات الفتيات في عمر المدارس الثانوية ثم الجامعة ولا يناسب الأطفال إلا فى أحوال خاصة.
ولكن عندما يصل الإنسان الى عمر 18-20 سنة فإن تصحيح الإبصار بالليزر بكل أنواعه من عمليات سواء الليزيك العادي أو التفصيلي أو الفيمتوليزيك أو الفيمتو سمايل أو الإصلاح السطحي بالليزر، تعتبر هذه العمليات مناسبة للكثيرين من ضعاف الإبصار.
وأحيانا قد لا يصلح الليزر لتصحيح الإبصار عند الكثيرين، ويصلح له طرق أخرى كزرع العدسات بكل أنواعها وعلى حسب سن الإنسان وعلى حسب سمك القرنية وتحدبها وعدد خلايا البطانة.
وحتى يتمكن الجراح من تحديد من يصلح له ومن لا يصلح له فإننا نصح الأنسان بعمل فحص وتصوير للقرنية لدراسة سمكها وانتظامها وصلاحيتها لتلقى الليزر.
وتتغلل في قواعد جراحات تصحيح الإبصار بالليزر وزراعة العدسات لتقوية الإبصار والاستغناء عن النظارات والعدسات اللاصقة، علوم ومفاهيم الجودة وتقليل الهدر، مما يحتاج لتوضيحه الى مقالة أخرى بإذن الله.
*الدكتور أسامة النحراوي أستاذ وجراح العيون بكلية الطب
رئيس الجمعية المصرية لجراحات العيون بالفيمتوليزر.