الأحد 12 مايو 2024 الموافق 04 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتور أسامة شوقي يكتب.. دليل المحتار في استئصال الورم الليفي بالمنظار

السبت 16/يوليو/2022 - 12:58 م
الدكتور أسامة شوقي
الدكتور أسامة شوقي أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني


الأورام الليفية حالة شائعة وتصيب نسبة كبيرة من السيدات والبنات، وقد لا تسبب أعراضا إطلاقا وأحيانا تتسبب في مشاكل صحية مختلفة مثل:

  • - زيادة كمية دماء الدورة الشهرية أو استمرار نزيف الدورة لفترات طويلة.
  • - نزيف متقطع على مدار الشهر.
  • - أوجاع ومغص بالبطن وآلام مبرحة مع الدورة.
  • - تأخر الحمل أو تكرار الإجهاض
  • - أعراض ضغط على الأعضاء المجاورة مثل القولون والمثانة والحالب.

الورم الليفي حميد تماما ونسبة أن يتحول إلى خبيث ضئيلة للغاية، ولا تسبب قلقا مكان الورم الليفي في الرحم يحدد نوع الأعراض ومدى شدتها.

يعني الورم الذي يلامس بطانة الرحم أو يبرز داخل التجويف يكون الأكثر أعراضا ومشاكل النزيف والمغص والعقم.

إلى الآن لا يوجد دواء أو عقار طبي لعلاج الأورام الليفية بل كلها تسبب تحسنا مؤقتا للأعراض ولكن سرعان ما يعود النزيف مرة أخرى.

تقنيات تدمير الورم عن طريق قطع الدورة الدموية بأسلوب الأشعة التداخلية أو الموجات الصوتية، تقدم حلولا لانكماش الورم ولكن ليست مأمونة تماما لمن ترغب في الإنجاب.

التدخل الجراحي بغرض الحفاظ على الرحم يكون بأحد الأساليب الآتية:

  •  فتح البطن واستئصال الأورام الليفية وخياطه العضلات ورتقها  بمهارة ودقة 
  •  استئصال الأورام بمنظار البطن الجراحي وذلك يناسب الورم الموجود داخل عضلات الرحم أو البارز في تحويف البطن ولكن لا يناسب النوع البارز في تجويف الرحم.
  •  استئصال الورم بمنظار الرحم الجراحي وذلك يناسب النوع الملامس لبطانة الرحم والبارز داخل الرحم.

تزايد شعبية ودعاية جراحات المناظير وأصبحت موضة يسعى إليها المريض ويعلن عنها الطبيب كوسيلة أبسط تدخلا وتتفادى فتح البطن ومشاكلها.

هنا وجب توضيح أمور مهمة وحيوية قبل الانحراف والانجراف إلى اختيارات تلحق ضررا ونتائج سيئة للمريضة.

منظار البطن:

بلا شك أن منظار البطن مفيد في حال وجود ورم وحيد ومتوسط الحجم وبالتالي يستطيع الجراح أن يحكم إغلاق الجرح جيدا والاحتفاظ بمتانة وقوة العضلات كي تتحمل حدوث حمل تال.

لكن في حالة وجود عدة أورام أو الحجم الكبير، هنا تحتاج مهارات استثنائية وتستغرق الجراحة وقتا طويلا جدا ويكون إحكام خياطة الرحم ليس بنفس الإتقان، بالإضافة إلى أن استخراج الورم من فتحة المنظار يستلزم تفتيته إلى شذرات صغيرة وسحبه من فتحة المنظار الصغيرة.

يضاف إلى هذا أن FDA هيئة الرقابة الأمريكية على الدواء، أصدرت توصيات صارمة بعدم إجراء  تفتيت الورم داخل البطن لحدوث حالة نادرة بانتشار خلايا خبيثة نتيجة التفتيت ووفاة المريضة.

لذا تحايل المصرون علي منظار البطن بأحراء التفتيت داخل كيس بلاستيك يتم إدخاله داخل البطن وأصبح الموضوع أكثر تعقيدا..

منظار الرحم الجراحي يعتبر أفضل أسلوب لحالات ورم تجويف الرحم ولكن تحتاج مهارة فائقة حيث المجال ضيق جدا داخل الرحم واستعمال الآلات والمنظار في التجويف الضيق يكون صعبا جدا ولا قدر الله يحدث مضاعفات حاده لو استمرت الجراحة فتره طويله بسبب امتصاص سائل تمدد الرحم..

يبقي المختصر المفيد والأمان الأكيد هو الاتي.. منظار البطن يلائم حالات معينه التي بها ورم وحيد متوسط الحجم داخل العضلات، دون ذلك اري انها مجازفة وفلحسه وتهور ان يتدخل منظار البطن لحالات متعددة الأورام والحجم الكبير.

نعم هناك من يجريها من أطباء ذوي مهاره فائقة لكن عددهم اقل من اليد الواحدة هنا فتح البطن أكثر أمانا وأفضل نتائج لمستقبل الحمل والإنجاب.

وأكرر وأؤكد أنه مش عيب ولا غلط إجراء استئصال الورم عن طريق فتح البطن والمميزات للمنظار موجودة فعلا، ولكن لا تساوي المخاطر الرهيبة في حال عدم مهارة الجراح.

منظار الرحم يقدم الحل الأمثل لحالات ورم تجويف الرحم، ولكن أيضا لابد يكون الحجم صغيرا والمهارة الجراحية كبيرة جدا.

بلا شك أن الطبيب برضه ‘نسان ويميل لأهواء وتتحكم في قراراته أمور شخصية كثيرة، كل واحد يميل لما يتقنه ويحبذ ويمدح اللي بيعرف يعمله أو اللي بيجلب له مكسب أكتر..

لكن في النهاية لابد من سيطرة الضمير، لاختيار الأمثل للمريض وليس الأمثل للطبيب..

الجراحة التقليدية زيها زي اللي بياكل بالشوكة والسكينة، وجراحة المناظير زيها زي اللي بياكل بالأسلوب الصيني وبـ عصايتين بين صوابعه بتحتاج مهارات خاصة والغلطة فيها لا تغتفر.

بلاش الاستعجال والتقليد للخواجات وتاكل بعصايتين وتقلب الطبق والأكل يندلق على هدومك وتبهدل الدنيا..

خليك عاقل واختار الأسلوب الامثل والآمن والأفضل للمريضة أولا.

أسامة شوقي أستاذ النساء والتوليد بكلية طب قصر العيني