التوحد عند الأطفال.. هذه العلامات تخبرك بإصابة طفلك

التوحد عند الأطفال.. هذا ما يتساءل بشأنه الكثير من أولياء الأمور، الذين يريدون معرفة المزيد عن مرض التوحد عند الأطفال، وكيفية التعامل معه.

فـ التوحد عند الأطفال يبدأ بظهور بعض الاضطرابات العقلية التي تؤثر في مراحل نمو وتطور الدماغ مما يؤثر على تكوين المحتوى الإدراكي للطفل، بحيث يصبح عاجزا عن إدراك ما حوله من الأشخاص والأشياء، كما يترتب على إصابة الطفل بالتوحد خلل في سلوك الطفل، وفي قدرته على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، وغالبا ما يتم تشخيص إصابة الطفل بالتوحد بعد عمر 3 سنوات حين تبدو أعراض المض واضحة عليه.

ولأن التوحد عند الأطفال من بين الموضوعات التي يزداد البحث عنها على شبكة الإنترنت، ولأن التوحد بات واحدا من الاضطرابات التي تصيب عدد من الأطفال، يستعرض «صحة 24» فيما يلي أبرز المعلومات عن التوحد عند الأطفال.

التوحد عند الأطفال

يتساءل العديد من الأشخاص عن التوحد عند الأطفال، وفي هذا الصدد قالت الدكتورة إيمان جابر، مدير إدارة طب نفسي الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إن مرض التوحد هو اضطراب نمائي يظهر في السنوات الأولى من العمر، نتيجة مشكلة في بعض المهارات التي لا تتطور عند الطفل بشكل طبيعي، وهي مهارات التواصل، سواء مهارات التواصل اللفظي، أو غير اللفظي.

علامات التوحد عند الأطفال

وأشارت مدير إدارة طب نفسي الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان إلى علامات التوحد عند الأطفال، كالتالي:

تأخر الكلام

أوضحت الدكتورة إيمان جابر أن الطفل المصاب بالتوحد يتأخر في النطق والكلام، وأحيانا يصبح عاجزا عن تكوين لغة وعن التكلم، على الرغم من أنه لا يعاني من أي مشكلات في حاسة السمع.

مشكلات التواصل غير اللفظي

وأكدت الدكتورة إيمان جابر أن من علامات التوحد عند الأطفال أن الطفل المصاب يكون لديه مشكلة أيضا في التواصل غير اللفظي، موضحة: «الأطفال اللي مش بتسمع كويس ومش بتتكلم كويس بتعرف توصلنا هي عايزة إيه بالإشارة، وبتفهم الإيماءات الجسدية وتعبيرات الوجه، لكن طفل التوحد ما بيفهمش دا، فبالتالي ما بيفهمش إحنا عاوزين إيه كلغة وكتعبيرات وجه، وكمان مبيبقاش عارف يعبر من غير اللغة، يعني مش عارف يشاور لنا على حاجة، الأمهات تيجي تقولي شدني من إيدي وداني وحط إيدي على الحاجة اللي عايزها لأنه مش فاهم إنه لو شاور عليها أنا هفهم إنه عايز الحاجة دي».

مشكلات الروتين

وأضافت الدكتورة إيمان جابر أن من علامات التوحد عند الأطفال أيضا مشكلات الروتين، موضحة: «بيبقى عنده مشكلة في الروتين أو إنه يبقى عنده حركات تكرارية، وهي الحركات اللي بيكررها بشكل مستمر زي إنه يقعد يرفرف بإيده، أو إنه يقعد يهز جذع الجسم بشكل متكرر وبيقعد ساعات يعمل دا، أو إنه يكون عنده روتين ثابت يعني مثلا لما يلعب بالحاجات يرصها، مينفعش حاجة تتحرك من مكانها، ولو حصل تغيير بتجيله نوبات غضب، مثلا عاوزين نخرج نشتري حاجة ونروح الحضانة، المحل قافل مش هروح الحضانة، ميقدرش يفوت خطوة، روتين ثابت جدا لو حاجة اتشالت من مكانها ينهار، كل دا بنشوفه مع أطفال التوحد».

معالجة حسية مختلفة

وتابعت الدكتورة إيمان جابر، مدير إدارة طب نفسي الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، أنه في بعض الأحيان تكون المعالجة الحسية لدى الطفل المصاب بالتوحد مختلفة، بحيث تكون هناك بعض الإضاءات مثلا تتسبب في شعورهم بالضيق، رغم أنها إضاءة عادية جدا يمكن لأي شخص طبيعي التعامل معها بسهولة، مضيفة: «هم بالنسبة لهم الإضاءة دي بتبقى كأنها زي إضاءة الشمس، فبيبقى متأثر جدا ومتضايق جدا مع أي إضاءة، ومش قادر يتفاهم مع أي حد لأن فيه إضاءة شديدة في عينيه مش عارف يشوف».

وأشارت الدكتورة إيمان جابر إلى أن من ضمن المعالجة الحسية المختلفة عند طفل التوحد أن هناك أصواتا من الممكن أن تزعجه أيضا، رغم أنها بالنسبة للأشخاص الطبيعيين أصوات مألوفة وغير مزعجة، ولا يشترط أن يكون هذا الصوت مرتفعا، لكنها موجات معينة من الأصوات يمكن أن تتسبب في مضايقتهم.

وأضافت أن المعالجة الحسية المختلفة تظهر أيضا في اللمس، موضحة: «الهدوم مثلا إحنا بعد شوية بننسى لأن جسمنا بيتعود عليها فمبحسش إن أنا لابس حاجة، لكن تخيل إنك لابس حاجة ومتخيل إن حد ماسك فيك جامد، مجرد اللمسة العادية لطفل التوحد كأنك بتضربه، فأنا لو حضنته كأني بضربه جامد».

وفي الختام، أكدت مدير إدارة طب نفسي الأطفال والمراهقين بالأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان أن المعالجة الحسية عند أطفال التوحد أحيانا تكون بحاجة للتدخل، لأنها لا تكون في الحدود الطبيعية.