الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الدكتور هشام الخياط يكتب: ارتجاع المريء الوظيفي النمط الأصعب في التشخيص والعلاج

الثلاثاء 19/يوليو/2022 - 03:16 م
 الدكتور هشام الخياط،
الدكتور هشام الخياط، أستاذ الجهاز الهضمى والكبد بمعهد تيودو


ارتجاع المرئ الوظيفى هو نوع من أنواع ارتجاع المريء.. ومرض ارتجاع المريء مرض شائع جدا ونسبه حدوثه في العالم تتجاوز 20% فى بعض الدول حسب آخر الإحصائيات.. وينتج مرض ارتجاع المريء من ارتجاع الحمض وسوائل المعدة وأحيانا الغذاء وسوائل الاثنى عشر القلوية إلى أسفل المريء غير المهيأ لاستقبال مثل هذه السوائل.. ويتنج عن ذلك التهاب تقرحي في أسفل المريء فى بعض الأحيان، وقد يؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل ضيق المريء وصعوبة في البلع، أو نزيف أو تحور في الغشاء المخاطي لأسفل المريء وهنا تكمن الخطورة إذ قد يؤدي إلى أورام أسفل المريء. 

أسباب الارتجاع المريئي

 وهناك أسباب عديدة وراء ارتجاع المريء أهمها انبساط عضلة المريء السفلية التلقائي دون تناول طعام أو سوائل من الفم، وفي عدم وجود انقباض لجسم المريء لمرور الأكل والسوائل من المريء الى المعدة.. وهناك أسباب أخرى لارتجاع المريء مثل وجود فتق فى الحجاب الحاجز وعدم قدرة عضلات أسفل المريء على الانقباض الكافي للتخلص من أي ارتجاع لفضلات طعام أو حمض أو سوائل إلى أسفل المريء.
 

أنواع الارتجاع المريئي

وهناك أنماط وأنواع لارتجاع المريء حسب وجود التهاب وتقرحات بأسفل المرئ بالمنظار، وأيضا حسب درجه الحموضه اسفل المرئ فى خلال 24 ساعه من القياس عن طريق مجس رفيع يدخل من الانف الى البلعوم ومنه الى اسفل المرئ لقياس درجه الحمضيه والقلوية.. وهناك أربع أنماط أو أنواع رئيسية لارتجاع المريء. 
أولها مرض ارتجاع المريء التقرحي المصاحب بوجود التهاب وتقرحات بأسفل المريء ويمثل 35% ويستجيب جيدا لمثبطات الحموضه.


النوع أو النمط الثانى هو ارتجاع المريء غير التقرحي وغير المصاحب بالتهابات وتقرحات بالمريء، ويمثل حوالى 25% من أنماط ارتجاع المريء مع وجود حمضية بأسفل المريء بمجس الحموضة والقلوية، والذي يصل إلى أقل من 4.. أكثر من ساعة في خلال 24 ساعة، ويستجيب هذا النوع إلى مثبطات الحموضة والأدويه التي تساعد على منع انبساط العضلهة السفلية للمرئ تلقائيا.


وهناك النوع الثالث من ارتجاع المريء.. وهو المريء الحساس ويمثل من 15 الى 20% من اأنماط ارتجاع المريء.. عند عدم وجود تقرحات أو التهابات بأسفل المريء وعدم وجود ارتجاع حمضى بمجس الحموضه والقلويه اكثر من ساعه فى خلال 24 ساعة.. ويسمى هذا النوع بالمريء الحساس يتميز بوجود إحساس بالارتجاع والألم خلف الصدر نتيجة لحساسية الغشاء المخاطي المبطن للمريء لأقل درجة من الحمضية حتى ولو كانت طبيعية.. ويتم علاج هذا النوع بمثبطات الحموضة مع إعطاء ملطفات الألم أو أدويه مضادات الاكتئاب المعروفة بجرعات صغيرة تزداد تدريجيا.
 

وهناك النمط  أو النوع الرابع المسمى بارتجاع المريء الوظيفي، ويمثل نسبة 20% إلى 25% من أسباب ارتجاع المريء.. ويتميز هذا النوع بعدم وجود التهابات وتقرحات أسفل المريء وأيضا يشترط أن يكون درجة الحموضة أسفل المريء فى خلال الـ24 ساعة طبيعية ولكن فى هذه الحالة يشتكى المرض من ارتجاع وألم خلف الصدر ليس له علاقه بأي ارتجاع حمضي فسيولجي طبيعي.. وعلاج مثل هذا النوع أو النمط من ارتجاع المريء صعب، وهنا يكمن التحدي في علاج هذا النمط لأن أدوية مثبطات الحمض لا تصلح حتى بجرعات كبيرة لهولاء المرضى في أغلب الاحيان ويحتاج المريض إلى مضادات الاكتئاب وملطفات الألم بجرعات صغيرة ثم يتم زيادتها تدريجيا حسب استجابة الحالة مع إعطاء المريض أدوية تساعد على منع الانبساط التلقائي لعضلة المريء السفلية.