كم تستمر الأعراض العصبية لدى مرضى كوفيد-19؟
توصل علماء إلى أن أكثر من 60% من الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 لديهم أعراض عصبية تؤثر على وظائفهم الإدراكية ونوعية حياتهم، حتى بعد عامين وثلاثة أعوام.
نتجت هذه النتيجة عن دراسة ذات أطول فترة متابعة أجريت في أمريكا اللاتينية وأشرف عليها الدكتور إيجور كورالنيك، رئيس قسم الأمراض العصبية المعدية وعلم الأعصاب العالمي في كلية الطب بجامعة نورث وسترن فاينبرج، والدكتورة كارولينا هورتادو. مونتويا، مع كلية الطب في جامعة CES في ميديلين.
توضح هذه الدراسة، وهي الأولى في كولومبيا وأمريكا اللاتينية التي تحلل الأعراض العصبية المستمرة والوظيفة الإدراكية ونوعية الحياة لدى مرضى كوفيد-19 لفترة طويلة، أن المظاهر العصبية لكوفيد-19 لفترة طويلة شائعة في كولومبيا كما هي في الولايات المتحدة.
تقييم آثار كوفيد-19
بين أبريل 2023 وديسمبر 2023، قام الباحثون بتقييم الآثار طويلة المدى لكوفيد-19 في مجموعة مكونة من 100 مريض كولومبي، من بينهم مجموعة من 50 شخصًا، متوسط أعمارهم 51 عامًا، والذين ظهرت عليهم أعراض مرضية متوسطة أو شديدة وتم إدخالهم إلى المستشفى في المستشفى.
أما المجموعة الأخرى المكونة من 50 مريضا لم يتم إدخالهم إلى المستشفى، وكانت إصابتهم خفيفة بكوفيد-19 وكان متوسط أعمارهم 36 عاما.
ومن بين أهم النتائج، أعراض "ضباب الدماغ "، التي تتميز بالخلل المعرفي، والتي عانى منها 60% من المرضى والتعب بنسبة 74%. هذان العرضان، إلى جانب الاكتئاب، أثرا بشكل كبير على نوعية حياتهم ووظائفهم الإدراكية، في كل من مجموعة المرضى الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى (كوفيد-19 المعتدل والشديد) أثناء العدوى الحادة، وفي الأشخاص الذين كانت إصابتهم خفيفة بكوفيد-19.
تم نشر هذه النتائج في مجلة Frontiers in Human Neuroscience. وتقوم مجموعة البحث بوضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل لبدء المرحلة الثانية من الدراسة، التي تركز على إعادة التأهيل المعرفي، لتحسين الأداء الوظيفي ونوعية الحياة لهؤلاء المرضى. ومن هذا الجهد الجديد، يتوقع الباحثون تكييف واختبار بروتوكول يمكن تنفيذه لاحقًا كخدمة في IPS Universidad CES في سابانيتا، أنتيوكيا، كولومبيا.
كانت الأعراض العصبية الأكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يعانون من كوفيد-19 لفترة طويلة هي "ضباب الدماغ" لدى 60% من المرضى، وآلام العضلات لدى 42%، والخدر أو الوخز لدى 41%. وكانت الأعراض غير العصبية هي التعب (74%)، ومشاكل النوم (46%)، والقلق (44%).
أفادت الدراسة أن كلا المجموعتين من المرضى كان أداؤهما أسوأ فيما يتعلق بسرعة المعالجة والاهتمام من عامة السكان.
وكتب المؤلفون: "ظل ضباب الدماغ والإرهاق مستمرين بغض النظر عن مدة كوفيد الطويلة، مما يؤكد الحاجة إلى رعاية شاملة وطويلة الأمد للمتضررين من هذه الحالة".
