نزلات البرد ومتحور EG-5.2.. أيهما أقرب خلال فصل الصيف؟
خلال الفترة الأخيرة، أصيب الكثير من الأشخاص بأعراض، تم تشخيصها منزليا على أنها مجرد نزلات برد، بالرغم من أننا في فصل الصيف، الذي لا تنتشر فيه نزلات البرد بهذا الشكل.
ومع الإعلان عن رصد حالتي إصابة بالمتحور EG-5.2 في مصر، أمس الثلاثاء، بدأت الشكوك تزداد حيال ما إذا كان الأشخاص الذين أصيبوا مؤخرا، كانت إصابتهم مجرد إنفلوانزا أو نزلة برد، أم أنها كانت إصابة بالمتحور الجديد.
نزلة برد أم متحور EG-5.2؟
قال الدكتور محمود الأنصاري، استشاري المناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه خلال فصل الصيف لا تنتشر الفيروسات التنفسية بدرجة كبيرة، بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالي يكون معدل تعلق الرذاذ الذي يحمل الفيروسات في الهواء قليل جدا، لأن الرطوبة تجعل الرذاذ يسقط سريعا على الأرض.
وأوضح استشاري المناعة بكلية الطب جامعة عين شمس، أنه بناء على ماسبق، نستنتج أن أعراض البرد المتعارف عليها يمكن أن تثير الاشتباه، وخصوصا خلال فصل الصيف، وبالتالي في الوقت الحالي، كل من يعاني من أعراض البرد المعروفة لا نستطيع أن نقول إنه مصاب بالبرد.
وأشار الأنصاري إلى أن هناك أعراضا عدة للإصابة بالمتحور EG-5.2، لكن هناك إجماعا على أن الكثير من الأعراض أصبح أخف من المعتاد، وأصبح أكثر ما يكون قرابة إلى أدوار البرد العادية التقليدية.
وأضاف استشاري المناعة بكلية الطب جامعة عين شمس أن هناك بعض الحالات التي تم تسجيلها من دون ارتفاع في درجة حرارة الجسم إطلاقا، مجرد التهابات في الحلق وألم في العضلات وألم في المفاصل فقط، موضحا أنه ليس شرطا أن تكون الأعراض الثلاثة مجتمعة عند المريض، لكنها كانت الأعراض التي ظهرت عند السواد الأعظم من المرضى الذين يمثلون نحو 67% من الحالات التي تم تسجيلها في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول شرق آسيا، دون ارتفاع في درجة حرارة الجسم التي لم تعد شيئا لازما أو تقليديا لكورونا.
رصد EG-5.2 في مصر
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أمس الثلاثاء، نتائج التحاليل من مراكز ترصد حالات الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي، التي تؤكد إيجابية حالتين لفيروس كوفيد-19 من سلالة المتحور أوميكرون EG-5.2، مشيرة إلى أن الأعراض الإكلينيكية التي ظهرت عليهم هي أعراض خفيفة ويتماثلون للشفاء.
وقالت الوزارة، في بيان، إن قطاع الطب الوقائي، بوزارة الصحة والسكان يقوم بتطبيق نظام دقيق لترصد الأمراض التنفسية الحادة على مستوى الجمهورية، بهدف الاكتشاف المبكر لمسببات المرض، ومعرفة أي تغيرات في عوامل حدوث العدوى، وذلك من خلال برامج عدة، ومنها الترصد الروتيني، ويتم تطبيقه في 450 مستشفى على مستوى الجمهورية، حيث يتم الإبلاغ عن حالات الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا والأمراض التنفسية الحادة والالتهاب الرئوي بصفة دورية ومنتظمة، ويتم أخذ مسحات حلق وأنف من الحالات المنطبق عليها تعريف الحالة، ويتم عمل فحص للإنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس التنفسي المخلوط لجميع العينات.
وأضاف البيان ان الوزارة تقوم بتطبيق برامج ترصد المواقع المختارة في مستشفيات عدة موزعة جغرافيا على الجمهورية، ومنها ترصد الأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في العيادات الخارجية ويتم تطبيقه في 12 منشأة طبية، وترصد الأمراض التنفسية الحادة للمرضى المحجوزين في الأقسام الداخلية ويتم تطبيقه في 17 منشأة طبية، حيث يتم أخذ عينات مسحات حلق وأنف ويتم عمل فحص للإنفلونزا وكوفيد-19 والفيروس التنفسي المخلوي لجميع العينات بصفة دورية.
وأكدت وزارة الصحة والسكان أن أعراض الإصابة بمتحور EG-5.2 هي أعراض بسيطة ولا يوجد توصيات طبية باتخاذ أي إجراءات إضافية، وأن التوصيات الطبية ما زالت هي التطعيم بالجرعات المعززة، خصوصا للفئات الأكثر تأثرا بالمرض ككبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأمراض التي تؤثر على استجابة الجهاز المناعي للجسم، والتطهير المستمر للأيدي والأسطح، واستخدام الكمامات في الأماكن المزدحمة أو سيئة التهوية، وللمصابين بأعراض تنفسية، وتجنب الاختلاط بغير المصابين، والتغذية الجيدة، علما بأنه يتم دوريا متابعة الوضع الوبائي العالمي والمحلي.