الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الحبوب المنومة.. هل تقي من الإصابة بـ آلزهايمر؟

الأحد 03/سبتمبر/2023 - 12:30 م
الحبوب المنومة
الحبوب المنومة


يعد مرض آلزهايمر واحدا من أكثر المشكلات شيوعا، والتي ترتبط بالتدهور المعرفي الذي يتطور مع القدم في العمر، لذا فإنه عادة ما يصيب كبار السن.

قلة النوم وآلزهايمر

وفيما لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عن مرض آلزهايمر، إلا أن العلاقة بين قلة النوم وتفاقم المرض هي العلاقة التي يستكشفها الباحثون بشغف، وفق ما نُشر بموقع ساينس ألرت.

ففي دراسة حديثة نشرت في وقت سابق من هذا العام، وجد العلماء أن استخدام الحبوب المنومة للحصول على قسط من النوم يمكن أن يقلل من تراكم كتل سامة من البروتينات في السائل الذي يغسل الدماغ كل ليلة.

ووجد باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس أن الأشخاص الذين تناولوا عقار سوفوريكسانت، وهو علاج شائع للأرق، لمدة ليلتين في عيادة النوم شهدوا انخفاضا طفيفا في اثنين من البروتينات، أميلويد بيتا وتاو، التي تتراكم في مرض آلزهايمر.

وبالرغم من أن الدراسة كانت قصيرة وتضمنت مجموعة صغيرة من البالغين الأصحاء، إلا أنها تعد دليلا مثيرا للاهتمام على العلاقة بين النوم والعلامات الجزيئية لمرض آلزهايمر.

يمكن أن تكون اضطرابات النوم علامة إنذار مبكر لمرض آلزهايمر الذي يسبق الأعراض الأخرى، مثل فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي.

وبحلول الوقت الذي تظهر فيه الأعراض الأولى، تصل مستويات أميلويد بيتا غير الطبيعية إلى ذروتها تقريبا، وتشكل كتلا تسمى لويحات تسد خلايا الدماغ.

ويعتقد الباحثون أن تعزيز النوم يمكن أن يكون وسيلة لدرء مرض آلزهايمر، من خلال السماح للدماغ النائم بطرد البروتينات المتبقية والنفايات الأخرى خلال اليوم.

وقال طبيب الأعصاب، بريندان لوسي، من مركز طب النوم بجامعة واشنطن، وهو الذي قاد الدراسة، إنه في حين أن الحبوب المنومة قد تساعد في هذا الصدد سيكون من السابق لأوانه بالنسبة للأشخاص الذين يشعرون بالقلق من الإصابة بمرض آلزهايمر أن يفسروها كسبب لبدء تناول دواء سوفوريكسانت كل ليلة.

امتدت الدراسة ليلتين فقط وشارك فيها 38 شخصا في منتصف العمر لم تظهر عليهم أي علامات ضعف إدراكي ولم يكن لديهم أي مشاكل في النوم.

أضرار الإفراط في الحبوب المنومة

واستخدام الحبوب المنومة لفترات طويلة ليس حلا مثاليا لمن يعانون من قلة النوم أيضا، حيث إنه من السهل جدا الاعتماد عليها.

وقد تؤدي الحبوب المنومة أيضًا إلى تهدئة الأشخاص للدخول في نوبات نوم أقل عمقًا بدلًا من مراحل النوم العميق، وقد يكون هذا مشكلة، حيث وجدت الأبحاث السابقة التي أجراها لوسي وزملاؤه وجود صلة بين نوعية نوم أقل جودة ونوم الموجة البطيئة والمستويات المرتفعة من تشابكات تاو وبروتين أميلويد بيتا.

وفي دراستهم الأخيرة، أراد لوسي وزملاؤه معرفة ما إذا كان تحسين النوم بمساعدة الحبوب المنومة يمكن أن يخفض مستويات تاو وأميلويد بيتا في السائل النخاعي الذي يغمر الدماغ والحبل الشوكي، وأظهرت الأبحاث السابقة أنه حتى ليلة واحدة فقط من النوم المتقطع يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات أميلويد بيتا.

تلقت مجموعة من المتطوعين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 إلى 65 عامًا واحدة من جرعتين من مادة سوفوريكسانت أو حبة دواء وهمي، بعد ساعة من قيام الباحثين باستغلال السائل النخاعي لجمع عينة صغيرة.

واستمر الباحثون في جمع العينات كل ساعتين لمدة 36 ساعة أثناء نوم المشاركين وخلال النهار والليل التاليين، لقياس مدى تغير مستويات البروتين.

لم تكن هناك اختلافات في النوم بين المجموعتين، ومع ذلك انخفضت تركيزات أميلويد بيتا بنسبة تتراوح بين 10% و20% مع جرعة من سوفوريكسانت توصف عادة للأرق، مقارنة مع الدواء الوهمي.

كما أدت الجرعة الأعلى من مادة سوفوريكسانت أيضًا إلى خفض مستويات تاو المفرط الفسفرة مؤقتًا، وهو شكل معدل من بروتين تاو المرتبط بتكوين تشابكات تاو وموت الخلايا.

ومع ذلك، لم يُلاحظ هذا التأثير إلا مع بعض أشكال تاو، وعادت تركيزات تاو إلى الارتفاع خلال 24 ساعة من تناول الحبوب المنومة.

هل الحبوب المنومة تقي من آلزهايمر؟

وفي حين قد تساعد الحبوب المنومة بعض الأشخاص في الحصول على قسط من النوم، لكن استخدامها كعلاج وقائي لدرء مرض آلزهايمر لا يزال احتمالًا غامضًا ومعلقًا على فرضية هشة الآن حول أمراض آلزهايمر.

ومع ذلك، هناك أدلة متزايدة تربط اضطرابات النوم بمرض آلزهايمر، وهو مرض لا يوجد علاج له.