طبيب يكشف مفاجأة عن عقار أوزيمبك لمرضى النوع الأول من السكر
خلال الفترة الأخيرة، تداولت بعض وسائل الإعلام، وصفحات منصات ومواقع التواصل الاجتماعي، معلومات عن عقار أوزيمبك (Ozempic)، الخاص بعلاج مرض السكر من النوع الثاني.
وفي ما تم تداوله، أكد البعض أن عقار أوزيمبك (Ozempic) يمكن أن يغني المرضى المصابين بالسكر من النوع الأول عن تناول الإنسولين تماما، فهل هذا الأمر صحيح أم أنها محض معلومات مغلوطة؟
أوزيمبك وعلاج النوع الأول من السكر
وتعقيبا على الأمر، قال الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي في كلية الطب بجامعة هارفارد: «تداولت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خبرا مفاده أن عقار أوزيمبك، المخصص لعلاج النوع الثاني من السكر، يمكنه أن يجعل مرضى النوع الأول يستغنون عن الأنسولين تماما، بناءً على بحث نُشر في مجلة New England Medical Journal الطبية الشهيرة».
وأضاف: «طبعا أضاف إليه الإعلام "تحابيشه" المصرية المبالغ فيها بالقول إنه أفضل اكتشاف منذ اكتشاف الأنسولين»، مؤكدا أنه تلقى «عشرات الرسائل للاستفسار عن حقيقة الأمر».
وأوضح أستاذ أمراض الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي أن «ما نُشر ليس بحثا علميا تمت مراجعته، ولكنه خطاب للمجلة من طبيب في نيويورك رصد 10 حالات توقفت عن الإنسولين بعد هذا العلاج خلال سنة»، مؤكدا أن «البحث العلمي المتزن الذي يعتد به يحتاج إلى مجموعة ضابطة للمقارنة، وهو ما لم يحدث هنا، وغالبا اختار هذا الطبيب حالاته، فجميعهم ما زال بنكرياس كل منهم يفرز الأنسولين، وهو ما يعني أن تنبيه الخلايا المتبقية من البنكرياس بأي علاج سيؤدي إلى النتيجة نفسها، كما أنه منع عنهم أكل النشويات، وهي الطريقة القديمة لعلاج السكر قبل اكتشاف الأنسولين، وكان يؤدي إلى فقد كبير في الوزن، مما يقلل الحاجة إلى الأنسولين في جميع الأحوال».
وأشار الدكتور أسامة حمدي إلى أن «الدواء المستخدم معروف أنه يغلق الشهية، ويؤدي إلى خفض الوزن، لكن الغريب أن الطبيب لم يذكر وزن هؤلاء المرضى قبل العلاج أو بعده، وبعد منع النشويات عنهم حتى لا يفتضح أمره».
وتابع أستاذ أمراض الغدد الصماء والسكري والتمثيل الغذائي بالقول: «لقد أُجريت تجارب سابقة بعقاقير من المجموعة نفسها على مرضى السكر من النوع الأول ولم ينتج من استخدامها أي فائدة تذكر على الإطلاق، لذا أحذر من الانسياق وراء هذه الأخبار المبالغ فيها، والمبنية على غير أساس علمي»، مشددا على أن «وقف الإنسولين عند مرضى النوع الأول من السكر محفوف بالمخاطر الجسيمة».