الكشف عن علاج يقلل خطر الوفاة بكورونا بنسبة 60%
توصل علماء وباحثون إلى علاج يمكنه أن يقلل خطر الوفاة نتيجة الإصابة بـ فيروس كورونا، في ظل انتشار اثنتين من السلالات المتحورة من أوميكرون، هما إيريس وبيرولا.
تقليل خطر الوفاة بكورونا
وبحسب مراجعة منهجية أجراها باحثون في جامعة ساو باولو في البرازيل، بالشراكة مع زملاء لهم في ألمانيا والولايات المتحدة، تم التوصل إلى أن استخدام العلاج بالخلايا لعلاج مرضى كوفيد-19 يمكن أن يؤدي إلى تقليل خطر الوفاة بسبب المرض بنسبة 60%.
نتائج المراجعة نشرت في مقال مجلة Frontiers in Immunology.
وكشفت صحيفة ميديكال إكسبريس عن تفاصيل هذه المراجعة، التي تغطي 195 تجربة سريرية للعلاجات الخلوية المتقدمة التي تستهدف كوفيد-19، والتي تم إجراؤها في 30 دولة، خلال الفترة من يناير 2020 وديسمبر 2021، بالإضافة إلى 26 تجربة نُشرت نتائجها بحلول يوليو 2022.
أصبح العلاج بالخلايا شائع الاستخدام بشكل متزايد في السنوات الأخيرة لعلاج العديد من الأمراض، وخصوصا السرطان، وهو يتألف أساسا من إدخال خلايا سليمة إلى جسم المريض من أجل استعادة أو تغيير مجموعات معينة من الخلايا، أو تنفيذ العلاج عبر الجسم، أو تعديل وظيفة الخلايا المريضة.
تستخدم هذه التقنية الخلايا الجذعية ومشتقاتها من المريض (ذاتي) أو من متبرع (خيفي).
يتم زراعة الخلايا أو تعديلها في المختبر قبل إعطائها.
وفقًا للمقال المنشور في مجلة Frontiers in Immunology، كانت أنواع الخلايا الأكثر استخداما في التجارب السريرية المتعلقة بعلاج كوفيد-19 في تلك الفترة هي الخلايا الجذعية الوسيطة (اللحمية) متعددة القدرات من النسيج الضام، والتي تم استخدامها في 72% من الدراسات التي تمت مراجعتها؛ الخلايا القاتلة الطبيعية من الخلايا الليمفاوية التي تستخدم في 9%؛ والخلايا وحيدة النواة من الدم التي تستخدم في 6%.
وقال أوتافيو كابرال ماركيز، الأستاذ في كلية الطب بجامعة جنوب المحيط الهادئ، ومنسق الدراسة: «لقد تطور العلاج بالخلايا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وتم استخدامه لعلاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية والقلب والأمراض المعدية، وخلال الوباء، تم استخدامه لعلاج كوفيد-19 في العديد من التجارب السريرية».
وأضاف: «دراستنا هي الأولى التي تستعرض جميع المعلومات المتعلقة بهذه التجارب المنتشرة حول العالم وتتحقق عن طريق التحليل التلوي، وهي طريقة إحصائية لتجميع البيانات من العديد من الدراسات المستقلة، من كيفية عمل العلاج بالخلايا عند استخدامه لعلاج كوفيد-19 والمضاعفات ذات الصلة».
العلاج بالخلايا الجذعية
وأشار إلى أن العلاج بالخلايا الجذعية والنماذج التي تتضمن عضويات مشتقة من الخلايا الجذعية لفتت قدرا كبيرا من الاهتمام باعتبارها طرقا جديدة لعلاج ودراسة كوفيد-19 أثناء الوباء، نظرا للقوة التنظيمية المناعية الكبيرة ووظائف إصلاح الأنسجة للخلايا الجذعية، وخصوصا الخلايا الجذعية.
وشدد ماركيز على أنه بالرغم من الاهتمام بالعلاج بالخلايا، إلا أنه ينبغي التأكيد على الحماية الحقيقية التي يضمنها التطعيم، مضيفا أنه بالرغم من أن كل هذه الدراسات أظهرت أن العلاج بالخلايا المتقدمة يمكن أن يصبح قريبا علاجا مساعدا مهما لهؤلاء المرضى، إلا أن الوقاية من المرض عن طريق التطعيم تظل أفضل حماية».
توحيد البيانات
أُجريت التجارب السريرية التي تتضمن علاجا خلويا متقدما لكوفيد-19، والتي حللها مؤلفو مقال المراجعة، في 30 دولة، معظمها الولايات المتحدة والصين وإيران وإسبانيا، ومع ذلك، كانت غير متجانسة للغاية، مع وجود أعداد متفاوتة على نطاق واسع من المشاركين والتصاميم والمنهجيات، لذلك ولأغراض التحليل التلوي، أنشأ الباحثون قاعدة بيانات لتجارب كوفيد-19 منسقة خصيصا على موقع CellTrials.org مع العديد من تحسينات الجودة، مثل تضمين التجارب من جميع السجلات الوطنية، واستبعاد النتائج الإيجابية الخاطئة على الكلمات الرئيسية، واستبعاد العد المزدوج لنفس التجارب.
لاحظ المؤلفون أيضا الاختلافات من حيث مراحل التجارب.
في العديد من البلدان، وخصوصا في أوروبا، تحد التنظيمات الصارمة من عدد منتجات العلاج بالخلايا البشرية ذات مواصفات السلامة الراسخة التي يمكن تجربتها، ولم تصل 56% من التجارب إلى المرحلة الثانية، والتي تركز عادة على تحديد السلامة والفعالية والجرعة.
وقال إيجور ساليرنو فيلجويراس، الحائز على درجة الدكتوراة: «للوصول إلى هذا الانخفاض الكبير في خطر الوفاة، كان علينا أن نأخذ في الاعتبار نتائج وخصائص الدراسات المختلفة، بالإضافة إلى إجراء عدد معين من التصحيحات والتقديرات».