الكشف عن علاج محتمل لـ سرطان الثدي الثلاثي السلبي «TNBC»

نجح أحد الأطباء في التوصل إلى علاج جديد محتمل لـ سرطان الثدي الثلاثي السلبي، في وقت يعد فيه هذا السرطان من الألأنواع الأكثر شيوعا بين السيدات.

وكشف زاكاري شوج، الأستاذ المساعد في برنامج تكوين الأورام الجزيئي والخلوي في مركز إلين ورونالد كابلان للسرطان في معهد ويستار، عن بحثه الجديد الذي نشره في مجلة Nature Cancer، والذي يحمل عنوان «الخلات بمثابة معدل مناعي استقلابي من خلال تعزيز وظيفة المستجيب للخلايا التائية وتعزيز المناعة المضادة للأورام في سرطان الثدي»، والذي يوضح آلية مزدوجة الفعل لمحاربة شكل عدواني بشكل خاص من سرطان الثدي يصعب علاجه.

إسكات جين ACSS2

ويُظهر بحث شوج كيف أن إسكات جين معين، ACSS2، قد يحسن العلاجات الحالية للمرضى.

يؤثر سرطان الثدي الثلاثي السلبي، أو TNBC، على 10% إلى 15% من مرضى سرطان الثدي في الولايات المتحدة.

يُطلق على TNBC اسم «الثلاثي السلبي» لأن السرطان يفتقر إلى مستقبلات هرمون الاستروجين، ومستقبل البروجسترون، ومستقبل HER2 (عامل نمو البشرة البشري).

ويعد غياب أي من هذه المستقبلات، التي عندما تكون موجودة في أشكال أخرى من سرطان الثدي، يمكن استهدافها بشكل فعال أثناء العلاج، يجعل علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي صعبًا للغاية، والمرضى الذين يعانون من سرطان الثدي الثلاثي السلبي لديهم خيارات علاجية محدودة.

وأثبت شوج والمؤلفون المشاركون فاعلية مفهوم الفعل المزدوج: إسكات الجين ACSS2 يضعف استقلاب سرطان الثدي الثلاثي السلبي بينما يعزز في الوقت نفسه قدرة الجهاز المناعي على محاربته، وينظم ACSS2 مادة الأسيتات، وهي مادة مغذية تستفيد منها الخلايا السرطانية، وخلايا سرطان الثدي الثلاثي السلبي على وجه الخصوص، لتنمو وتنتشر.

طريقتان لإلغاء تنشيط ACSS2

استخدم شوج وفريقه طريقتين لإلغاء تنشيط ACSS2: تحرير الجينات CRISPR-Cas9، والمركب VY-3-135، وهو مثبط قوي لـ ACSS2 حدده شوغ وزملاؤه في عام 2021.

ووجد الباحثون أن استهداف ACSS2 في هذه الدراسة قبل السريرية لا يعوق فقط قدرة هذا السرطان العدواني على استقلاب الأسيتات والنمو، بل يحفز أيضًا جهاز المناعة على التعرف على السرطان ومهاجمته، ونظرًا لأن الخلايا السرطانية ذات ACSS2 المثبطة لا يمكنها معالجة الأسيتات بشكل جيد، فإن منطقة الورم تصبح مغمورة بالخلات، مما ينبه الجهاز المناعي إلى وجود شيء خاطئ.

هذه العملية لتوجيه الجهاز المناعي نحو السرطان، والتي تسمى التحسس المناعي، قد أربكت باحثين آخرين في سرطان الثدي الثلاثي السلبي، لكن النهج الذي اتبعه شوغ أظهر أن تثبيط ACSS2 كان حساسا مناعيا ضد TNBC بشكل جيد، مما أدى إلى انخفاض نمو الورم بشكل كبير، حتى إلى درجة القضاء على السرطان تمامًا في بعض التجارب.

وقال شوج: «لقد أثبتنا بشكل أساسي أن الجهاز المناعي يمكنه الاستفادة من الأسيتات التي لا يستطيع الورم معالجتها، فهو يطرد السرطان بينما هو في الأسفل، في الواقع، يقوم الجهاز المناعي بذلك بشكل جيد لدرجة أنه يتذكر كيفية مهاجمة سرطان الثدي الثلاثي السلبي في المستقبل، حتى لو كان جين ACSS2 الخاص بهذا الورم لا يزال نشطًا».

وأضاف: «كنا نعلم أن ACSS2 كان هدفًا واعدًا لـ سرطان الثدي الثلاثي السلبي، ويُظهر لنا بحثنا كيف يمكن استخدام التأثيرات المناعية لتثبيط ACSS2 في النهاية لمرضى TNBC الذين لديهم خيارات علاجية محدودة».

وأردف قائلا: «هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، ولكن من خلال الجمع بين هذا النهج وعلاجات السرطان الأخرى، نتوقع أن نرى تحسينات كبيرة في علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي».