درجة حرارة المعصم.. هل لها علاقة ببعض الأمراض؟
توصل علماء وباحثون إلى أن هناك ثمة علاقة بين درجة حرارة المعصم وزيادة احتمالات الإصابة ببعض الأمراض مستقبلا.
وذكرت صحيفة ميديكال إكسبريس أنه يمكن للمراقبة المستمرة لدرجة حرارة المعصم أن تكشف عن رؤى حول احتمالية مخاطر الإصابة بالأمراض في المستقبل، مثل مرض السكر من النوع 2، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد، والفشل الكلوي، وغيرها.
تظهر هذه النتائج الجديدة التي توصل إليها باحثون في كلية الطب بجامعة بيرلمان، والتي نُشرت مؤخرا في «Nature Communications»، أن المراقبة الرقمية الدقيقة والمستمرة لدرجة حرارة الجلد يمكن أن تعطي رؤى طبية أعمق.
في السابق، لم يكن اضطراب إيقاعات درجة الحرارة مرتبطا إلا بعدد قليل من الحالات، مثل متلازمة التمثيل الغذائي والسكري، أما الآن، يقدم هذا البحث رؤى من مجموعة كبيرة من السكان، ويشير إلى مجموعة واسعة من الظروف المرتبطة بإيقاعات درجات الحرارة السيئة، والتي يتم قياسها بسعة درجة حرارة المعصم، وهو الفرق بين الحد الأدنى والحد الأقصى لدرجة الحرارة على مدار 24 ساعة.
وقال كارستن سكاركي، مسؤول الدراسة: «تشير هذه النتائج إلى إمكانية الجمع بين التكنولوجيا الناشئة ومراقبة الصحة بطريقة جديدة قوية»
وأوضحت أنه «على سبيل المثال، هناك الكثير ممن لديهم ساعات ذكية حول معصميهم، والتي تتضمن بالفعل أجهزة استشعار لدرجة حرارة الجلد، وفي المستقبل، قد يتم الاستفادة من هذه المعلومات مع فرق الرعاية الخاصة بهم كمؤشر حيوي رقمي، لفهم مخاطر إصابتهم بأمراض معينة وللوقاية من هذه الأمراض».
92 ألف مشارك
في هذه الدراسة، تم جمع بيانات لمدة أسبوع واحد من أكثر من 92 ألف مشارك في البنك الحيوي في المملكة المتحدة في المنزل أثناء الأنشطة اليومية المعتادة، بما في ذلك النوم.
تمت مراقبة إيقاعات درجة حرارة معصم المشاركين والتي تتتبع التغيرات في درجة حرارة جسم معصمهم ليلا ونهارا، وشمل ذلك كلا من سلوك الساعة البيولوجية وسلوك النوم والاستيقاظ، إلى جانب المكونات التي تتأثر بالظروف البيئية، مثل انخفاض درجة الحرارة الأساسية أثناء فترات النوم.
تشير النتائج إلى أن القمم والانخفاضات اليومية التي يتم ملاحظتها في منحنى درجة حرارة المعصم قد تكون ذات أهمية للصحة، وكلما أصبح هذا المشهد مسطحا، كلما زاد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
ووجد الباحثون أن ما يصل إلى 73 حالة مرضية مختلفة ارتبطت بشكل كبير بانخفاض إيقاع درجة الحرارة، مما يعني أن المشاركين الذين لديهم اختلاف أصغر بين النهار والليل في قراءات درجة حرارة معصمهم أظهروا معدلات متزايدة لظهور هذه الأمراض في المستقبل.
أمراض مرتبطة بدرجة حرارة المعصم
ومن بين أكبر الارتباطات، ظهر مرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD) مع زيادة خطر الإصابة بهؤلاء المشاركين بنسبة 91%، يليه مرض السكري من النوع 2 بنسبة 69%، والفشل الكلوي بنسبة 25%، وارتفاع ضغط الدم بنسبة 23%، والالتهاب الرئوي بنسبة 22%.
وقال توماس بروكس، المؤلف الرئيسي، وباحث مشارك في الطب الانتقالي والعلاج في بنسلفانيا، إنه «بالرغم من أن إيقاعات درجة الحرارة ليست سوى جانب واحد من صحة الساعة البيولوجية للشخص، فإن هذه النتائج تضيف إلى مجموعة متزايدة من الأعمال التي تظهر أهمية الحفاظ على عادات الساعة البيولوجية الصحية، مثل التوقيت المتسق للنوم والنشاط البدني».