للمرة الأولى.. مرض ينتقل من النباتات إلى البشر
للمرة الأولى، أعلن باحثون عن تسجيل إصابة البشر بأحد الأمراض الفطرية النباتية، بعد اكتشاف إصابة عالم فطريات هندي بمرض الورقة الفضية، الذي يصيب العديد من النباتات المختلفة.
مرض الورقة الفضية
مرض الورقة الفضية هو مرض يصيب في الأساس مجموعة من النباتات مثل الكمثرى والورود وغيرهما، ويمكن أن يكون فطر Chondrostereum Purpureum، الذي يصيب أوراقها وأغصانها، قاتلا للنبات إذا لم يتم علاجه بسرعة، وفق ما ذكره موقع ساينس ألرت.
وبغض النظر عن خطر فقدان شجيرة الورد في بعض الأحيان، فإن المرض الفطري لم يعتبر أبدا مشكلة بالنسبة للبشر، حتى هذا العام، بعد اكتشاف أول حالة من نوعها يتم فيها الإبلاغ عن انتقال المرض إلى البشر.
في الهند، أصيب عالم فطريات يبلغ من العمر 61 عاما، بحالة خطيرة إلى حد ما من مرض الورقة الفضية في حلقه، وهي حالة نادرة جدا لمسببات الأمراض.
ووفقا لدراسة نُشرت في يونيو الماضي، عاني مريض في المنطقة الشرقية من الهند من سعال وصوت أجش وتعب وصعوبة في البلع.
وبإجراء أشعة مقطعية على الرقبة، تبين وجود خراج مملوء بالقيح بجوار القصبة الهوائية.
وبالرغم من ذلك، فشلت الاختبارات المعملية في العثور على أي بكتيريا مثيرة للقلق، لكن تقنية صبغ خاصة للفطريات كشفت عن وجود خيوط طويلة تشبه الجذور تسمى خيوط فطرية.
تأثير الفطريات على البشر
وبالرغم من ملايين الأنواع المعروفة، لا تعتبر الأمراض الفطرية شائعة عند البشر، إذ إن بضع مئات منها فقط قادرة على إلحاق الضرر بالإنسان.
وعادة ما تتواجد السعفة والقدم الرياضي ومرض القلاع في المنزل في المناطق الرطبة من جلدنا، مما يؤدي إلى تهيجنا كثيرا.
وفي حالات مثل الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، يمكن للفطريات التي تتغذى عادة على النباتات المتعفنة، مثل أنواع الرشاشيات، أن تصيب أجزاء أعمق من الجسم.
وبالرغم من ذلك تعتبر هذه الحالات التي يصاب فيها الإنسان بأمراض فطرية نباتية نادية، لأن مسببات الأمراض كي تستقر داخل المضيف وتبدأ في التكاثر، فإنها تحتاج إلى الأدوات المناسبة، ونادرا ما ينجح الفطر الذي يتكيف مع خيوط خيوطه عبر الأوراق والسيقان في فعل الشيء نفسه داخل لحمنا.
وذكر مؤلفو الدراسة في تقريرهم أن مسببات الأمراض البشرية عبر المملكة، ومستودعاتها النباتية المحتملة، لها آثار مهمة على ظهور الأمراض المعدية.
في حين أن الأنواع البكتيرية من الجراثيم الخارقة والفيروسات الجديدة الناشئة من التجمعات الحيوانية تحظى باهتمامنا بانتظام، إلا أننا نادرًا ما نفكر كثيرا في الأمراض النباتية الموجودة بيننا.
وبالرغم من ندرة حدوث ذلك، إلا أن حقيقة إمكانية حدوث ذلك تجعله مجالًا يستحق الاهتمام، إذ تشكل الفطريات بشكل خاص خطرا كبيرا.
ولحسن الحظ في هذه الحالة، فإن التصريف المنتظم للقرحة مع استخدام مضاد للفطريات شائع لمدة شهرين قد أدى الغرض.
وبعد عامين من الفحوصات، كان المريض لا يزال بخير دون أي علامات على تكرار العدوى.