يتكاثر مبكرا.. دراسة تكشف سرا خطيرا لـ أوميكرون
منذ بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2019، أنتج فيروس SARS-CoV-2 عددا من المتغيرات، بما في ذلك ألفا وبيتا ودلتا وأوميكرون، ولكل منها متغيرات فرعية خاصة بها.
وبحسب صحيفة ميديكال إكسبريس، استخدم بحث جديد، نُشر في 22 سبتمبر بمجلة Science Advances، الفئران المهندسة لمقارنة المتغيرات الفرعية لـSARS-COV-2 أوميكرون، ووجد أن أحدها، BA.5، كان أكثر ضراوة على الأرجح بسبب قدرته على التكاثر السريع مبكرا أثناء العدوى.
تتناول الدراسة تحديا يتمثل في دراسة وفهم المتغيرات المثيرة للقلق والتي تتطور بسرعة بسبب عدم وجود نماذج حيوانية لإجراء الاختبارات التي يمكن أن تساعد في تفسير سبب تصرف كل من المتغيرات والمتغيرات الفرعية بشكل مختلف لدى البشر.
وتعبر الفئران المعدلة وراثيا، والتي تسمى الفئران K18-hACE2، المستخدمة في البحث، عن مستقبل بشري سمح لـ SARS-COV-2 بدخول خلايا الفئران التي لا يمكن الوصول إليها بأي طريقة أخرى.
وقال أفيري أوجست، نائب العميد، وأستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب البيطري (CVM)، إن «أحد الأشياء التي وجدناها هو أن السلالة التي تسبب المزيد من الأمراض، BA.5، تتكاثر بشكل أسرع بكثير في وقت مبكر أثناء العدوى».
وأضاف: «من خلال القيام بذلك، يولد الفيروس استجابة مناعية قوية حقا، مما يؤدي بعد ذلك إلى زيادة الأمراض والأعراض مقارنة بالمتغيرات الفرعية التي لا تتكاثر بالسرعة».
وقال أجيلار كارينيو، المؤلف المشارك للدراسة: «قبل هذه الدراسة، لم تكن هناك نماذج حيوانية صغيرة لدراسة متغيرات أوميكرون SARS-CoV-2 الجديدة المثيرة للقلق، لأنه لم تمرض أي حيوانات بمتغيرات أخرى، تسمح لنا دراستنا باستخدام فئران K18-hACE2 الأقدم نسبيا كنموذج للمرض لفهم كيف يصبح الفيروس ممرضا، ولاختبار ما إذا كانت اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات تعمل مع المتغيرات الفرعية الجديدة لأوميكرون وكيف ذلك».
كما تكررت المتغيرات الفرعية المبكرة لأوميكرون BA.1 وBA.2 وانتشرت في الفئران K-18، لكنها تسببت في الحد الأدنى من المرض والوفاة.
من ناحية أخرى، أظهرت الفئران المصابة بـ BA.5 فقدانًا كبيرًا في الوزن، وارتفاعًا في أمراض الرئتين، ومستويات عالية من الخلايا الالتهابية والسيتوكينات، التي تشير إلى البروتينات المرتبطة بالالتهاب، في حين نجت بعض الفئران البالغة من العمر 3 أشهر، ماتت جميع الفئران المصابة بـ BA.5 البالغة من العمر 5 إلى 8 أشهر.
علاج محتمل
يتيح النموذج الحيواني للباحثين البدء في تفكيك مكونات الجهاز المناعي التي يمكن التركيز عليها أو حظرها لتقليل المرض أو القضاء عليه.
ويعتقد بعض العلماء أن استهداف السيتوكينات بالأدوية يمكن أن يوفر علاجا محتملا يخفف من الاستجابة المناعية ويقلل الأعراض.
وجد الباحثون العديد من أوجه التشابه بين نموذج الفأر وكيفية تصرف هذه المتغيرات الفرعية لدى البشر، حيث يكون BA.5 أكثر شراسة في كليهما.
كان أحد الاختلافات الكبيرة هو أن معظم الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض من BA.5 لم يموتوا، ولكن في الفئران K-18، كان المتغير الفرعي ممرضا ومميتا بشكل خاص.
ومن مميزات نموذج الفأر أن جميع الفئران متطابقة مع نفس الخلفية الجينية، وعند دراسة البشر، يمكن أن تؤثر العديد من المتغيرات - مثل الحالات السابقة، وعلم الوراثة، وما إذا كان شخص ما قد تم تحصينه أو إصابته بالعدوى سابقا - على النتيجة المرضية للمرض.
كما سمح نموذج الفأر للباحثين بفحص المرض في الرئتين مع مرور الوقت.
وقال أوجست: «مع BA.5، نرى المزيد من الأمراض في وقت مبكر أثناء العدوى مقارنة بالفئران المصابة بسلالات أخرى أو فئران التحكم».
وأضاف أنهم وجدوا أيضا أحمالات فيروسية أعلى في السلالة التي تسببت في المزيد من العدوى، وكانت الفئران الأكبر سنا أكثر تأثرا بالفيروس من الفئران الأصغر سنا أيضا.