التغيرات الهرمونية بعد انقطاع الطمث.. ما علاقتها بالعجز المعرفي؟
تلقي دراسة جديدة، تقودها طبيبة الأعصاب في جامعة كاليفورنيا، الدكتورة روندا فوسكول، الضوء على الآليات الأساسية التي تربط انقطاع الطمث بالعجز المعرفي وضمور الدماغ.
وتكشف الدراسة، التي تم نشرها في مجلة Nature Communications، عن دور حاسم لمستقبلات هرمون الأستروجين بيتا (ERβ) في الخلايا النجمية، وفق ما نشرته صحيفة ميديكال إكسبريس.
وحددت الدراسة، التي أجريت على إناث الفئران، مناطق الدماغ والآليات المحددة المسؤولة عن التغيرات المعرفية التي تحدث أثناء انقطاع الطمث.
فقدان هرمونات المبيض والضعف الإدراكي
ووجد البحث أن فقدان هرمونات المبيض لدى إناث الفئران خلال منتصف العمر، ولكن ليس في سن أصغر، يسبب ضعفا إدراكيا.
وكشف هذا أن كلا من الشيخوخة وفقدان هرمون الأستروجين كانا حاسمين في العجز المعرفي.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت صور الرنين المغناطيسي للدماغ لدى إناث الفئران في منتصف العمر ضمورا في الحصين الظهري، وهي منطقة دماغية مركزية للذاكرة والتعلم، وكشف علم الأمراض عن تنشيط الخلايا النجمية والدبقيات الصغيرة، مع فقدان التشابك العصبي.
كان للحذف الانتقائي لمستقبلات هرمون الأستروجين بيتا (ERβ) في الخلايا النجمية، وهي خلية دماغية داعمة، نفس التأثيرات الضارة على الدماغ مثل فقدان الهرمون، مما يشير إلى أن ERβ في الخلايا النجمية يلعب دورا محوريا في الحفاظ على وظيفة الحصين أثناء انقطاع الطمث.
ولترجمة النتائج التي تم التوصل إليها إلى البشر، أظهر الباحثون أن التغيرات في التعبير الجيني في الحصين لدى إناث الفئران في منتصف العمر التي تعاني من نقص هرمون الأستروجين تنطوي على استخدام غير طبيعي للجلوكوز، والتعبير عن الجين الرئيسي في هذا المسار حدث أيضا في النساء بعد انقطاع الطمث.
وبهدف منع التأثيرات الضارة لنقص هرمون الأستروجين في منتصف العمر، تمكنت الفئران التي عولجت باستخدام رابطة ERβ من تحسين الإدراك وعكس التغيرات المرضية العصبية التي لوحظت في الحصين الظهري.
ومع ذلك، ما زلنا بحاجة إلى مزيد من البحث لترجمة هذه النتائج إلى تطبيقات سريرية للمرضى من البشر، بالرغم من أن الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم استجابة الدماغ للتغيرات الهرمونية أثناء انقطاع الطمث، وتوفر الأمل في العلاجات المحتملة في المستقبل.