الإثنين 20 مايو 2024 الموافق 12 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

يفضلون المخاطرة ولا يثقون بالعلم.. نتائج جديدة عن مستخدمي الطب البديل

الجمعة 29/سبتمبر/2023 - 02:00 م
الطب البديل
الطب البديل


الكثير من الأشخاص حول العالم يعتمدون في علاج العديد من الأمراض بـ«الطب البديل»، من دون التحقق مما إذا كانت هذه العلاجات من الممكن أن تكون مفيدة أم أنها غير مسموح بها.

وبحسب ما نشرته صحيفة ميديكال إكسبريس، فإن أكثر من 40% من الكنديين استخدموا علاجا واحدا على الأقل للرعاية الصحية البديلة المرتبطة بالمخاطر خلال الـ12 شهرا الماضية، على ما أكدته دراسة جديدة أجرتها جامعة كولومبيا البريطانية، نُشرت في PLOS One.

الباحثون استكشفوا علاجات الرعاية الصحية البديلة، حيث لا تبرر الفوائد المؤكدة المخاطر التي تنطوي عليها، ووجدوا أن الأشخاص الذين يصلون إلى هذه العلاجات يميلون إلى أن يكونوا أكثر ثراءً، مثل الحداثة والمخاطرة، كما أنهم أكثر عرضة لعدم الثقة في الطب التقليدي.

وقال الدكتور بيرني جاريت، أستاذ جامعة كولومبيا البريطانية، إن الدراسة متعددة التخصصات بين كلية التمريض بجامعة كولومبيا البريطانية ومعهد قانون الصحة بجامعة ألبرتا شملت دراسة استقصائية لـ1492 كنديا تتراوح أعمارهم بين 16 عاما وأكثر، وهي أول دراسة تستكشف استخدام الرعاية الصحية البديلة المرتبطة بالمخاطر في كندا.

وأضاف أن «العديد من علاجات الرعاية الصحية البديلة غير ضارة، لكن القليل منها يمكن أن يؤدي إلى إصابات جسدية أو وفاة».

ووتابع بالقول: «بما أن الناس الآن يحصلون بشكل متكرر على رعاية صحية بديلة أكثر خطورة، أردنا أن نفهم سبب استخدامهم لعلاجات غير مثبتة ومن المحتمل أن تكون ضارة بدلا من العلاجات المثبتة طبيا»، مؤكدا: «كان هدفنا أيضا تحديد العوامل التي قد تتنبأ بسلوكيات المشاركة».

التشكيك في العلم

من بين أولئك الذين شاركوا في الرعاية الصحية البديلة المحفوفة بالمخاطر، كانت العلاجات التلاعبية الجسدية مثل التلاعب بتقويم العمود الفقري العنقي، واستخدام المكملات العشبية والغذائية السامة، هي الأكثر شيوعا، وتم الوصول إليهما بنسبة 68% و55% على التوالي.

ويشارك واحد على الأقل من كل 10 مستخدمين في إجراءات جائرة أو غير مختبرة عالية الخطورة، مثل حقن مواد قد تكون ضارة في الأوردة.

واستخدم الباحثون أيضا مجموعة متنوعة من أدوات القياس النفسي الموجودة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التنبؤ باحتمالية التعامل مع الرعاية الصحية البديلة الأكثر خطورة، ووجدوا أن أداتين كانتا فعالتين بشكل خاص: إحداهما تقيس القابلية لتقنيات الإعلان، والأخرى لتقييم الثقة في العلم.

كان الأفراد الذين لديهم ثقة أكبر في العلم أقل عرضة للانخراط في الرعاية الصحية البديلة من أولئك الذين لديهم مواقف سلبية حول العلم والسلطة العلمية، أما الأشخاص الذين كانوا أكثر عرضة لاستخدام الطب البديل المحفوف بالمخاطر فكانوا أكثر عرضة للضغط الاجتماعي، وكان لديهم مواقف إيجابية تجاه الإعلانات، ورغبة أكبر في الحداثة، وتحمل أعلى للمخاطر بشكل عام.

وقال الدكتور جاريت: «تقدم هذه الدراسة دليلا رئيسيا على الدور الذي يلعبه الإعلان والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للرعاية الصحية البديلة، فهذا النوع من التسويق أقل تنظيما، ويمكن أن تكون الإعلانات مقنعة للغاية، وغالبا ما تستخدم نماذج إيجابية مثل المشاهير وأصحاب النفوذ».

عوامل أخرى

كما وجد أن استخدام الرعاية الصحية البديلة الأكثر خطورة في الجمهور الكندي يتأثر بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الجنس والعمر والثروة.

كانت النساء أكثر عرضة لاختيار الرعاية الصحية البديلة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الإعلانات المستهدفة التي تستفيد من صور الجسم المثالية ودورهن كمقدمات رعاية أوليات.

وكان المشاركون الأكبر سنا، وخاصة أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 55 عاما، أكثر ترددا، ربما لأنهم أكثر خبرة.

وكان الأفراد الأكثر ثراء وذوي التعليم العالي أكثر عرضة لاستخدام الرعاية الصحية البديلة، ويرجع ذلك على الأرجح إلى التكاليف المرتبطة بهذه العلاجات.

وخلافا لبعض النتائج الأخرى، كان الكنديون من أصل آسيوي أقل عرضة لاستخدام الرعاية الصحية البديلة المحفوفة بالمخاطر، ولم تكن أسباب ذلك واضحة، بالرغم من أن الخبرة والحواجز المالية قد تكون عاملا.

ومع زيادة المشاركة في الرعاية الصحية البديلة المرتبطة بالمخاطر، يؤكد الباحثون أن ممارسات الرعاية الصحية والإعلان عن علاجات الرعاية الصحية يجب أن تستند إلى أدلة علمية وتخضع للوائح إعلانية أفضل لحماية الكنديين من الضرر المحتمل.

وقال الدكتور جاريت: «إن تحديد وتثقيف الجمهور بشأن المخاطر الكبيرة التي تواجهها بعض ممارسات الرعاية الصحية البديلة يعد جزءا مهما من تعزيز الصحة العامة الكندية، وهي ليست كلها ضارة».