يمهد لتطوير علاجات مناعية مركبة.. أمل جديد لمرضى سرطان الأمعاء
يعد سرطان الأمعاء واحدا من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الكثير من الناس حول العالم، مما يدفع الأطباء والباحثين إلى مزيد من العمل من أجل التوصل إلى علاج للمرض.
وهناك حاجة ملحة لاكتشاف علاجات أكثر فعالية وتحسين فحص سرطان الأمعاء، وخصوصا بالنسبة لـ سرطان الأمعاء في البداية، في المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 49 عاما، وفق ما ذكرته صحيفة ميديكال إكسبريس.
العلاج المناعي لـ سرطان الأمعاء
ويعد العلاج المناعي أحد أكثر العلاجات الجديدة الواعدة للسرطان، والذي يتضمن تعزيز قدرة الخلايا المناعية على التعرف على الخلايا السرطانية وإزالتها.
ومع ذلك، فإن أقل من 10% من مرضى سرطان الأمعاء يستجيبون للعلاجات المناعية الحالية.
وأجريت دراسة، نشرت نتائجها أمس الجمعة في مجلة Science Immunology، قادها باحثون في معهد أوليفيا نيوتن-جون لأبحاث السرطان، وحظيت باهتمام ونالت ثناء الباحثين.
أوضحت الباحثة الرئيسية، ورئيسة مختبر المناعة والسرطان المخاطي في معهد أوليفيا نيوتن-جون لأبحاث السرطان، الدكتورة ليزا ميلكي، أهمية هذا الإنجاز البحثي، فقالت: «لقد اكتشفنا أن مجموعة مهمة من الخلايا المناعية في الأمعاء الغليظة - خلايا جاما دلتا التائية - ضرورية للوقاية من سرطان الأمعاء».
وقال الدكتور ميلكي: «تعمل خلايا جاما دلتا التائية كمدافعين في الخطوط الأمامية في الأمعاء، وما يجعل هذه الخلايا المناعية غير عادية هو أنها تقوم بدوريات مستمرة وتحمي الخلايا الظهارية المبطنة للأمعاء، وتعمل كمحاربين ضد تهديدات السرطان المحتملة».
وأضاف: «عندما قمنا بتحليل عينات مرضى سرطان الأمعاء، وجدنا أنه عندما كان هناك المزيد من خلايا جاما دلتا تي الموجودة في الأورام، تم الإبلاغ عن أن هؤلاء المرضى حصلوا على نتائج أفضل وتحسين البقاء على قيد الحياة».
تحتوي الأمعاء الغليظة على تريليونات من البكتيريا والفيروسات والفطريات، المعروفة مجتمعة باسم الميكروبيوم، في حين أن بعض البكتيريا ترتبط بالمرض، فإن بعضها الآخر مهم للغاية لجهاز المناعة.
المؤلف المشارك الرئيسي لهذه الدراسة، مارينا ياكو، أوضحت كيف يمكن أن يؤدي هذا البحث الجديد إلى تحسين علاجات مرضى السرطان في المستقبل.
وقالت ياكو: «لقد اكتشفنا أن كمية وتنوع الميكروبيوم في الأمعاء الغليظة أدى إلى تركيز أعلى لجزيء يسمى TCF-1 على خلايا جاما دلتا تي مقارنة بالمناطق الأخرى في الأمعاء، هذا الجزيء (TCF-1) يثبط استجابتنا المناعية الطبيعية، خلايا جاما دلتا التائية، من مكافحة سرطان الأمعاء».
وأضافت ياكو: «عندما قمنا بحذف TCF-1 في خلايا جاما دلتا التائية باستخدام نماذج ما قبل السريرية، أدى هذا إلى تغيير جذري في سلوك هذه الخلايا المناعية وشهدنا انخفاضًا ملحوظًا في حجم أورام سرطان الأمعاء».
وتابعت: «إن اختراقنا البحثي الأول على مستوى العالم يمهد لخارطة طريق جديدة لتطوير علاجات مناعية مركبة مستهدفة لعلاج مرضى سرطان الأمعاء بشكل أكثر فعالية».
يفتح هذا الاكتشاف البحثي أيضا إمكانيات جديدة لفهم كيفية تفاعل الميكروبيوم والخلايا المناعية في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تطوير استراتيجيات جديدة لتقليل خطر الإصابة بـ سرطان الأمعاء وفحص أفضل لـ سرطان الأمعاء.