الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

التوصل إلى دواء جديد لمرضى الصرع المقاوم للعلاج

الثلاثاء 10/أكتوبر/2023 - 05:55 م
الصرع
الصرع


أظهرت دراسة جديدة أنه في الحالات التي تفشل فيها العلاجات القياسية، فإن دواء يسمى XEN1101 يقلل من تكرار النوبات بنسبة تزيد عن 50% لدى بعض المرضى، وفي بعض الأحيان يزيلها تمامًا.

وعلى عكس العديد من العلاجات التي يجب أن تبدأ بجرعات منخفضة وتزداد ببطء، يقول الباحثون إن الدواء الجديد يمكن تناوله بأمان بجرعته الأكثر فعالية منذ البداية، وفق ما نُشر في صحيفة ميديكال إكسبريس.

كيف تحدث نوبات الصرع؟

تحدث النوبات البؤرية، وهي النوع الأكثر شيوعًا في الصرع، عندما ترسل الخلايا العصبية في منطقة معينة من الدماغ موجة مفاجئة ومفرطة من الإشارات الكهربائية.

إلى جانب النوبات، يمكن أن يؤدي هذا النشاط غير المنضبط إلى سلوك غير طبيعي، وفترات من فقدان الوعي، وتغيرات في المزاج.

علاج جديد للصرع

يقول الخبراء إنه في حين أن العديد من العلاجات المتاحة تسيطر على النوبات أو تقللها، إلا أنها تفشل في إيقاف النوبات لدى حوالي ثلث المرضى وقد تسبب آثارًا جانبية قاسية.

وجدت تجربة سريرية جديدة بقيادة باحثين في كلية الطب بجامعة نيويورك جروسمان، أن المرضى الذين أضافوا XEN1101 إلى علاجاتهم الحالية المضادة للنوبات شهدوا انخفاضًا بنسبة 33% إلى 53% في النوبات الشهرية، اعتمادًا على جرعتهم.

وعلى النقيض من ذلك، فإن أولئك الذين تلقوا علاجًا وهميًا انخفض لديهم النوبات بنسبة 18% في المتوسط ​​خلال مرحلة العلاج من التجربة، والتي استمرت 8 أسابيع.

بعد ذلك تطوع معظم المرضى لتمديد التجربة، حيث ظل حوالي 18% من الذين عولجوا بالعقار الجديد خاليين تمامًا من النوبات بعد 6 أشهر، وحوالي 11% لم يصابوا بنوبات بعد عام أو أكثر.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، طبيبة الأعصاب جاكلين فرينش: «تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن XEN1101 قد يقدم طريقة سريعة وآمنة وفعالة لعلاج الصرع البؤري، هذه النتائج الواعدة توفر الأمل لأولئك الذين كافحوا لعقود من الزمن للسيطرة على أعراضهم».

وتلاحظ فرينش، وهي أستاذ في قسم علم الأعصاب في جامعة نيويورك لانغون هيلث، أن XEN1101 كان جيد التحمل من قبل المشاركين في الدراسة، الذين أبلغوا عن آثار جانبية مشابهة للعلاجات المضادة للنوبات الأخرى، بما في ذلك الدوخة والغثيان والتعب، وشعرت الأغلبية بحالة جيدة بما فيه الكفاية مواصلة النظام.

وأضافت أن هناك فائدة أخرى للدواء، وهي أن الأمر يستغرق أكثر من أسبوع حتى يتحلل، وبالتالي تظل مستوياته في الدماغ ثابتة مع مرور الوقت.

يسمح هذا الثبات ببدء العلاج بكامل قوته ويساعد على تجنب الارتفاعات الكبيرة التي تؤدي إلى تفاقم الآثار الجانبية، والانخفاضات التي تسمح بعودة النوبات، ويسمح وقت الانهيار الطويل هذا أيضًا بـ«فترة سماح» في حالة تخطي الجرعة عن طريق الخطأ أو تناولها متأخرًا.

ما هو دواء XEN1101؟

XEN1101 هو جزء من فئة من المواد الكيميائية تسمى فاتحات قنوات البوتاسيوم، والتي تمنع النوبات عن طريق تعزيز تدفق البوتاسيوم من الأعصاب، مما يمنعها من إطلاق النار.

وتشير فرينش إلى أنه في حين تم استكشاف أدوية أخرى من هذا النوع لمرضى الصرع في الماضي، فقد تم إيقاف استخدام هذه العلاجات لأنه وجد لاحقًا أن المركبات تتراكم تدريجيا في الجلد والعينين، مما أثار مخاوف تتعلق بالسلامة، كما يقول الباحثون.

وفي الوقت نفسه، يجمع XEN1101 بين فاعلية فاتحات قنوات البوتاسيوم وسلامة الأدوية التقليدية، وفق ما أكدته فرينش.

تفاصيل الدراسة

بالنسبة للدراسة، التي شملت 285 رجلًا وامرأة مصابين بالصرع، والتي استمرت من يناير 2019 إلى سبتمبر 2021، قام فريق البحث بتجنيد البالغين المصابين بالصرع الذين حاولوا بالفعل وتوقفوا عن تناول 6 أدوية في المتوسط، لكنها فشلت في علاج نوباتهم البؤرية.

كان على المرضى في التجربة أن يتعرضوا لـ4 نوبات على الأقل شهريًا على الرغم من العلاج المستمر للتأهل.

تم تزويد المرضى بشكل عشوائي إما بكبسولة فموية يومية من XEN1101 (بجرعات 10 ملليجرام، 20 ملليجرام، أو 25 ملليجرام) أو قرص وهمي خامل يبدو مطابقًا للدواء الحقيقي.

ومن بين النتائج، لم تكشف التجربة عن أي علامات لآثار جانبية خطيرة مثل مشاكل القلب أو الحساسية أو تغير لون الجلد.

ومع ذلك، قالت فرينش إن فريق البحث يخطط لزيادة عدد المرضى الذين يتعرضون للدواء ومراقبة المشكلات المحتملة التي قد تنشأ على المدى الطويل، أو تشمل مجموعات محددة من الأشخاص، مثل النساء الحوامل.

بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الفريق أيضًا استكشاف XEN1101 لأنواع أخرى من النوبات، بما في ذلك تلك التي تؤثر على الدماغ على نطاق واسع في نفس الوقت (النوبات العامة).