تعزيز جهاز المناعة الضعيف.. سلاح غير عادي ضد الفيروسات الشائعة
تعد العدوى بالفيروس المضخم للخلايا (CMV) شائعة للغاية، ولا تشكل في كثير من الأحيان تهديدا كبيرا للغالبية العظمى من الناس.
ومع ذلك، يمكن أن تكون العدوى قاتلة للأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة، على سبيل المثال، بعد زرع نخاع العظم.
العلاجات الحالية ضد عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV) محدودة للغاية ويمكن أن يكون لها آثار جانبية شديدة.
طريقة جديدة للحماية من فيروس (CMV)
ويقترح الباحثون بقيادة البروفيسور مايكل سيويكي في مركز العلاجات التجديدية في دريسدن (CRTD) في جامعة TUD Dresden للتكنولوجيا، ومركز علم المناعة في مرسيليا لوميني (CIML)، طريقة جديدة للحماية من الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، وبدلًا من استهداف الفيروس، فإن نهجهم يعزز جهاز المناعة الضعيف ويسمح له بمحاربة الفيروس بمفرده.
نشرت النتائج في مجلة EMBO Molecular Medicine.
وأوضح الدكتور جوليان سوبورايلو، العالم السريري في مجموعة سيويك في مركز العلاجات التجديدية في دريسدن (CRTD)، وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، أن «المرضى الذين يخضعون لعمليات زرع نخاع العظم يتم استبدال دمهم وجهازهم المناعي بالكامل بدماء المتبرع، وفي الأشهر الأولى بعد عملية الزرع، يكونون غير قادرين على الدفاع، ويمكنهم إما التقاط الفيروس المضخم للخلايا (CMV) أو إعادة تنشيط الفيروس الذي كان خاملًا لدى المريض.
وأضاف أنه في الوقت الحالي «لا يوجد علاج مثالي، فالعلاجات المتاحة تعمل بطريقة محدودة أو يمكن أن تسبب آثارًا جانبية شديدة مثل الفشل الكلوي، وفشل الكبد، والصمم، والإنتان، وغيرها».
تعزيز جهاز المناعة
وبالتعاون مع الدكتور مارك دالود، الخبير في مناعة الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، اتخذ الباحثون بقيادة البروفيسور سيويكي نهجًا غير عادي، وبدلًا من استهداف الفيروس بالعلاجات المضادة للفيروسات، ركزوا على تقوية جهاز المناعة لمحاربة الفيروس بمفرده.
يقول الدكتور دالود، رئيس المجموعة في مركز المناعة في مرسيليا-لوميني (CIML) ومؤلف البحث: «حتى الآن، ركزت العلاجات المضادة للفيروسات على استهداف فيروسات محددة، إما عن طريق التطعيم أو عن طريق الأدوية التي تعمل على الآلات الجزيئية الفيروسية».
وقال البروفيسور سيويكي، أستاذ لكسندر فون هومبولت: «تتدخل طريقتنا على مستوى الخلايا الجذعية في دم المريض لتعزيز الدفاعات العامة المضادة للفيروسات، إنها مثالية كاستراتيجية وقائية أو تدخل عام لدى الأفراد الذين يعانون من كبت المناعة».
السيتوكين
يركز النهج الجديد على السيتوكين، المعروف باسم عامل تحفيز مستعمرة البلاعم (M-CSF، CSF1)، وهو جزيء إشارة صغير يعمل كرسول ومنشط لجهاز المناعة.
يقول الدكتور براشانث كومار كاندالا، أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: «يعزز السيتوكين إنتاج خلايا دم بيضاء معينة، وخاصة الخلايا الوحيدة والبلاعم».
وبالرغم من أن الخلايا الوحيدة والبلاعم لم تكن تُعرف عادةً بأنها قوة الدفاع الأساسية ضد الفيروسات، فقد وجد الباحثون أنها قامت بتنشيط خلايا مناعية أخرى، تسمى الخلايا القاتلة الطبيعية، التي تساعد في محاربة الفيروس.