c-Src والسرطان.. أكثر من 40 عاما على اكتشاف الجين الورمي الأول
في أواخر السبعينيات، تم اكتشاف العلاقة بين جين يسمى (c-Src) والسرطان، حيث تم التعرف على الجين الورمي الأول.
منذ ذلك الحين، تم اكتشاف أن c-Src مفرط النشاط في نصف أورام القولون والكبد والرئة والثدي والبروستاتا والبنكرياس، لكن وظيفته لم يتم فهمها بالكامل بعد، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.
التنشيط الذاتي
اكتشف باحثو CNIO الآن أن هذا الجين الورمي قادر على «التنشيط الذاتي» عن طريق آلية جزيئية لم يتم وصفها مسبقًا، وهذا الاكتشاف له آثار على تطوير أدوية جديدة.
في العقود الأخيرة، تم تطوير العلاج الموجه باستخدام الأدوية الأولى التي تعمل بشكل خاص ضد الأهداف الجزيئية (الأسباب) للسرطان، وبالتالي زيادة فعاليتها وتقليل الآثار الجانبية.
العديد من هذه الأدوية تمنع عمل نوع من الإنزيمات تسمى تيروزين كيناز وقد أتاحت تقدمًا كبيرًا في العلاج المستهدف لأنواع عدة من السرطان.
ومن هنا تأتي أهمية الاكتشاف الذي توصلت إليه مجموعة الباحث إيفان بلازا ميناتشو، في المركز الوطني الإسباني لأبحاث السرطان (CNIO)، وهي آلية تنشيط جديدة لأول تيروزين كيناز معروف، وهو أيضًا أول جين مسرطنة.
وقال بلازا ميناتشو، رئيس كينازات CNIO وفسفرة البروتين والسرطان: «لقد وجدنا نموذجًا جديدًا في آلية عمل الجين الورمي الأول الذي تم تحديده، c-Src، مع آثار مهمة على اكتشاف أدوية الجيل التالي».
تم نشر الدراسة في مجلة Nature Communications.
الجين الورمي المفرط النشاط في الأورام الأكثر انتشارًا
تقوم الكينازات بتعديل البروتينات الأخرى كيميائيا عن طريق إضافة مجموعة الفوسفات الكيميائية إليها، ويعمل هذا التعديل (الفسفرة) كإشارة كيميائية تنشط تكاثر الخلايا.
عندما تتعطل إنزيمات الكيناز، تتلقى الخلايا باستمرار أمر التكاثر، مما يؤدي إلى تكوين الورم.
تم اكتشاف هذه العلاقة بين السرطان وC-Src جزيئيا في أواخر السبعينيات، لكنها لم تُفهم بشكل كامل بعد، على الرغم من مرور وقت طويل، ولا تزال قيد البحث.
يظهر الجين الورمي c-Src مفرط النشاط في حوالي 50% من أورام القولون والكبد والرئة والثدي والبروستاتا والبنكرياس.
ما يكشفه العمل الجديد هو آلية جديدة غير متوقعة يمكن لـ c-Src من خلالها تنشيط نفسه بشكل مستقل من خلال الفسفرة الذاتية (العملية التي يفسفر بها البروتين نفسه) ويسبب السرطان.
حتى الآن، كان من المعروف أن وظيفة ونشاط الجين الورمي c-Src يتم التحكم فيه بواسطة بروتين كيناز آخر، وهو CSK، الذي يفسفر التيروزين الرئيسي في c-Src لمنع نشاطه.
لكن باحثي CNIO يظهرون الآن أن c-Src، بالإضافة إلى ذلك، لديه القدرة على تنظيم فسفرة هذا التيروزين الرئيسي بشكل مستقل عن طريق الفسفرة نفسها، كما يقول بلازا ميناتشو.
تمكن الباحثون من تشريح كل من تسلسل الفسفرة الذاتية، وعملية تجميع الجزيء النشط، الذي يعمل بمثابة كيناز، بدقة عالية، مع الجزيء الذي تمت فسفرته، والذي يعمل كركيزة.
هدف علاجي في أنواع مختلفة من السرطان
هناك مثبطات موجهة ضد نشاط c-Src مع تطبيقات علاجية.
على سبيل المثال، تمت الموافقة على عقار داساتينيب لعلاج المرضى الذين يعانون من سرطان الدم النخاعي المتعدد وسرطان الدم الليمفاوي الحاد.
التجارب السريرية جارية حاليا على المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي النقيلي وسرطان القولون وسرطان البروستاتا باستخدام مثبطات تستهدف نشاط c-Src مع كينازات أخرى، مثل: بوسوتينيب أو بافيتينيب أو ساراكاتينيب.
يقول بلازا ميناتشو إن النتائج الجديدة التي حصلت عليها مجموعة CNIO: «لها آثار مهمة في التصميم والبحث عن أدوية الجيل الجديد التي تمنع الوظيفة التفارغية وغير التحفيزية لـ c-Src كركيزة بطريقة أكثر تحديدًا».
وأضاف: «في المستقبل نريد تحديد البنية ثلاثية الأبعاد لـ c-Src في شكله الكامل، ومعرفة كيفية تجميعه ومع أي جزيئات يمكنه التفاعل والتنظيم على المستوى الخلوي عندما يتم فرط فسفورته في السرطان».