الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل جديد لمرضى باركنسون.. ما تأثير العلاج الجيني الخاص بالدوائر؟

الجمعة 03/نوفمبر/2023 - 11:27 ص
مرض باركنسون
مرض باركنسون


مرض باركنسون هو أحد الأمراض التي تصيب الإنسان، لا سيما عندما يتقدم الإنسان في السن، لكن هذا لا يعني أن الشباب بمنأى عن الإصابة، لكنها حالات نادرة الحدوث.

ما هو مرض باركنسون؟

يعرف مرض باركنسون بأنه عبارة عن خلل يصيب الخلايا العصبية في الدماغ نتيجة عدم إنتاج مادة الدوبامين المسؤولة عن توازن حركة الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى موت الخلايا وظهور المرض بالتأثير على الحركة الكلية في الجسم.

وفي بادرة أمل جديدة لمرضى باركنسون، طور باحثون من معهد شنتشن للتكنولوجيا المتقدمة (SIAT) التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (CAS) والمتعاونون معهم استراتيجية علاج جيني للتلاعب بشكل انتقائي بالدوائر المصابة بمرض باركنسون وتخفيف الأعراض الحركية الأساسية لمرض باركنسون في القوارض وغير البشرية، وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.

تشكل مستقبلات الدوبامين الخلايا العصبية الشوكية المتوسطة المعبرة عن D1 وD2 (D1-MSN وD2-MSN، على التوالي) 90% من الخلايا العصبية في الجسم المخطط.

ويتلقى كل من D1-MSN وD2-MSN تعصيب الدوبامين من المادة السوداء المدمجة (SNc)، لكنهما يلعبان أدوارًا متعارضة في التحكم في الحركة.

تشكل D1-MSNs التي تتجه إلى الجزء الداخلي من الكرة الشاحبة (GPi) والمادة السوداء الشبكية (SNr) المسار المباشر وتعزز الحركة.

وفي المقابل، تشكل D2-MSNs التي تتجه إلى الجزء الخارجي من الكرة الشاحبة (GPe) المسار غير المباشر وتتوسط تثبيط الحركة.

في مرض باركنسون، يؤدي استنفاد الدوبامين إلى نقص نشاط المسار المباشر وفرط نشاط المسار غير المباشر، مما يؤدي إلى أعراض حركية مختلفة.

علاج مرض باركنسون

العلاج المعتمد على ليفودوبا (L-Dopa)، والذي يساعد على استعادة وظيفة نظام الدوبامين، هو العلاج الأساسي لمرض باركنسون.

لسوء الحظ، يعاني جميع المرضى تقريبًا الذين يتلقون علاجًا طويل الأمد بـL-Dopa من مضاعفات حركية، مثل التقلبات الحركية وخلل الحركة، وبالتالي، هناك حاجة ماسة إلى علاجات دقيقة وفعالة ومستقرة.

نظرًا لأن SNr يتلقى إسقاطًا كثيفًا من D1-MSNs ولا يوجد إسقاط من D2-MSNs، فقد اقترح الباحثون أنه يمكن تصنيف D1-MSNs بشكل انتقائي عن طريق حقن الفيروس المرتبط بالغدة الرجعية عالي الكفاءة (AAV) في SNr ومن ثم يتم حصره بشكل حصري، ويتم التلاعب بها عن طريق إدخال عناصر تنظيم النشاط العصبي في AAV الرجعي.

لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه، قاموا بتطوير قفيصة AAV جديدة، AAV8R12، لوضع العلامات الرجعية الفعالة لـD1-MSN في الجسم المخطط بالإضافة إلى مروج جديد G88P2/3/7 مع نشاط D1-MSN قوي، وباستخدام المستجيب الكيميائي rM3Ds لمطابقة الإدارة الجهازية لدواء التنشيط، تمكنت استراتيجية العلاج الجيني هذه من تنشيط D1-MSN على وجه التحديد وبالتالي دفع المسار المباشر بوساطة D1-MSN.

تم تحسين الأعراض الحركية النموذجية مثل بطء الحركة، والصلابة، والهزة بشكل كبير في نماذج الرئيسيات المصابة بمرض باركنسون بعد تطبيق النهج الخاص بالدائرة الذي يستهدف D1-MSNs.

على سبيل المثال، تم تقليل بطء الحركة بشكل كبير، وتم القضاء على الرعاش تمامًا، وتم استعادة المهارات الحركية.

وعلى عكس علاج L-Dopa الذي ينشط نظام الدوبامين بشكل غير محدد في كل من الدماغ والأعضاء الطرفية، فإن هذا النهج الجديد يتعامل بدقة مع المسار المباشر الذي يتوسطه D1-MSN.

وبالإضافة إلى فعاليته العلاجية، فإن هذا العلاج الجيني الذي يتلاعب بالدائرة له بداية أسرع ومدة أطول مقارنة بعلاج L-Dopa.

ويستمر تخفيف الأعراض بعد تناول دواء واحد لفترة أطول من 24 ساعة مقارنة بفترة علاجية نموذجية مدتها 6 ساعات لـL-Dopa. كانت المضاعفات الحركية مثل خلل الحركة التي تظهر بعد علاج L-Dopa غائبة بعد تطبيق العلاج الجيني على مدى فترة طويلة، أي أكثر من 8 أشهر.

وإلى جانب إظهار إمكانية علاج مرض باركنسون، فإن هذا العلاج الجيني الذي يتلاعب بالدوائر يمهد الطريق للتطوير المستقبلي لاستراتيجيات علاجية مستهدفة تعتمد على الدوائر لاضطرابات الدماغ الأخرى.