دراسة: قد يكون الإنسولين هو المفتاح لفهم العلاقة بين السمنة والخرف
تشير دراسة جديدة مقنعة أجراها علماء في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان، إلى آلية محتملة تربط السمنة بأمراض التنكس العصبي (الخرف).
يشير العمل التفصيلي الذي تم إجراؤه على ذباب الفاكهة إلى أن مقاومة الأنسولين الناجمة عن النظام الغذائي، يمكن أن تضعف قدرة الدماغ على إزالة الحطام العصبي والمساهمة في تطور أمراض مثل مرض الزهايمر.
نقص الوزن وعلاقته بالخرف
توصلت دراسة مهمة نظرت إلى 20 عامًا من البيانات لما يقرب من مليوني شخص إلى نتيجة مختلفة، حيث وجدت أن نقص الوزن في منتصف العمر كان مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالخرف في سن الشيخوخة.
ويدعم هذه النتائج المتناقضة الغموض الذي يكتنف الكيفية التي يمكن أن تساهم بها السمنة بشكل مباشر في التنكس العصبي
لفهم كيف يمكن للسمنة أن تؤدي إلى التنكس العصبي بشكل أفضل، غالبًا ما ينظر الباحثون إلى نوع من ذبابة الفاكهة حيث يقدم للعلماء طريقة مفيدة لنمذجة التأثير الفسيولوجي لزيادة الوزن لدى البشر.
يحتوي ذباب الفاكهة أيضًا على خلايا مناعية في الدماغ ذات حساسية للأنسولين تشبه ما نراه في أدمغة الإنسان.
لذا فإن إطعام الحشرات بنظام غذائي غني بالسكر يوفر للباحثين طريقة مفيدة لدراسة تأثيرات النظام الغذائي والأنسولين على خلايا الدماغ الرئيسية.
تدور الفرضية الرئيسية في هذا البحث الجديد حول عملية تسمى البلعمة. هذه آلية خلوية أساسية لإزالة مسببات الأمراض والجسيمات الميتة أو المختلة وظيفيًا.
من المعتقد بشكل عام أن معظم الأمراض المرتبطة بالخرف لدى البشر تنجم إلى حد ما عن عدم قدرة الدماغ المتزايدة على إزالة البروتينات السامة في الدماغ. على سبيل المثال، يتميز مرض الزهايمر بزيادة مجموعات بروتينات الأميلويد الضارة، والتي عادة ما يتم التخلص منها في الدماغ السليم بواسطة خلايا مناعية تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة.
السؤال الكبير الذي تم استكشافه في هذا البحث الجديد هو ما إذا كان النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر يؤثر بشكل مباشر على قدرة الدماغ على التخلص من هذا الحطام العصبي السام.
وأظهرت الدراسة أن اتباع نظام غذائي غني بالسكر يضعف قدرة الخلايا الدبقية للذبابة على إزالة الحطام العصبي. وعلى الرغم من أن هذه الدراسة تقتصر على ذباب الفاكهة، إلا أن راجان واثق من أن هذه الآلية يمكن أن تنتقل إلى البشر.
هذا الاكتشاف المثير للاهتمام يفتح الباب أمام احتمال أن الآلية التي نكتشفها في الخلايا الدبقية الذبابة قد تشترك في بعض السمات المشتركة مع نظيراتها البشرية.