اختراق طبي فريد.. اكتشاف مادة قابلة للزرع لملء وشفاء العظام المكسورة بشدة
عند علاج العظام المكسورة بشدة، يرغب الأطباء في نمو أنسجة عظمية جديدة في أسرع وقت ممكن، كما يريدون أيضًا منع إصابة موقع الجرح بالعدوى، وفي هذا السياق طور علماء مادة مركبة قابلة للزرع والتي يقال إنها تحقق النجاح في كلا الأمرين.
تم إنشاء المادة من خلال مشروع البحث التعاوني SCABAEGO (تكوين العظم المعزز بالزجاج النشط بيولوجيًا) الذي تموله الحكومة الألمانية.
تشمل المجموعات الشريكة قسم الصدمات والجراحة الترميمية في مستشفى جامعة هايدلبرغ، وشركة الهندسة الطبية BellaSeno، بالإضافة إلى معهد فراونهوفر لتكنولوجيا التصنيع والمواد المتقدمة.
والفكرة هي أنه عند حدوث كسر عظمي محتمل، سيبدأ الطاقم الطبي بإجراء فحص مقطعي لموقع الكسر. بناءً على هذا المسح، ستتم طباعة سقالة ثلاثية الأبعاد مخصصة من المركب الجديد.
سيتم بعد ذلك تطبيق هذا الهيكل جراحيًا على موقع الكسر، بحيث يملأ المنطقة المفقودة من الأنسجة العظمية. وأخيرًا، سيتم ملء السقالة بنخاع العظم المأخوذ من ورك المريض أو عظم كبير آخر.
ما هو المركب المستخدم؟
المركب نفسه عبارة عن مزيج من الزجاج النشط بيولوجيًا والبوليمر القابل للتحلل البيولوجي المعروف باسم بوليكابرولاكتون، والذي يعزز القوة الهيكلية للسقالة.
وفقًا لفراونهوفر، فإن الزجاج النشط بيولوجيًا يرفع درجة الحموضة في موقع الكسر إلى مستوى قلوي، مما قد يمنع نمو البكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، عندما يتلامس الزجاج مع سوائل الجسم، فإنه يتحول إلى مركب كيميائي يشبه العظام جدًا يسمى هيدروكسيلاباتيت.
يقول الدكتور توبياس غروسنر، جراح الصدمات ورئيس قسم جراحة الصدمات التجريبية في مستشفى جامعة هايدلبرغ: "بعد ست إلى سبع سنوات، ستتحلل السقالة بيولوجيًا بالكامل وتتحول إلى عظام".
وقد بدأ العلماء بالفعل في تجربة هذه التكنولوجيا في الاختبارات قبل السريرية. كما أنهم يقومون أيضًا بتعديل تركيبة المركب، من أجل زيادة محتواه من الزجاج النشط بيولوجيًا إلى الحد الأقصى مع الحفاظ على قوته بما فيه الكفاية
