نتائج جديدة بشأن مخاطر السرطان في العلاجات الجينية
أظهرت أبحاث طبية نتائج واعدة فيما يتعلق بإمكانية العلاج الجيني لعلاج الحالات الوراثية مثل مرض فقر الدم المنجلي.
وتقدم نتائج هذه الدراسة، المنشورة في مجلة Nature Medicine، رؤى جديدة مهمة حول العمليات التي تحدث في الجسم بعد العلاج.
العلاج الجيني لـ فقر الدم المنجلي
نظرت الدراسة الحالية في عينات من 6 مرضى يعانون من مرض فقر الدم المنجلي والذين كانوا يخضعون للعلاج الجيني كجزء من تجربة سريرية كبيرة في مستشفى بوسطن للأطفال.
جمع البحث فريقًا دوليا من الخبراء، لإلقاء نظرة فاحصة على التغيرات الجينية في الخلايا الجذعية للمرضى قبل وبعد العلاج الجيني ومقارنة الخلايا التي تم تعديلها مع العلاج بتلك التي لم يتم تعديلها.
وقال الباحثون إن الدراسة تسلط الضوء على أهمية المراقبة طويلة المدى والمتعمقة لعينات الخلايا الجذعية من المرضى الذين يعانون من حالات وراثية لتتبع الطفرات التي يمكن أن تؤدي إلى سرطان الدم.
وقال المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة، البروفيسور ديفيد كينت، من قسم الأحياء ومعهد يورك لأبحاث الطب الحيوي: «يشير بحثنا إلى أن العلاج الجيني يفرض اختيارًا على خلايا الدم الجذعية المختلفة، وهي الخلايا البذرة لدمنا وجهازنا المناعي، وبعد العلاج الجيني، قد يفضل العلاج نمو الخلايا الجذعية مع طفرات معينة، وهذا بدوره يمكن أن تؤدي إلى توسع خلايا الدم التي تحتوي على هذه الطفرات، وفي أماكن أخرى، ارتبطت هذه التوسعات بتطور سرطانات الدم، وخاصة لدى الأفراد الأكبر سنا، ولكن العلاقة بين نتائج هذه الدراسة وخطر الإصابة بسرطانات الدم ليست مفهومة تماما بعد».
استخدم الباحثون تقنيات جديدة في علم الجينوم تسمح بتتبع خلايا الدم ومقارنتها لدى المرضى، وهو نهج جديد يمكن أن يؤثر بشكل كبير على تجارب العلاج الجيني في المستقبل.
وأشار المؤلف الرئيسي المشارك للدراسة الدكتور ديفيد ويليامز من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية الطب بجامعة هارفارد إلى أن «العلاج الجيني يحمل إمكانات هائلة لعلاج الحالات الوراثية مثل مرض فقر الدم المنجلي، وفهم كيفية تأثير العملية على نمو الخلايا الجذعية في الدم على المدى الطويل».
وأضاف: «من الجدير بالذكر أن دراستنا كشفت أن المرضى الأصغر سنًا، الذين لديهم عدد أقل من الطفرات الجينية في خلاياهم الجذعية، لم يظهروا علامات قوية على حدوث طفرات بعد العلاج، وهذا يشير إلى أن علاج المرضى بالعلاج الجيني في سن أصغر يمكن أن يكون أكثر أمانًا وفعالية، ولكن يجب القيام بعمل كبير لاختبار ذلك رسميا».
مرض الخلايا المنجلية
مرض الخلايا المنجلية، وهو اضطراب وراثي موروث، يغير الشكل الطبيعي الدائري والمرن لخلايا الدم الحمراء إلى شكل منجلي أو هلالي، مما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة ويعرض المرضى لخطر الإصابة بسرطان الدم.
وبالرغم من أن ما يقرب من 100 مليون شخص يحملون سمة الخلية المنجلية في جميع أنحاء العالم، إلا أن المرض يحدث فقط إذا ورث الطفل السمة من كلا الوالدين.
وفي المناطق التي تنتشر فيها هذه السمة، مثل أجزاء من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يمكن أن يتأثر ما يصل إلى 20% من السكان.
ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة في العلاج الجيني توفر الأمل.
يتضمن هذا النهج المبتكر تعديل الخلايا الجذعية الخاصة بالمريض خارج الجسم، وتصحيح الجين المعيب المسؤول عن شكل الخلية غير الطبيعي.
يتم إعادة هذه الخلايا المصححة إلى المريض، بهدف استبدال الخلايا التي بها مشاكل بخلايا سليمة ذات شكل طبيعي.
وتكشف الدراسة أن العلاج الجيني في حد ذاته ليس السبب المحتمل لطفرات الحمض النووي الجديدة في الخلايا الجذعية في الدم.
وبدلا من ذلك، فإن عملية التعديل الوراثي لهذه الخلايا الجذعية خارج الجسم وإعادة زرعها مرة أخرى داخل المريض تجعل خلايا الدم الجذعية التي لديها بالفعل هذه الطفرات أكثر وضوحا، وبالتالي زيادة تأثيرها على الدم والجهاز المناعي.
وقال فريق البحث إن النتائج تشير أيضًا إلى أن المرضى الأصغر سنا ربما اكتسبوا عددًا أقل من طفرات الخلايا الجذعية في حياتهم، مما قد يحدد العمر الأمثل للعلاجات الجينية في هذا المرض وغيره من الأمراض في المستقبل.
وأكدت المؤلفة الرئيسية المشاركة في هذه الورقة، الدكتورة أليسا كول من قسم الأحياء ومعهد يورك لأبحاث الطب الحيوي، على الحاجة إلى مزيد من البحث.