هل يمكن الاعتماد على الكاتشب كمكمل غذائي؟.. خبيرة تغذية تكشف

يعتمد الرياضيون بشكل تقليدي على المواد الهلامية المتخصصة في الطاقة للحصول على مصدر سريع وسهل الهضم للكربوهيدرات أثناء التدريبات الممتدة.

لكن الآن ظهر منافس مفاجئ، وهو عبوات الكاتشب، وذلك بفضل إعلان جديد يظهر العدائين الذين يستخدمونها كمكمل غذائي من اختيارهم.. فهل الكاتشب مكمل رياضي حقا؟

وفق ما نشره موقع The Conversation، قالت راشيل كيمبل، محاضرة في التغذية الرياضية بجامعة غرب إسكتلندا، إن التذوق يعد عاملا حاسما عند اختيار المكملات الغذائية، خاصة أثناء جهود التحمل الشاقة، لذا تقدم الأطعمة الرياضية التقليدية نكهات مختلفة لتلبية أذواق الرياضيين.

توفر عبوات الكاتشب مذاقًا لاذعًا مألوفًا، لكن طبيعة الكاتشب اللذيذة قد لا تروق للجميع أثناء التمرين.

التفضيل الشخصي مهم، لأن الاختيار غير المستساغ يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي وينتقص من الإمكانات الحقيقية للرياضي.

أهمية الكربوهيدرات للرياضيين

يحتاج رياضيو التحمل إلى استهلاك الكربوهيدرات للحصول على طاقة مستدامة أثناء الأنشطة الطويلة.

فالكربوهيدرات هي مصدر الطاقة الذي يحتاجه الجسم، خاصة أثناء الأنشطة المكثفة، ويحتوي الكاتشب على الكربوهيدرات بشكل أساسي على شكل سكر من الطماطم.

إن وجود خيار متاح بسهولة مثل عبوات الكاتشب يمكن أن يوفر دفعة مهمة للطاقة أثناء التدريب أو المنافسة، على الرغم من أن التطبيق العملي قد يكون عاملًا مقيدًا.

تحدٍ لوجيستي

بالنسبة للتمارين التي تستمر لمدة أقل من ساعة، قد تكون عبوات الكاتشب كافية.

ومع ذلك، تحتوي المواد الهلامية القياسية للطاقة في السوق على حوالي 25 جرامًا من الكربوهيدرات، والتوصية للرياضيين الذين يمارسون تمارين أطول هي 30-60 جرامًا من الكربوهيدرات في الساعة.

تحتوي كل علبة كاتشب سعة 10 مل على 2.6 جرام من الكربوهيدرات، ولتحقيق الحد الأدنى من هذا النطاق، سيحتاج العداؤون إلى نحو 12 كيس كاتشب في الساعة، مما يشكل تحديا لوجستيا أثناء التمرين.

قد يكون فتح واستهلاك عبوات الكاتشب المتعددة أثناء التنقل مهمة صعبة، ومن المحتمل أن ينتقص من تركيز الرياضي وكفاءته.

هل الكاتشب مكمل رياضي؟

كشخص يكافح من أجل فتح حزمة واحدة في أفضل الأوقات، فإن التطبيق العملي للاعتماد على عشرات الحزم على المدى الطويل يبدو مشكوكًا فيه، وهذا يثير تساؤلات حول إمكانية الاعتماد على الكاتشب كمكمل رياضي.

بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تحتوي المواد الهلامية الرياضية على إلكتروليتات مضافة مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم، ويتم فقدان هذه الإلكتروليتات من خلال العرق أثناء ممارسة التمارين الرياضية، كما أن تجديدها مهم لمنع الجفاف وتشنج العضلات أثناء أنشطة التحمل.

سيحتوي الكاتشب على بعض الإلكتروليتات بسبب محتواه من الملح، ولكن غالبًا ما يتم تصنيع المواد الهلامية الرياضية بشكل علمي لتوفير توازن أكثر دقة للإلكتروليتات، مما يجعلها الخيار المفضل للرياضيين.

الكاتشب أيضًا شديد الحموضة بسبب الطماطم والخل، وقد تؤدي الأطعمة الحمضية إلى حرقة المعدة والارتجاع الحمضي، مما يحول تركيز الرياضيين عن ذروة الأداء.

يمكن أن يؤدي مزيج السكريات والأحماض في الكاتشب أيضًا إلى إحداث ضرر على صحة الأسنان، وهو عامل غالبًا ما يتم التغاضي عنه لدى الرياضيين، فالصلصات، مثل الكاتشب، يمكن أن تضر الأسنان لأنها لزجة ويمكن أن تلتصق بها.

ومن ناحية أكثر إيجابية، تحتوي الطماطم على مركبات مثل اللايكوبين والكاروتينات، وقد ثبت أن مضادات الأكسدة هذه تقلل من علامات تلف العضلات بعد ممارسة التحمل.

نصيحة مهمة

في حين أن حزم الكاتشب قد لا تعزز الأداء الفوري، إلا أنها يمكن أن تساعد في التعافي بعد تمرين التحمل.

ومع ذلك، فإن استهلاك ما يكفي من هذه المركبات المفيدة من الكاتشب يبدو غير عملي.

إذا كنت تستمتع بالكاتشب، فلا يزال من الممكن إدراجه في نظامك الغذائي باعتدال، لكن الحقيقة هي أن الحزمة العرضية لن تمنعك بالضرورة من الأداء الجيد، ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يكون ملحقا جديرا بالاهتمام.

ونصحت خبيرة التغذية الرياضية، بأنه إن كنا نفكر في استخدام الكاتشب كمكمل رياضي علينا تجربته في نظام التدريب الخاص بنا قبل دمجه في أي مسابقات مهمة.