الكشف عن دور ميكروبات الأمعاء في علاج السرطان
كشف عدد من الباحثين الطبيين عن دور مجتمع معقد من الكائنات المعوية في فاعلية علاجات السرطان وفي تقليل السمية.
تم إجراء المراجعة الشاملة للأدلة من أكثر من 200 منشور من قبل SAHMRI وأبحاث جامعة فليندرز بقيادة البروفيسور ديفيد لين والدكتور ستيفن بليك، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
ونشرت الدراسة، التي أجراها الباحثون في مجلة Nature Reviews Immunology.
ميكروبات الأمعاء وعلاج السرطان
من بين مئات الدراسات التي تم تحليلها، أظهر الكثير منها الآليات المعقدة التي يمكن من خلالها لميكروبات معينة أن تغير سلوك جهاز المناعة لدينا وتجعل البيئة داخل الأورام أكثر أو أقل ملاءمة للجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية.
وقال البروفيسور لين: «إن الأمعاء البشرية هي موطن لتريليونات الميكروبات التي تؤثر على كيفية استجابة أجسامنا لعلاجات السرطان، وخاصة العلاج المناعي».
وأضاف: «تسلط هذه الدراسة الضوء على قدرة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء على تعزيز علاجات السرطان».
وأردف قائلا: «لقد اشتبهنا منذ فترة طويلة في أن هذه الميكروبات حاسمة والآن لدينا أدلة متزايدة تدعم ذلك».
يتقدم هذا المجال بسرعة من مرحلة المراقبة إلى التجارب السريرية التدخلية المبكرة التي أظهرت نتائج واعدة، مما يدل على أن تدخلات الكائنات الحية الدقيقة يمكن أن تجعل علاجات السرطان أكثر فعالية وأقل سمية للمرضى.
نقل ميكروبات الأمعاء الصحية من شخص لآخر
هناك حاليا طرق مختلفة لمعالجة تركيبة ميكروبات الأمعاء قيد البحث، بما في ذلك زرع الميكروبات في البراز (FMT)، والذي يتضمن نقل ميكروبات الأمعاء الصحية من شخص إلى آخر؛ بالإضافة إلى التغييرات الغذائية والبريبايوتكس والبروبيوتيك.
يقول المؤلف المشارك الدكتور بليك: «نحن متفائلون بشأن إمكانات هذه الأساليب لأننا لا نعالج السرطان نفسه، بل نعمل على تحسين البيئة الداخلية لتعزيز استجابة الجسم لمختلف علاجات السرطان».
وأضاف أن علاج السرطان ليس المستفيد الوحيد من الطفرة في أبحاث الميكروبات، وهناك أيضًا إمكانات هائلة لتحسين الاكتشاف، حيث تقوم فرق بحثية أخرى في SAHMRI بالتحقيق في طرق هندسة سلالات بكتيرية بروبيوتيك لتكون قادرة على تحديد موقع الخلايا السرطانية وتقديم العلاج مباشرة إلى الأورام.
واستكمل الدكتور بليك: «في حين أن هناك الكثير مما يدعو للإثارة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآثار الصحية طويلة المدى لتغيير ميكروبات الأمعاء بشكل أفضل، وخاصة بالنسبة للناجين من السرطان، وسنواصل جمع هذه البيانات وتحليلها».