فقدان السمع.. تعرف على أسبابه وعلاقته بـ الخرف
يؤثر فقدان السمع على الكثير من الأشخاص حول العالم، وتزداد فرص الإصابة بـ فقدان السمع لدى كبار السن الذين تبلغ أعمارهم 70 عاما أو أكثر.
فقدان السمع
وفي تقرير لها، في مارس 2021، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 430 مليون شخص في أنحاء العالم يعانون من ضعف في السمع، وقد يرتفع هذا العدد إلى نحو 700 مليون بحلول عام 2050، غالبيتهم في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية «التقرير العالمي عن السمع» كأول تقرير من نوعه، ووجد أن شخصا واحدا من بين كل 4 أشخاص سيعيشون مع درجة من الصمم، أي أن نحو 2.5 مليار شخص يواجهون خطر فقدان السمع بحلول 2050.
ووجد التقرير أن الكثير من الأسباب التي تؤدي لفقدان السمع يمكن الوقاية منها.
وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن 60% من فقدان السمع بين الأطفال ناتج عن أسباب يمكن تجنبها، وما يزيد عن نصف مليار شاب معرّضون لخطر فقدان السمع الذي يمكن تجنبه والذي لا رجعة فيه إذا حدث بسبب الممارسات الشائعة كالاستماع للموسيقى الصاخبة ولفترات طويلة.
أسباب فقدان السمع عند كبار السن
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى فقدان السمع عند كبار السن، إلا أن هناك 7 أسباب شائعة تؤدي إلى الإصابة بهذه المشكلة.
ووفقا لوزارة الصحة والسكان، تشمل الأسباب الأكثر شهرة وشيوعا لـ فقدان السمع عند كبار السن ما يلي:
الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بداء السكري.
الإصابة بأمراض القلب.
التدخين.
تصلب الأذن.
التدهور الحسي العصبي المرتبط بالتقدم في السن.
حدوث فقدان للسمع الحسي والعصبي المفاجئ.
تغيرات في طبلة الأذن أو الأذن الوسطى، بحيث يمكنها أن تشوش على طريقة انتقال الصوت إلى الأذن الداخلية.
العلاقة بين فقدان السمع والخرف
ومن المعروف أن فقدان السمع يرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ الخرف، وإن كان سبب هذا الارتباط ليس مفهوما تماما، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
ولفهم العلاقة بشكل أفضل، استخدم فريق من الباحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييجو ومعهد كايزر بيرماننت لأبحاث الصحة في واشنطن اختبارات السمع والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد ما إذا كان ضعف السمع مرتبطًا باختلافات في مناطق معينة من الدماغ.
في مجلة مرض آلزهايمر، أفاد الباحثون بأن الأفراد المسجلين في هذه الدراسة الرصدية الذين يعانون من ضعف السمع أظهروا اختلافات في البنية المجهرية في المناطق السمعية في الفص الصدغي وفي مناطق القشرة الأمامية المعنية بمعالجة الكلام واللغة.
وقالت الباحثة الرئيسية ليندا ك. ماكيفوي: «تشير هذه النتائج إلى أن ضعف السمع قد يؤدي إلى تغيرات في مناطق الدماغ المرتبطة بمعالجة الأصوات، وكذلك في مناطق الدماغ المرتبطة بالانتباه».
وأضافت أن «الجهد الإضافي المبذول في محاولة فهم الأصوات قد يؤدي إلى تغييرات في الدماغ، ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بـ الخرف».
وتابعت: «إذا كان الأمر كذلك، فإن التدخلات التي تساعد على تقليل الجهد الإدراكي المطلوب لفهم الكلام، مثل استخدام الترجمة في التلفزيون والأفلام، والتعليق المباشر أو تطبيقات تحويل الكلام إلى نص، وأدوات السمع، وزيارة الأشخاص في البيئات الهادئة بدلا من البيئات الصاخبة المساحات، يمكن أن تكون مهمة لحماية الدماغ وتقليل خطر الإصابة بالخرف».
صممت ماكيفوي الدراسة وقادتها أثناء وجوده في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، بالتعاون مع ريس وباحثي كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو الذين جمعوا البيانات من دراسة رانشو برناردو للشيخوخة الصحية، وهي دراسة أترابية طولية لسكان ضاحية رانشو برناردو في سان دييجو، التي تم إطلاقها في عام 1972.
ولأغراض هذا التحليل، خضع 130 مشاركًا في الدراسة لاختبارات عتبة السمع في زيارات عيادات الأبحاث بين عامي 2003 و2005، ثم خضعوا بعد ذلك لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي بين عامي 2014 و2016.
وأظهرت نتائج الدراسة أن ضعف السمع يرتبط بتغيرات دماغية محددة على المستوى الإقليمي والتي قد تحدث بسبب الحرمان الحسي وزيادة الجهد المطلوب لفهم تحفيزات المعالجة السمعية.