الإثنين 13 مايو 2024 الموافق 05 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل جديد لعلاج التسربات المعوية الناجمة عن الناسور المعوي الجلدي

السبت 02/ديسمبر/2023 - 09:00 م
الجهاز الهضمي
الجهاز الهضمي


في تقدم كبير في التكنولوجيا الطبية، قام الباحثون في معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي بتطوير مادة هلامية لاصقة، تقدم علاجا ثوريا للتسربات المعوية، وهي حالة تُعرف سريريًا باسم الناسور المعوي الجلدي.

يمثل هذا التطور علامة بارزة في معالجة الحالة الطبية الصعبة التي عانى منها المرضى والأطباء منذ فترة طويلة، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

الناسور المعوي الجلدي

الناسور المعوي الجلدي، وهو عبارة عن وصلات غير طبيعية بين الجهاز الهضمي والجلد، يحدث في المقام الأول نتيجة لمضاعفات جراحية، ويتسبب في تسرب محتويات الأمعاء والمعدة إلى الجلد، وهذا يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية شديدة، بما في ذلك تلف الجلد، وزيادة خطر الإصابة بالعدوى، ومعدلات وفيات كبيرة تقدر بما يتراوح بين 15% و20%.

يتطلب العلاج النهائي الحالي عادة تدخلًا جراحيا كبيرًا، يهدف إلى تفعيل الأمعاء بأكملها، وإزالة الناسور مع إعادة توصيل الأمعاء من طرف إلى طرف، وإغلاق جدار البطن بشكل آمن، ومن ثم، هناك حاجة غير ملباة لأساليب التدخل الجراحي البسيط لإغلاق وعلاج هذه التسربات المعدية المعوية.

جل لاصق

يمثل الجل اللاصق نقلة نوعية في علاج التسربات المعوية.

وكما هو موضح في ورقتهم المنشورة في Acta Biomaterialia، يتكون الجل من جسيمات نانوية صناعية وجيلاتين معدل بالدوبامين.

تم تصميم هذا الجل ليصلب بسرعة عند الحقن، مما يشكل بنية قوية ذات خصائص ميكانيكية ولاصقة فائقة.

تضمن هذه التركيبة الفريدة قدرة الجل على إغلاق الناسور بشكل فعال، مما يمنع المزيد من المضاعفات ويساعد في الشفاء.

من أبرز مميزات الجل اللاصق هو سهولة حقنه وتشكيل بنية مستقرة تدعم تجديد الأنسجة وتتكامل بسلاسة مع الأنسجة المحيطة.

تعتبر هذه الخاصية حاسمة في التطبيقات الطبية حيث تكون الدقة والإجراءات ذات الحد الأدنى من التدخل الجراحي أمرًا بالغ الأهمية.

بالإضافة إلى فوائده الهيكلية، أظهر الجل اللاصق توافقًا بيولوجيا مثيرًا للإعجاب، وقد أظهرت الاختبارات التي أجريت على الحيوانات أن الجل يدعم تسلل الخلايا وترسب البروتينات الضرورية لنمو الأنسجة الجديدة، وهي خطوات حاسمة في عملية الشفاء.

علاوة على ذلك، فإنه يحقق هذه النتائج دون تكوين أنسجة متليفة، وهي مشكلة شائعة في العديد من استراتيجيات إصلاح الأنسجة.

تم اختبار الخصائص اللاصقة للجل باستخدام نماذج الجلد والشرايين، حيث أظهر ثباتًا ملحوظًا في الحجم والتصاقًا قويا مستدامًا في البيئات الداخلية الرطبة.

هذه الخاصية حيوية للحفاظ على سلامة عملية إصلاح الناسور مع مرور الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، تمثل قدرة الجل على توصيل الدواء موضعيا تقدمًا كبيرًا في العلاج الطبي.

من خلال دمج الإشارات النشطة بيولوجيا، يمكن للجيل اللاصق توجيه سلوك الخلية وتعزيز تجديد الأنسجة الوظيفية، مما يوفر حلا متعدد الاستخدامات لإغلاق وعلاج التسريبات المعدية المعوية وتطبيقات أوسع في تجديد الأنسجة وأنظمة توصيل الأدوية.

يقدم هذا البحث بارقة أمل للمرضى الذين يعانون من تسربات الجهاز الهضمي.

ويعد تطوير الجل اللاصق بمثابة شهادة على قوة الأبحاث الطبية الحيوية المبتكرة وقدرتها على إحداث تحول في رعاية المرضى، فهو يقدم طريقة أكثر وضوحًا وفعالية لعلاج حالة طالما شكلت تحديًا في المجتمع الطبي، مما يمهد الطريق لتحسين النتائج وتحسين نوعية الحياة للمرضى.

وبينما نتطلع إلى المستقبل، فإن آثار هذا البحث تمتد إلى ما هو أبعد من العلاج الفوري للتسربات المعوية، إذ يمكن للمبادئ والتقنيات التي تم تطويرها هنا أن يكون لها تأثيرات بعيدة المدى في هندسة الأنسجة والطب التجديدي، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والعلاج في مختلف الحالات الطبية.

ويمثل الجل اللاصق الذي طوره معهد تيراساكي للابتكار الطبي الحيوي قفزة كبيرة إلى الأمام في العلوم الطبية.