الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أمل جديد لعلاج مرضى التصلب المتعدد (MS)

الأحد 03/ديسمبر/2023 - 05:00 ص
التصلب المتعدد
التصلب المتعدد


يعاني أكثر من مليوني شخص على مستوى العالم من مرض التصلب المتعدد (MS)، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الحركة والرؤية والتفكير.

وفي حين أن هناك علاجات يمكن أن تساعد في تقليل عدد وشدة هجمات مرض التصلب العصبي المتعدد، فإن العديد من الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد يصابون في نهاية المطاف بنوع أكثر خطورة من المرض يسمى مرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الثانوي، وفق ما نشره موقع The Conversation.

العلاج بالخلايا الجذعية

وفي مقال كتبه كل من: لوكا بيروزوتي جاميتي، باحث مشارك كبير ومستشار فخري في طب الأعصاب، جامعة كامبريدج، وستيفانو بلوتشينو، أستاذ علم المناعة العصبية التجديدي، جامعة كامبريدج، جاء أنه لسوء الحظ، هناك عدد قليل من العلاجات لمرض التصلب العصبي المتعدد التقدمي الثانوي، ولا توجد أدوية معتمدة لأشكال المرض الأكثر تقدمًا.

وقد أثارت البيانات الحديثة التوقعات بأن استخدام الخلايا الجذعية في الجسم، قد يساعد في تقليل هذا الضرر، ويتضمن ذلك زرع الخلايا الجذعية في الدماغ، والتي يمكن أن تتطور إلى أي نوع آخر من خلايا الدماغ تقريبًا وربما إصلاح تلك التي تضررت بسبب مرض التصلب العصبي المتعدد.

في دراسة جديدة، تم عرض النتائج الواعدة للتجربة السريرية الأولى على الإنسان في المرحلة المبكرة والتي تضمنت حقن الخلايا الجذعية الدماغية مباشرة في أدمغة 15 مريضًا يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد التدريجي الثانوي.

تم الحصول على الخلايا الجذعية الدماغية من جنين واحد مجهض، وتم فحص الخلايا الجذعية على نطاق واسع بحثًا عن الحالات الشاذة لضمان وجود خزان خلايا آمن وغير محدود عمليا للزرع.

قبل الإجراء، خضع المشاركون لتقييم شامل لمستوى إعاقتهم ونشاط المرض على مدى 3 أشهر، وفي أثناء عملية الزرع، أظهر معظم المرضى المعالجين مستويات عالية من الإعاقة (معظمهم يحتاج إلى كرسي متحرك، على سبيل المثال).

وقال الباحثان: «لقد اختبرنا 4 جرعات من الخلايا الجذعية الدماغية مقترنة بأدوية لقمع جهاز المناعة، لتجنب رفض الكسب غير المشروع».

آثار جانبية بسيطة

ومن المشجع أن المشاركين لم يواجهوا أي أحداث سلبية حادة خلال الـ12 شهرًا التي تلت العلاج، بالرغم من وجود بعض الآثار الجانبية قصيرة الأمد (مثل الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي).

والأهم من ذلك، أنه لم يتم الإبلاغ عن أعراض تشبه الانتكاس لمرض التصلب العصبي المتعدد، ولا تدهور كبير في الحركة أو الوظيفة الإدراكية (والتي يمكن توقعها بدون علاج) لدى المرضى أثناء الدراسة.

وقال الباحثان إنه في تحليل لمجموعة صغيرة من المشاركين باستخدام التصوير المغناطيسي المتقدم، لاحظنا وجود علاقة بين جرعات الخلايا الجذعية الأعلى وانخفاض حجم الدماغ.

وقد شوهدت تأثيرات مماثلة مع الأدوية القوية المستخدمة للمرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد في وقت مبكر، مما يشير إلى الدور المحتمل للخلايا في منع التهاب الدماغ وتورمه.

قياس استجابة الدماغ لعملية الزرع

ولمعرفة ما إذا كانت الخلايا الجذعية في الدماغ تعمل، قال الباحثان إن مرض التصلب العصبي المتعدد، يستهدف الجهاز المناعي ويدمر الميالين، وهو الطبقة الواقية المحيطة بالألياف العصبية، مما يعطل الاتصالات الحيوية داخل الدماغ والحبل الشوكي، محور هذه العملية هي الخلايا البلعمية، وهي الخلايا المناعية التي عادة ما تقضي على المتسللين غير المرغوب فيهم.

ومن بينها، تلعب الخلايا الدبقية الصغيرة الموجودة في جميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي دورًا محوريا.

أظهر البحث السابق على الفئران أن خلايا الجلد المعاد برمجتها إلى خلايا جذعية دماغية، عند زرعها في الجهاز العصبي المركزي، يمكن أن تقلل الالتهاب وربما تصلح الضرر الناجم عن مرض التصلب العصبي المتعدد.

كما يمكن للخلايا الجذعية في الدماغ تعديل عملية التمثيل الغذائي، وهي كيفية إنتاج الجسم للطاقة، وإعادة برمجة الخلايا الدبقية الصغيرة من السيئ إلى الجيد.

وقام الباحثان في هذه الدراسة بدراسة كيفية تأثر عمليات إنتاج الطاقة في الدماغ بمعالجة الخلايا الجذعية في الدماغ، كما قاما بمراقبة التغيرات في السائل المحيط بالدماغ وفي الدم مع مرور الوقت واكتشفنا التغيرات المستمرة الناجمة عن عملية الزرع.

على وجه التحديد، أظهرت فئة من الجزيئات تسمى الأسيل كارنيتينات، والتي تعتبر ضرورية للحفاظ على استقلاب جيد للطاقة الخلوية، مستويات متزايدة لدى المرضى الذين يتلقون جرعات أعلى من الخلايا الجذعية.

وقالا إنه في حين أن هذه النتائج مثيرة، فمن المهم أن نكون حذرين، نظرا لأنه تم الحصول عليها من مجموعة صغيرة من المرضى الذين كانوا يتلقون أيضا أدوية لقمع جهاز المناعة.

ومع ذلك، توفر هذه الدراسة أول دليل دامغ لدى البشر على أن زرع خلية جذعية دماغية واحدة مباشرة في الدماغ أمر آمن ويمكن أن يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد لدى الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد التدريجي الثانوي.

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقق من صحة النتائج التي توصلنا إليها والتوسع فيها.

وتظهر هذه الدراسة مؤشرات واعدة على أن هذا النهج يمكن أن يصبح خيارًا علاجيا قيمًا لمعالجة المراحل المتقدمة من مرض التصلب العصبي المتعدد.