تفتح الشرايين المسدودة في أعماق الرئتين.. ما هي قسطرة بشير؟
تمهد القسطرة الوعائية (THROMBOLEX، Inc)، التي تمت الموافقة عليها مؤخرا من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، الطريق لعلاج أكثر فعالية وأمانا للانسداد الرئوي الحاد.
وقد ثبت بالفعل فعالية هذه القسطرة في تقليل الانسداد في شرايين الرئة، حيث أظهر بحث جديد في كلية لويس كاتز للطب بجامعة تمبل أن القسطرة المعروفة باسم «قسطرة بشير» تقلل أيضًا من الانسدادات في فروع الشريان الرئوي الأصغر حجمًا، وهي الفروع هي المسؤولة في النهاية عن أكسجة الدم في الرئتين.
وأظهرت الدراسة الجديدة، التي كانت جزءًا من تجربة RESCUE السريرية متعددة المراكز التي ترعاها المعاهد الوطنية للصحة، وجود علاقة بين انخفاض أعداد الانسدادات في شرايين الرئة الصغيرة والشفاء الوظيفي للبطين الأيمن للقلب، الذي يضخ الدم إلى الأوعية الدموية.
بالمقارنة مع الأجهزة الأخرى، كانت قسطرة بشير أيضًا ذات معدلات نزيف أقل بكثير، وهو تقدم رئيسي في علاج الانسداد الرئوي الحاد.
وأوضح رياض بشير، أستاذ الطب، ومدير طب الأوعية الدموية والأوعية الدموية الداخلية في قسم أمراض القلب بكلية لويس كاتز للطب ومستشفى جامعة تمبل، وهو مخترع مشارك لقسطرة الأوعية الدموية بشير، والمؤلف الأول للتقرير الجديد: «لم يتم من قبل استكشاف الانسدادات في هذه الشرايين الرئوية الصغيرة البعيدة لدى المرضى الذين عولجوا من الانسداد الرئوي الحاد».
ما هي قسطرة بشير؟
قسطرة بشير عبارة عن جهاز صغير يشبه الأنبوب يتكون من سلة حلزونية بها 6 قثاطير صغيرة في أقصى طرفيها.
عندما يتم توسيع سلة التسريب داخل جلطة دموية كبيرة، تنفتح قنوات جديدة، مما يتيح تدفق الدم عبر الجلطة.
الدم الذي يتدفق يحمل المواد الكيميائية التي تذيب الجلطات في الجسم إلى القنوات، مما يؤدي إلى تسريع تحلل الجلطات.
ويعد انسداد الشرايين الرئوية الصغيرة السبب الرئيسي لانخفاض تدفق الدم لدى مرضى الانسداد الرئوي الحاد.
وقال الدكتور بشير: «كلما زاد عدد حالات الانسداد التي يعاني منها المريض، قلت نسبة بقائه على قيد الحياة».
وأضاف أن «من بين أهداف العلاج تخفيف العوائق في الشرايين الكبيرة والصغيرة».
قد يكون المرضى الذين بقوا على قيد الحياة، على مدى فترات أطول، معرضين بشكل كبير لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي الانصمام الخثاري المزمن (CTEPH)، وهي حالة تهدد الحياة ناجمة عن زيادة ضغط الدم في الرئتين.
وفي الدراسة الجديدة، لاحظ الدكتور بشير وزملاؤه انخفاضًا في حالات الانسداد في الفروع القطاعية والدانية للشريان الرئوي بعد 48 ساعة من العلاج بقسطرة بشير، انخفض الانسداد حتى في تلك الشرايين التي كانت بعيدة عن مكان وجود سلة التسريب، مما أتاح تحسين تدفق الدم وشفاء البطين الأيمن.
وقال الدكتور بشير: «نعتقد أن التحسن في تدفق الدم يرجع إلى توسع السلة وتدفق الجزيئات التي تذيب جلطة الجسم إلى الجلطة، مما يؤدي إلى تقلص الانسداد».
وأضاف أنه «مع تحسن حجم تدفق الدم، تحسنت أيضًا وظيفة البطين الأيمن، وهو ما يمكن أن يترجم إلى بقاء أفضل».
وفي العمل المستقبلي، يخطط الدكتور بشير وزملاؤه للتحقيق في الآليات الكامنة وراء الانخفاض الملحوظ في انسداد الشرايين، وهناك حاجة أيضًا إلى تجارب أكثر شمولًا لفهم تأثير العلاج بقسطرة بشير بشكل أفضل على بقاء المريض على قيد الحياة وحدوث CTEPH.