الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

طريقة جديدة لتحسين دقة وسرعة تقارير الأشعة

الثلاثاء 05/ديسمبر/2023 - 02:00 م
الأشعة المقطعية
الأشعة المقطعية


تختبئ بعض الأمراض والحالات داخل أجسامنا، مثل الشرايين المتكلسة التي قد تسبب نوبة قلبية، أو الالتهابات، أو كسور طفيفة في العظام، أو حتى أورام سرطانية.

لكن التصوير الخاص، مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية، يجعلها مرئية، ومع ذلك فإن ما يتم الكشف عنه في تلك الصور بالأبيض والأسود ذات اللون المزرق يتطلب عينًا ثاقبة للغاية لفك شفرتها.

يعرف أخصائيو الأشعة، مثل المحققين الذين يبحثون عن أدلة لإغلاق قضية ما، ما الذي يجب البحث عنه في تلك الصور بالأبيض والأسود لأدمغتنا ورئتينا وشراييننا وعظامنا وعضلاتنا، فهم متخصصون في رؤية ما لا ينبغي أن يكون موجودًا ويقومون بإنشاء تقارير مفصلة للأطباء لتأكيد التشخيص وتوجيه العلاج.

استخدام الذكاء الاصطناعي

بالنسبة للدكتور ريكاردو كوري، رئيس قسم الأشعة في كل من جامعة فلوريدا الدولية (FIU) وBaptist Health، فإنه ليس من غير المألوف فحص ما بين 200 صورة للحالات البسيطة مثل الأشعة السينية إلى 20 صورة للتصوير بالرنين المغناطيسي الأكثر تعقيدًا، ويمكن أن يصل ذلك إلى ما متوسطة 50 إلى 60 تقريرًا يوميا.

ساعدت التطورات في التكنولوجيا، مثل أدوات تحويل الكلام إلى نص المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أطباء الأشعة على إملاء هذه التقارير المهمة وإكمالها لفريق الرعاية الصحية للمريض؛ ومع ذلك، لا يخلو الأمر من إدخال أخطاء أحيانًا في النسخ، مما قد يكون له تأثيرات مضاعفة.

وأوضح كوري أن «كل خطأ مهم ويمكن أن يؤدي إلى عدم دقة في تفسير النتائج، لذا فإن هدفنا هو تقديم تفسيرات دقيقة وعالية الجودة ومتخصصة للغاية، لأن التقارير الأكثر دقة تفيد المرضى».

لهذا السبب، قام كوري، كجزء من فريق تعاوني من الباحثين من كلية الطب هيربرت فيرتهايم والصحة المعمدانية بجامعة فلوريدا الدولية، بالتحقيق في دقة وفعالية أسلوب التقارير الجديد الأكثر إيجازًا، ولكن لا يزال منظمًا وسهل القراءة، فهو يستخدم الأوامر الصوتية للإملاء ولكنه يركز فقط على توثيق النتائج غير الطبيعية التي يتم تدريب أخصائيي الأشعة على اكتشافها، ويحتاج الأطباء إلى معرفتها.

نتائج واعدة

وأظهرت النتائج، التي نشرت في المجلة الأوروبية لعلم الأشعة، أن هذا الأسلوب الجديد كان أفضل من أسلوب إعداد التقارير بأسلوب القائمة المرجعية الذي يستخدمه أطباء الأشعة عادة.

لم يقتصر الأمر على تحسين تركيز أخصائيي الأشعة على الصور التشخيصية المختلفة، بل أدى أيضًا إلى تقليل حالات عدم الدقة ووقت الإملاء، وهو فوز لكل من المرضى الذين تعتمد خطة علاجهم على الدقة وأخصائيي الأشعة الذين لديهم عبء عمل كبير.

وقالت منى روشان، طالبة الطب في السنة الثالثة بجامعة فلوريدا الدولية والمؤلفة الأولى للدراسة والتي عملت تحت إشراف كوري، معلمها: «لقد رأيت بنفسي كيف أن عملية الإملاء الجديدة هذه عززت بشكل كبير تركيز أطباء الأشعة على الصور التشخيصية».

وأضافت: «لقد أثبت برنامج تتبع العين صحة نتائجنا لأنه سمح لنا بإنشاء خرائط حرارية توضح أن أخصائيي الأشعة كانوا يوجهون انتباههم إلى التصوير، وهذا أفضل للمريض، حيث إن التركيز المتزايد على الصور يعني أن أخصائيي الأشعة يكرسون المزيد من الوقت لتفسيرها، وهناك نتائج غير طبيعية محتملة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسين رعاية المرضى».

يعرف كوري، الذي عمل كأخصائي أشعة لأكثر من عقدين من الزمن، أسلوب إعداد التقارير القياسي في قوائم المراجعة جيدًا، ويصفها بأنها نوع من لعبة بينج بونج لجذب الانتباه بين شاشتين منفصلتين، تعرض إحداهما الصور التشخيصية، بينما يتم نسخ النتائج المنطوقة الأخرى إلى كلمات مكتوبة لملء أجزاء مختلفة من التقرير.

الأمر الأكثر إرهاقًا وتشتيتًا هو ضرورة التحرير الذاتي وتصحيح الأخطاء التي تحدث لأن برنامج الصوت يسمع شيئًا مختلفًا عما قيل بالفعل.

وقال كوري: «مع الطريقة التي نقترحها، فإنك تركز بنسبة 100% على الصور، وتصفح القائمة المرجعية في عقلك، وما تدربت عليه، والجميل هو أنك تملي فقط النتائج غير الطبيعية، وفي النهاية فقط عندما تنتهي من تفسير النتائج، يمكنك التحقق من دقة التقرير».

تتبع الباحثون أخصائيي الأشعة ذوي الخبرة المعتمدين من قبل مجلس الإدارة والذين كانوا يرتدون نظارات واقية لتتبع العين أثناء النظر إلى مجموعة متنوعة من الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية.

في المجمل، نظروا في أكثر من 150 دراسة - 76 لأسلوب الإملاء الجديد و81 لقائمة المراجعة القياسية، ومع أسلوب الإملاء الجديد باستخدام الأوامر الصوتية، تم تقليل متوسط ​​وقت الإملاء بنسبة 50% تقريبًا ولم يؤثر على إجمالي وقت الترجمة الفورية أو الفحص.

ويقول الفريق إن هذا البحث هو نقطة انطلاق للعمل المستقبلي، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي التحادثي والتوليدي، يمكن لأسلوب إعداد التقارير الجديد أن يعزز أوقات إعداد التقارير وتحسينات في الكفاءة العامة لتقارير الأشعة وزيادة الدقة.