أدلة جديدة عن وجود صلة بين صحة الأمعاء ومرض باركنسون.. ما هي؟
في حين تشير الدراسات السابقة إلى أن مرض باركنسون يبدأ في الأمعاء وينتشر إلى الدماغ، إلا أن كيفية حدوث هذه العملية كانت بعيدة المنال.
الآن، تقدم دراسة ما قبل السريرية التي أجراها باحثون في جامعة ديوك هيلث أدلة جديدة تعزز الاتصال بين الأمعاء والدماغ، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.
في تقرير بتاريخ 8 ديسمبر، نشر في مجلة JCI Insight، يصف الفريق العملية التي ينتقل فيها بروتين موجود في الأمعاء يسمى ألفا سينوكلين (⍺-سينوكلين) عبر الجهاز العصبي ويصل إلى الأعصاب الحساسة في الدماغ.
وقال كبير الباحثين رودجر ليدل، أستاذ في قسم الطب في كلية الطب بجامعة ديوك: «عندما تتلف بروتينات ألفا سينوكلين، يصبح نظام النقل هذا مشكلة».
وأضاف: «إذا فسدت في الأمعاء وتمكنت بعد ذلك من الانتشار إلى الدماغ، فيمكن أن تشكل كتلًا تعرف باسم أجسام ليوي، وهي السمة المميزة لمرض باركنسون وأشكال الخرف الأخرى».
مرض باركنسون
مرض باركنسون هو اضطراب تنكسي طويل الأمد يضعف الحركة الإرادية.
تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع هذا المرض.
هناك أدلة متزايدة على أن الأمعاء تلعب دورًا في الإصابة بمرض باركنسون.
أحد الأدلة هو أن أعراض الجهاز الهضمي مثل الإمساك غالبا ما تحدث قبل انخفاض المهارات الحركية.
التركيز على الخلايا الصماء المعوية
ركز ليدل وزملاؤه على الخلايا المتخصصة التي تبطن الأمعاء والتي تسمى الخلايا الصماء المعوية.
تتفاعل هذه الخلايا مع بيئتها وتستشعر المواد السامة مثل مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية في الأمعاء، كما أنها تؤوي ⍺-سينوكلين.
وفي التجارب التي أجريت على مزارع الخلايا والفئران، وجد الباحثون أن خلايا الغدد الصماء المعوية تنقل السينوكلين من الخلايا المخاطية المعوية إلى جذع الدماغ عبر العصب المبهم، وهو الطريق السريع في الجسم الذي يربط الأمعاء والدماغ.
وقال ليدل: «نحن نفترض أن هناك شيئًا ما في القناة الهضمية يفسد السينوكلين، مما يؤدي إلى اختلاله».
وأضاف: «لا نعرف ما إذا كان هذا مواد سامة أو أي تعرض آخر، لكننا أثبتنا هنا أن هناك طريقًا لنقل ⍺-سينوكلين غير المطوي من الناحية المرضية من الخلايا الغدد الصماء المعوية إلى الدماغ، حيث يمكن أن تتجمع لتشكل جسم ليوي».
وقال ليدل إن فريق البحث تمكن من وقف انتشار ⍺-سينوكلين عن طريق قطع العصب المبهم في الحيوانات.
يضع هذا الاكتشاف الأساس لتصميم علاجات يمكن أن تعيق نظام النقل أو تعيد ضبط إشارات الأمعاء والدماغ المتغيرة.
