هل العلاج بالخلايا الجذعية يحسن نوعية الحياة في حالات قصور القلب المتقدم؟
أدى العلاج المعتمد على الخلايا الجذعية إلى تحسين نوعية الحياة للمرضى الذين يعانون من قصور القلب المتقدم، حسبما اكتشف باحثو Mayo Clinic والمتعاونون الدوليون في تجربة سريرية متعددة الجنسيات.
ففي واحدة من أكبر الدراسات حول التدخل الخلوي بعد الإصابة بـ نوبة قلبية، أبلغ المرضى عن انخفاض معاناتهم اليومية عندما استكملت الخلايا الجذعية المُحسَّنة لإصلاح القلب معيار الرعاية، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.
وقد وثقت هذه الدراسة السريرية أيضًا انخفاض معدلات الوفاة والاستشفاء بين أولئك الذين عولجوا بالخلايا.
تم نشر هذا البحث في الطب الترجمي للخلايا الجذعية.
وقال أندريه تيرزيتش، باحث في أمراض القلب والأوعية الدموية في Mayo Clinic، والمؤلف الرئيسي لهذه الورقة: «في عصر الشيخوخة العالمي هذا، يعيش الناس لفترة أطول، لكنهم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي تفرض نوعية حياة رديئة»، مؤكدا أن «فشل القلب هو وباء ناشئ يحتاج إلى خيارات علاجية جديدة».
وأضاف: «يوضح النهج القائم على الخلايا الجذعية في هذه الدراسة فائدة مستدامة على الصحة الجسدية والعاطفية استجابة للعلاج الحيوي».
قصور القلب
يعاني ما يقرب من 800 ألف شخص في الولايات المتحدة من النوبات القلبية كل عام.
ويؤدي تلف عضلة القلب إلى إضعاف قدرة القلب على ضخ الدم عبر الجسم، مما يؤدي إلى فشل القلب، وهو مرض منهك ومهدد للحياة.
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بـ قصور القلب من انخفاض نوعية الحياة المرتبطة بضيق التنفس والتعب وتورم الساقين وقلة الأنشطة اليومية.
يتضمن معيار رعاية قصور القلب اتباع نظام غذائي وعادات صحية للقلب، والأدوية، والأجهزة القابلة للزرع، وإعادة التأهيل.
ومع ذلك، فإن الأنظمة الحالية لا تناسب الجميع، خاصة في مراحل المرض المتقدمة.
تفاصيل البحث
قام فريق الدراسة بتجنيد 315 مريضًا من 39 مستشفى في 10 دول أصيبوا بـ قصور القلب المتقدم بالرغم من تلقيهم الرعاية القياسية.
تم تقسيم المرضى بشكل عشوائي إلى مجموعات ستتلقى العلاج بالخلايا الجذعية مقابل أولئك الذين لن يتلقوا العلاج.
خضع المرضى المخصصون للعلاج بالخلايا لقسطرة القلب.
بعد ذلك، تم تسليم الخلايا الجذعية المأخوذة من نخاع العظام الخاصة بهم والمبرمجة لعلاج أنسجة القلب التالفة إلى القلب.
كان المرضى الذين تم تعيينهم لعدم تلقي الخلايا الجذعية يخضعون لقسطرة القلب دون توصيل الخلايا، وهو ما يُعرف باسم العلاج الزائف.
طُلب من جميع المشاركين إكمال التقييم الذاتي المكون من 21 سؤالًا في بداية الدراسة ثم مرة أخرى بعد 26 و39 و52 أسبوعًا من العلاج، وفي كل سؤال، قاموا بتقييم حالتهم الجسدية والسلوكية والعاطفية على مقياس من 0 إلى 5.
خلال فترة المتابعة التي استمرت لمدة عام واحد، أبلغ المرضى الذين يعانون من تضخم غرفة القلب اليسرى الموجود مسبقًا عن تحسن نوعية الحياة بعد العلاج بالخلايا مقارنة بأولئك الذين تلقوا العلاج الزائف.
وبالتوازي، تم تسجيل انخفاض معدلات الوفاة والاستشفاء بين أولئك الذين تلقوا الخلايا الجذعية.
وقال ساتسوكي يامادا، باحث في أمراض القلب والأوعية الدموية، والمؤلف الأول للدراسة: «تشير البيانات المستقاة من واحدة من أكبر تجارب العلاج بالخلايا القلبية الوعائية، والتي تختبر تقنية تجديدية تم اكتشافها في Mayo Clinic، إلى فائدة من حيث الكمية والنوعية في الحياة في أمراض القلب المتقدمة».
وأضاف: «يتم تقييم فائدة الرعاية التجديدية عادةً على أساس النتائج التي أبلغ عنها الطبيب، والأمر الفريد في هذه الدراسة هو أنها مصممة للاستماع إلى تجربة المريض».