إصابة النخاع الشوكي.. كيف تسبب هزالا حادا للعضلات؟
خلصت دراسة قام بها فريق من الباحثين إلى أن إصابة النخاع الشوكي تتسبب في هزال حاد وجهازي للعضلات، تعتمد شدتها على مكان الإصابة.
ويفقد مرضى إصابات النخاع الشوكي الحادة وزن الجسم وكتلة العضلات، بالرغم من اتباعهم لنظام غذائي عالي السعرات الحرارية أثناء وجودهم في وحدة العناية المركزة.
ويعد هزال عضلات هؤلاء المرضى كبيرا، ويمتد إلى ما هو أبعد مما يمكن تفسيره من خلال عدم النشاط أو إزالة التعصيب، أي فقدان إمداد الأعصاب، وحده، وفقا لما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.
فقدان العضلات المبكر بعد إصابات النخاع الشوكي
البحث الذي أجراه مركز ويكسنر الطبي وكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو والذي نشر في مجلة Science Translational Medicine يلقي ضوءًا جديدًا ويفك شفرة فقدان العضلات المبكر بعد إصابات النخاع الشوكي لتوفير فهم أولي غير مسبوق لهزال العضلات، وهو ظاهرة نظامية تعتمد على الجلايكورتيكويد.
موقع الإصابة يحدد شدة الهزال
وجد الباحثون أن شدة هذا الهزال العضلي الناتج عن إصابات النخاع الشوكي تعتمد على موقع إصابة الحبل الشوكي.
بتعبير أدق، يعتمد الأمر على ما إذا كانت الغدة الكظرية قد فقدت عصبها بعد إصابة صدرية عالية (فوق T5)، أم لا (بعد إصابة صدرية منخفضة).
هذه النتائج لها تداعيات سريرية مباشرة.
وقال جان شواب، أستاذ علوم الأعصاب في كلية الطب بولاية أوهايو: «المرضى الذين يعانون من انخفاض مؤشر كتلة الجسم (BMI) يكونون أكثر عرضة لخطر الوفاة بعد وقت قصير من تعرضهم لإصابة في النخاع الشوكي، ومن خلال فهم أفضل لضعف العضلات وفقدان الوزن المتفاقم، نأمل في استكشاف طرق جديدة لتقليل الوفيات».
وجد الباحثون أن فقدان العضلات الجهازية يتفاقم عندما تُحرم الغدد الكظرية من التحكم في الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى انحراف الهرمونات (الغدد الصماء).
عندما يحدث هذا، غالبًا ما يتطور فرط الكورتيزول (الإفراز الزائد للكورتيزول) بعد إصابة الحبل الشوكي.
وقال المؤلف الأول ماركوس هاريجان، وهو عضو في مختبر أبحاث شواب وأوهايو: «يعمل فرط الكورتيزول هذا بعد ذلك على مستقبلات محددة في عضلات الجسم بأكمله ليسبب فقدان العضلات، والتدخل في هذا المسار يمكن أن ينقذ الأنسجة العضلية ويحسن الاستجابة لإعادة التأهيل».
وقال هاريجان إن هذا البحث يقدم أيضًا رؤى جديدة حول كيفية الحفاظ على سلامة العضلات مع تقليل خطر الإصابة بقرح الضغط عالية الدرجة التي غالبًا ما تصيب هؤلاء المرضى.
تعتمد الدراسة على أبحاث سابقة في ولاية أوهايو حول تأثيرات اصابات النخاع الشوكي على الجهاز المناعي والتي تقوض وظيفة الجهاز المناعي وتعزز قابلية الإصابة بالعدوى وتساهم في حدوث مضاعفات معدية.
وقال شواب، وهو أيضا المدير الطبي لمركز بيلفورد لإصابات النخاع الشوكي، وباحث في مبادرة إصابات الدماغ المزمنة في جامعة هارفارد: «لقد بدأنا الآن في فهم كيف تؤدي إصابة الحبل الشوكي إلى مرض الحبل الشوكي الذي يؤثر على الجسم بأكمله».
وأضاف: «سوف يبحث بحثنا المستقبلي عن طرق لمنع هذه المضاعفات وحماية الغدة الكظرية من تلقي معلومات الجهاز العصبي اللاإرادي الخاطئة الناشئة من الحبل الشوكي أسفل موقع الآفة».