ما سر امتلاك الإنسان لـ ضروس العقل؟

ضروس العقل هي المجموعة الثالثة من الأضراس الموجودة في الجزء الخلفي من الفم، وهي تشبه الأضراس الأولى والثانية تمامًا، ولكنها قد تكون أصغر قليلا في بعض الأحيان.

يُطلق عليها عادة ضرس العقل لأنها آخر الأسنان الدائمة التي تظهر من بين 32 ضرسًا، وتظهر بين عمر 17 و25 عامًا، عندما تكون أكبر سنًا وأكثر حكمة، وفقا لما تم نشره في موقع The Conversation.

لماذا يمتلك البشر ضروس العقل؟

ربما تعلم أنه ليس كل شخص ينمو لديه ضروس العقل الأربعة، وربما تعرف أيضًا أن العديد من الأشخاص يقومون بسحبهم، لذلك من العدل أن نتساءل: لماذا يمتلك البشر هذه الكائنات أصلًا؟

قال أريادن ليترا، أستاذ طب الأسنان، جامعة بيتسبرج وسيث م. واينبرج، أستاذ علوم الفم والوجه القحفي وعلم الوراثة البشرية، جامعة بيتسبرج في مقالهم بموقع The Conversation: «نحن ندرس الأسنان ويمكننا أن نخبرك أن الإجابة لها علاقة كبيرة بالماضي البعيد، وقليلًا بالحاضر أيضًا».

فكي أكثر قوة

مثلما أن لديك العديد من الميزات المشتركة مع الأشخاص الذين ترتبط بهم، فإن البشر يتشاركون الميزات مع عائلاتهم الممتدة - الرئيسيات، من القرود والغوريلا والشمبانزي جميعها لها أسنان العقل.

قبل بضعة ملايين من السنين، كان لدى أسلاف الإنسان الأوائل فكين وأسنان أكبر مما لدى البشر اليوم.

على سبيل المثال، عاش نوع يُدعى أسترالوبيثكس أفارينسيس، يُلقب بنوع لوسي على اسم عينة أحفورية شهيرة تُدعى لوسي، منذ ما يقرب من 3 إلى 4 ملايين سنة.

كان فك وأسنان فرد أسترالوبيثكس أفارينسيس أكبر قليلًا وأكثر سمكًا من فكك وأسنانك، كان لديهم 3 أضراس كبيرة ذات مينا سميكة، تُظهر الجماجم الأحفورية لبعض هؤلاء البشر الأوائل أيضًا دليلًا على وجود عضلات مضغ قوية.

التغييرات في النظام الغذائي

يعتقد العلماء أن هناك حاجة إلى فكين وأسنان أكثر قوة لأن الأطعمة التي تناولها أسلاف الإنسان الأوائل، مثل اللحوم النيئة والنباتات، كانت أصعب بكثير في المضغ من الطعام اليوم.

وينظر الباحثون إلى أشياء مثل العلامات وأنماط التآكل المجهرية على الأسنان المتحجرة لمعرفة ما قد أكله الأسلاف المنقرضون.

أصبح الطعام اليوم أكثر ليونة مما كان عليه في الماضي بسبب عوامل عديدة، بما في ذلك الزراعة والطهي وتخزين الطعام.

إن الطعام الأكثر طراوة وسهولة في المضغ يعني أن مهمة الأسنان أقل صعوبة.

ونتيجة لذلك، تطورت فكوك الإنسان الحديث لتصبح أصغر حجمًا، وأصبحت الوجوه أكثر تسطحًا من تلك التي كان عليها أسلافنا المنقرضون، لأن وجباتنا لا تتطلب نفس الأسنان الكبيرة والحادة التي كانت تتطلبها وجباتهم.

وبالنظر إلى هذه التغييرات، التي حدثت ببطء شديد على مدى ملايين السنين، فإن ضروس العقل قد لا تكون مهمة الآن كما كانت من قبل.

ضروس العقل المفقودة

فقد حوالي 25% من الأشخاص اليوم ضرس عقل واحد على الأقل بشكل كامل، مما يعني أنه لم يتشكل أبدًا، بالرغم من أن الأشخاص لا تنمو لهم أسنان أخرى في بعض الأحيان، إلا أن الأمر أكثر شيوعًا بالنسبة لضرس العقل.

العلماء ليسوا متأكدين من سبب حدوث ذلك، ولكن قد يكون له علاقة بالجينات التي ورثتها من والديك.

يرى بعض العلماء أن عدم وجود ضروس العقل يعد ميزة بالنسبة للإنسان الحديث ذي الفك الأصغر.

من المؤكد أنه من الأسهل وضع عدد أقل من الأسنان في فك أصغر.

في بعض الأحيان، بسبب ضيق المساحة، يمكن أن تعلق أضراس العقل داخل عظم الفك ولا تظهر بالكامل أبدًا - أو أنها تظهر جزئيًا فقط.

يحدث ما يسمى بضرس العقل المنطمر في الفك السفلي أكثر من الفك العلوي.

في الحالات التي تكون فيها أضراس العقل مرتفعة جزئيًا فقط، يمكن أن يعاني الأشخاص أحيانًا من الألم أو تسوس الأسنان أو التهاب اللثة، وهذا هو سبب قيام طبيب الأسنان بخلعها.

لكن أضراس العقل لا تحتاج عادةً إلى إزالتها إذا ظهرت بالكامل في الفم، وتم وضعها بشكل صحيح وصحي.

يمكن لأطباء الأسنان فحص فمك لمعرفة ما إذا كانت ضروس العقل موجودة، أو إلقاء نظرة على صور الأشعة السينية لفكك إذا لم تظهر هذه الأضراس الأخيرة بعد وتشتبه في أنها قد تتأثر.

ويمكن لأطباء الأسنان أيضًا أن ينصحوك إذا كان هناك أي علاج أو إزالة موصى به لضرس العقل الخاص بك.

في هذه الأثناء، سيساعد تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا على الأقل واستخدام خيط الأسنان يوميًا في الحفاظ على صحة جميع أسنانك.