هل عقار الاسيتامينوفين آمن للاستخدام أثناء الحمل؟

هل عقار الاسيتامينوفين آمن للاستخدام أثناء الحمل؟ سؤال يتردد كثيرا بين السيدات الحوامل، اللاتي يردن معرفة ما إن كان بمقدورهم الحصول على هذا الدواء في أثناء فترة الحمل أم لا.

تأخر اللغة في مرحلة الطفولة

الباحثون في جامعة نورث إيسترن توصلوا إلى وجود علاقة بين زيادة استخدام عقار الاسيتامينوفين أثناء الحمل وتأخر اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة، وفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

وقالت ميجان وودبيري، وهي باحثة ما بعد الدكتوراة: «لقد رأينا أنه مع الأفراد الذين تناولوا المزيد من عقار الاسيتامينوفين أثناء الحمل، كان أطفالهم يميلون إلى التأخر في تطور اللغة في مرحلة الطفولة المبكرة، وخاصة عند الأطفال الذكور، وهذا صحيح بشكل خاص مع استخدام عقار الاسيتامينوفين في الثلث الثالث من الحمل».

ومع ذلك، حذرت وودبري من أن الباحثين لم يتمكنوا من تحديد أن استخدام عقار الاسيتامينوفين كان يسبب بشكل مباشر تأخر تطور اللغة.

وقالت: «لسنا متأكدين تمامًا من أن الأسيتامينوفين هو الذي يقود هذا التأثير، هل يرجع ذلك حقًا إلى استخدام عقار الاسيتامينوفين، أم أن الأمر يتعلق بالإصابة بالحمى أثناء الحمل أو المرض أثناء الحمل، أو بمتغيرات أخرى؟».

ما هو الاسيتامينوفين؟

يعد الاسيتامينوفين، المعروف أكثر بالاسم التجاري تايلينول، أحد أكثر الأدوية استخدامًا في جميع أنحاء العالم.

تعتبره الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد آمنًا للاستخدام في أثناء الحمل لعلاج الحمى والألم.

ومع ذلك، فقد أشارت الأبحاث إلى وجود ارتباطات بين استخدام عقار الاسيتامينوفين ومشاكل الانتباه والسلوك لدى الأطفال، ربما بسبب تأثير الدواء على النمو العصبي قبل الولادة.

لكن وودبري يقول إن الباحثين لم يدرسوا ما إذا كان استخدام كميات كبيرة من عقار الاسيتامينوفين قد يؤثر على تطور اللغة، علاوة على ذلك، فقد جمعت الدراسات السابقة بيانات حول استخدام عقار الاسيتامينوفين فقط في بضع نقاط أثناء الحمل، أو حتى بعد ولادة الطفل فقط.

ومع ذلك، تستخدم هذه الدراسة البيانات التي تم جمعها من 532 طفلًا حديث الولادة شاركوا في دراسة تنمية الأطفال في إلينوي بجامعة إلينوي أوربانا شامبين بين ديسمبر 2013 ومارس 2020. وقد قامت البيانات بقياس استخدام الاسيتامينوفين 6 مرات أثناء الحمل (تقريبًا كل 4 إلى 6 أسابيع).

وقد مكن هذا الباحثين من تقسيم البيانات حسب الأشهر الثلاثة، وتم تقييم مهارات الأطفال اللغوية عندما كانوا في عمر يزيد قليلًا عن عامين وفي سن 3 سنوات، ثم تمت مقارنة تلك البيانات ببيانات من أقرانهم.

نشرت النتائج هذا الشهر في مجلة أبحاث طب الأطفال.

لم يجد وودبري وزملاؤه في جامعة إلينوي أي ارتباط بين زيادة استخدام عقار الاسيتامينوفين في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وتأخر مهارات تطوير اللغة.

ومع ذلك، فإن زيادة استخدام عقار الاسيتامينوفين خلال الأشهر الثلاثة الثانية من الحمل، كان مرتبطًا بانخفاض درجات اللغة لدى الأبناء مقارنة بأقرانهم في سن الثالثة، بالإضافة إلى حجم مفردات أصغر وطول جملة أقصر في سن الثانية مقارنة بأقرانهم.

في الوقت نفسه، كان زيادة استخدام عقار الاسيتامينوفين خلال الثلث الثالث من الحمل مرتبطًا بمفردات أصغر في سن الثانية في المجموعة المشتركة من الأطفال وانخفاض درجات اللغة في سن الثالثة للمجموعة المشتركة من الأطفال.

عند الفصل حسب الجنس، أظهر الأولاد، ولكن ليس الفتيات، درجات لغوية أقل من أقرانهم.. فماذا يعني هذا؟

قالت وودبيري: «نحن نقدر أنه إذا تناولت امرأة حامل عقار الاسيتامينوفين 13 مرة - أو مرة واحدة في الأسبوع خلال الثلث الثالث من الحمل - فإن حجم مفردات الطفل يمكن أن يكون 26 كلمة أصغر من أقرانه في عمر الثانية، وسيكون لديهم فرصة أكبر بنسبة 91% في الإصابة بمشاكل أقل تعقيدًا».

فهل يعني هذا أن استخدام عقار الاسيتامينوفين خطير أثناء الحمل؟ حسنًا، لاحظت وودبري أنها في الثلث الثاني من حملها وتناولت عقار الأسيتامينوفين في الليلة السابقة.

وأضافت: «ما قلته بشكل أساسي عند مناقشة هذا الأمر مع طبيب التوليد والباحثين الآخرين هو أنه إذا كنت بحاجة ماسة إلى تناول عقار الاسيتامينوفين، نتيجة الألم شديد للغاية، ولا شيء آخر يعمل أو سيعمل، أو كانت لديك حمى تحتاجين إلى خفضها، فلن يدمر هذا حياة طفلك، فقط حاولي ألا تتناوليه باستمرار»