الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

لماذا يسبب الاكتئاب صعوبات في التعلم؟.. معلومات مهمة

الإثنين 15/يناير/2024 - 03:15 م
 الاكتئاب صعوبات
الاكتئاب صعوبات في التعلم


عند التعلم، يواجه مرضى الفصام أو الاكتئاب صعوبة في استخدام المعلومات الجديدة بالنسبة لهم بالشكل الأمثل.

في عملية التعلم، تعطي كلا المجموعتين من المرضى أهمية أكبر للمعلومات الأقل أهمية، ونتيجة لذلك، يتخذون قرارات أقل من المثالية، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.

كانت هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة استمرت لأشهر عدة أجراها فريق بقيادة عالم الأعصاب البروفيسور الدكتور ميد. ماركوس أولسبيرجر من معهد علم النفس بجامعة أوتو فون جيريكه ماجديبورج بالتعاون مع زملاء من العيادة الجامعية للطب النفسي والعلاج النفسي والمركز الألماني للصحة العقلية.

انخفاض المرونة في استخدام المعلومات الجديدة

باستخدام تخطيط كهربية الدماغ (EEG) والنمذجة الحاسوبية الرياضية المعقدة، اكتشف فريق الباحثين أن عجز التعلم لدى مرضى الاكتئاب والفصام ناتج عن انخفاض المرونة في استخدام المعلومات الجديدة.

نُشرت الدراسة للتو في مجلة Brain بعنوان «ديناميكيات التعلم غير المرنة عبر التشخيص تفسر العجز في الاكتئاب والفصام».

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، الدكتور هانز كيرشنر: «غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب أو الفصام من قيود معرفية».

على سبيل المثال، يجدون صعوبة في فهم المعلومات المعقدة أو التعلم أو التخطيط أو تعميم الموقف.

وأضاف: «على وجه الخصوص، فإن العجز في استخدام ردود الفعل من الماضي لإدارة السلوك المستقبلي، يشكل مشكلة أساسية للمتضررين».

ويضيف الدكتور تيلمان كلاين، عالم النفس العصبي والمعالج النفسي، أن هذه القيود المعرفية مرهقة للغاية بالنسبة للمجموعات المتضررة من المرضى ولها تأثير قوي على نتيجة العلاج.

وقال: «إذا فهمنا هذا العجز وأسبابه بشكل أفضل، فيمكننا على المدى الطويل تصميم أشكال العلاج مثل التدريب الوظيفي لتكون أكثر تحديدًا واستهدافًا».

ولمعرفة ما إذا كانت الآليات النفسية والعصبية التي تؤدي إلى القيود المعرفية هي نفسها في الاضطرابات العقلية المختلفة، قام العلماء بفحص المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب اكتئابي حاد والفصام، بالإضافة إلى مجموعة مراقبة تضم 33 شخصًا.

عُرض على الأشخاص الخاضعين للاختبار بشكل متكرر صور لحيوانات على الشاشة كانت مرتبطة إما باحتمالية عالية أو منخفضة للمكافأة أو العقاب، أي ردود فعل إيجابية أو سلبية.

كان على الأشخاص الخاضعين للاختبار أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون المراهنة على الحيوان أم لا، وبالتالي إما الفوز أو الخسارة بـ10 نقاط.

إذا لم يراهنوا، فلن يربحوا أو يخسروا أي شيء، ولكنهم سيرون بعد ذلك ما كان سيحدث لو اختاروا الرهان.

يصف الدكتور كيرشنر إعداد الاختبار على النحو التالي: «خلال التجربة، كان هدف المشاركين هو معرفة ما إذا كان الرهان مفيدًا وبالتالي المخاطرة بالخسارة التي قد تترتب على ذلك، أو ما إذا كان من الأفضل عدم الرهان وبالتالي تجنب الخسارة».

يوضح عالم الأعصاب أن «العملية تشبه إلى حد ما لعبة الروليت، إذا وضعت رهانك، فإما أن تربح أو تخسر. وإذا لم تراهن، فسوف تتمكن مع ذلك من رؤية أين تنتهي الكرة الصغيرة ويمكنك معرفة ما كان سيحدث لو كنت قد وضعت رهانًا».

تشير الدراسة إلى أن المشاركين كانوا قادرين بالفعل على التعلم لأنهم بمرور الوقت أدركوا ما إذا كان الحيوان أكثر عرضة للمكافأة أو العقاب، في المتوسط، ويمكنهم بعد ذلك إما المراهنة دائمًا على الحيوان وبالتالي زيادة مكاسبهم أو تقليل خسائرهم.

وفقًا لكيرشنر، فإن التعلم الأمثل في هذه المهمة يعني أن الأشخاص الخاضعين للاختبار لاحظوا بشكل أكبر ردود الفعل - أي انتصارات أو خسائر الحيوان - في بداية عملية التعلم.

وقال إنه «بمجرد أن يشعروا باحتمالية فوز الحيوان، فإنهم يتجاهلون ردود الفعل المضللة، على سبيل المثال، الصورة التي عادة ما تكون من المرجح أن تخسر، تفوز أيضًا في بعض الأحيان».

في حين أن المشاركين الأصحاء فعلوا ذلك بالضبط، فإن مجموعات المرضى الذين كانوا يعانون من الاكتئاب أو الفصام كانوا أكثر تأثرا بالأخطاء التي تحدث بشكل عشوائي.

ويتابع الدكتور كيرشنر قائلًا: «تخيل لاعب كرة سلة يرمي الكرات في السلة".. نادرًا ما يسجل اللاعب السيئ ولا يتم اختياره للفريق. حتى لو لم يسجل في كل مرة، فإن اللاعب الجيد يسجل غالبًا وبالتالي يتم اختياره للفريق، ومع ذلك، في الدراسة، ستحل كلتا المجموعتين من المرضى محل الجيد اللاعب بعد تسديدة سيئة».

في مخطط كهربية الدماغ، يمكن ملاحظة أن كلا المجموعتين من المرضى لديهم تمثيل عصبي متناقص لتوقع المكافأة، وهذا يعني أن معدل تسجيل لاعب كرة السلة الجيد لا يتم تخزينه أيضًا في الدماغ ويتم استبداله بسرعة أكبر، عندما يفشل اللاعب أحيانًا في التسجيل.

باختصار، يوضح الدكتور كيرشنر أن الدراسة وسعت معرفة الفريق بالقيود المعرفية لدى المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالفصام أو الاكتئاب.

وقال: «على وجه الخصوص، تمكنا أيضًا من إظهار فوائد نماذج الكمبيوتر التي نحاول من خلالها وصف آليات التعلم المعقدة رياضيًا وتنفيذها في شكل محاكاة حاسوبية»، وهذا ما جعل من الممكن محاكاة سلوك التعلم الذي يصعب التنبؤ به ومقارنته بسلوك المشاركين في مهام محددة.

وأشار إلى أنه «مع هذا النهج في المستقبل، سنكون قادرين على تحديد وتوصيف العجز في التعلم بطريقة أكثر دقة، والفهم الأفضل لهذا العجز، بدوره، سيساعد في توجيهنا نحو مواصلة تطوير العلاجات الحالية للاكتئاب والفصام بطريقة أكثر استهدافًا، ونأمل أن تفيد أبحاثنا في المستقبل المرضى المتأثرين بصعوبات التعلم وتساعدهم على التأقلم بشكل أفضل في حياتهم اليومية».