ضروري للحوامل..
اكتشاف جديد بشأن العامل الوراثي للإصابة بـ سكري الحمل
توفر دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين اختراقات كبيرة في فهمنا للعامل الوراثي وراء الإصابة بـ سكري الحمل.
الفريق ضم باحثين من جامعة هلسنكي، إلى جانب زملاء في مستشفى ماساتشوستس العام ومعهد برود بجامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
سكري الحمل
يعد سكري الحمل أحد اضطرابات الحمل الشائعة التي تؤثر سنويًا على أكثر من 16 مليون حالة حمل في جميع أنحاء العالم، مع ما يترتب على ذلك من آثار صحية كبيرة على كل من الأمهات وأطفالهن.
ويتميز سكري الحمل بارتفاع مستويات السكر في الدم لدى النساء الحوامل اللاتي لم يكن لديهن مرض السكري قبل الحمل.
وبالرغم من حقيقة أن سكري الحمل يشكل مشكلة صحية عالمية كبرى، إلا أن هناك القليل من الأبحاث حول أسبابه الجزيئية.
الدراسة المنشورة الآن هي أكبر دراسة على مستوى الجينوم حول سكري الحمل تم إجراؤها حتى الآن، بما في ذلك أكثر من 12000 مريضة و131000 أنثى من مبادرة الجينوم الفنلندية FinnGen.
أدى هذا البحث الرائد، الذي نُشر في مجلة Nature Genetics، إلى مضاعفة عدد المناطق الوراثية المعروفة المرتبطة بـ سكري الحمل 3 مرات تقريبًا، وتحديد إجمالي 13 منطقة كروموسومية متميزة مرتبطة بهذه الحالة.
باستخدام طرق التحليل التي تم تطويرها مؤخرًا، تمكن الباحثون من إظهار أن هناك فئتين متميزتين من المتغيرات الجينية المرتبطة بسكري الحمل: تلك المشتركة مع مرض السكري من النوع 2 وتلك التي ترتبط في الغالب بالشكل الحملي لمرض السكري فقط.
وقالت الدكتورة إليزابيث ويدن، من معهد الطب الجزيئي بفنلندا (FIMM): «تشير نتائجنا إلى أن سكري الحمل له أساس وراثي فريد منفصل جزئيًا عن مرض السكري من النوع الثاني، مما يتحدى الافتراضات السابقة حول الأسس الجينية المشتركة للحالتين».
توفر نتائج الدراسة أيضًا رؤى مهمة حول الآليات الفسيولوجية المحتملة المتعلقة بتطور مرض السكري أثناء الحمل.
تتضمن هذه الآليات تغييرات تكيفية في الدماغ، بالإضافة إلى تغير في حساسية الأنسولين لدى الأم. برزت منطقة ما تحت المهاد كأحد مجالات التركيز الرئيسية، حيث تم تحديد بعض جينات الخطر النشطة في أنواع خلايا الدماغ المعروفة بأهميتها للاستجابات التكيفية للحفاظ على تنظيم نسبة السكر في الدم أثناء الحمل.
وقال الدكتور مارك دالي، المدير السابق لـ FIMM وأحد الباحثين: «إن الدراسات المستندة إلى البنك الحيوي مثل FinnGen، مع البيانات السريرية العميقة والمستمرة، تسهل إجراء دراسات واسعة النطاق للعديد من الأنماط الظاهرية للصحة النسائية والإنجابية والتي كان التمويل البحثي فيها يفتقر بشدة».
وأضاف أن «من المثير أن نرى هذا العمل يؤتي ثماره في أمراض مهمة لم تتم دراستها بعد».
وبالرغم من أن الدراسة ركزت في المقام الأول على السكان الفنلنديين، إلا أن النتائج لها آثار أوسع.
غالبية متغيرات المخاطر شائعة، مما يسلط الضوء على الأهمية المحتملة لهذه الاكتشافات لمختلف المجموعات السكانية المعرضة لخطر الإصابة بـ سكري الحمل.
ومن خلال تسليط الضوء على اضطراب الحمل الشائع جدًا والذي ظل غير مدروس لسنوات، فإن هذا العمل ذو أهمية كبيرة لصحة المرأة بشكل عام.
كما أن النتائج تعزز الفهم العام لخلل تنظيم استقلاب الجلوكوز على نطاق أوسع.
وقال ويدن: «من خلال توفير بيانات جديدة عن العوامل والمسارات الوراثية الحاسمة، فإن دراستنا لديها القدرة على تحويل المواقف والأساليب ليس فقط تجاه أبحاث سكري الحمل ولكن نحو الأبحاث التي تستهدف النتائج الصحية المرتبطة بالحمل بشكل عام، مما يفيد في النهاية صحة الأمهات ومواليدهن الجدد».