في دراسة جديدة.. الكشف عن خلايا المنشأ لسرطان الثدي
النساء اللاتي يرثن ويحملن جين BRCA2 المعيب لديهن زيادة كبيرة في خطر الإصابة بسرطان الثدي، وهناك ما يقرب من 70% من الناقلات سيصابن بالمرض على مدى حياتهن.
غالبًا ما تحدث هذه السرطانات في سن مبكرة ويمكن أن تكون عدوانية سريريًا.
يتم تشجيع الفحص المبكر وتقوم بعض النساء بإجراء جراحة وقائية للثدي (استئصال الثدي) لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.
الخلايا الأصلية للسرطان
في اكتشاف بارز نُشر في مجلة Nature Cell Biology، اكتشف باحثون من معهد والتر وإليزا هول (WEHI) «الخلايا الأصلية» المحتملة للسرطان في حاملي BRCA2.
ومن خلال مقارنة عينات الأنسجة الخالية من السرطان من كل من الحاملين وغير الحاملين للسرطان، حددوا مجموعة شاذة من الخلايا التي تنقسم بسرعة أكبر.
وقالت المؤلفة الأولى المشتركة للدراسة، الدكتورة راشيل جويس، إن مجموعة الخلايا المضطربة هذه تم العثور عليها في غالبية عينات الأنسجة المأخوذة من النساء المصابات بجين BRCA2 المعيب.
وقال الدكتور جويس: «بالنظر إلى أنها وجدت في معظم عينات أنسجة BRCA2 من الإناث الأصحاء، فإننا نعتقد أن هذه قد تكون الخلايا الأصلية التي تؤدي إلى سرطان الثدي في المستقبل لدى النساء اللاتي يحملن طفرة BRCA2».
أهداف العلاج
الخلايا الشاذة في أنسجة BRCA2، وهي مجموعة فرعية من خلايا أقنية الثدي تسمى الخلايا السلفية اللمعية، برزت أمام الفريق العلمي لأنها أظهرت إنتاجًا بروتينيًا متغيرًا، وهو أمر بالغ الأهمية للنمو الصحيح وعمل الأنسجة في أجسامنا.
وقالت الدكتورة روزا باسكوال، المؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة: «هذه التغييرات قد تجعل الخلايا أكثر عرضة لبعض العلاجات التي تهدف إلى منع أو تأخير تطور سرطان الثدي».
وقالت المؤلفة الرئيسية البروفيسور جين فيزفادير إن الفريق طور نموذج BRCA2 قبل السريري الذي أظهر تغيرات مماثلة في الخلايا الأقنوية، واستهدفها باستخدام عقار السرطان الموجود Everolimus، والذي تمت الموافقة عليه لعلاج المرضى الذين يعانون من سرطان الثدي المنتكس.
وقال البروفيسور فيزفادير، الرئيس المشترك لقسم بيولوجيا السرطان والخلايا الجذعية في ACRF: «من خلال تحديد نقطة الضعف هذه في إنتاج البروتين، تمكنا من إظهار أن العلاج المسبق بهذا الدواء أدى إلى تأخير تكوين الأورام في نموذج ما قبل السريري».
وأضافت: «هذا يثير احتمال أن استهداف جوانب معينة من إنتاج البروتين بهذه الطريقة يمكن أن يمثل استراتيجية جديدة للوقاية من سرطان الثدي للنساء المصابات بجين BRCA2 الخاطئ».
نحو الوقاية
تعتبر النتائج خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هدف العلاج الوقائي لسرطان الثدي لدى حاملات طفرة BRCA2.
وقال مؤلف الدراسة وطبيب السرطان البروفيسور جيف ليندمان إنه على الرغم من أن النتائج مثيرة، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل قبل أن يتم تطبيقها في العيادة.
وقال البروفيسور ليندمان، الرئيس المشترك لقسم بيولوجيا السرطان والخلايا الجذعية في WEHI: «على الرغم من أن إيفروليموس أدى إلى تأخير تطور الورم في المختبر، إلا أن هذا الدواء يمكن أن يكون له آثار جانبية، مما قد يحد من قدرته على استخدامه كعلاج وقائي».
وأضاف: «يريد فريقنا مواصلة استكشاف الأجزاء المحددة من معالجة البروتين التي تعاني من خلل التنظيم، واستخدام هذه المعلومات لتطوير علاجات وقائية أكثر انتقائية ومقبولة، ولا يزال هناك طريق لنقطعه، ولكننا اقتربنا خطوة كبيرة»ز
وتابع: «قبل بضع سنوات، حددنا الخلايا الأصلية المحتملة لسرطان الثدي لدى الإناث اللاتي يحملن خطأ في جين BRCA1، والذي يرتبط أيضًا بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الثدي، وقد أدى هذا البحث منذ ذلك الحين إلى إجراء دراسة دولية للثدي، ونأمل أن تساعد نتائجنا الجديدة الآن في العلاج والوقاية في المستقبل للنساء المصابات بجين BRCA2 الخاطئ».