دراسة تحذر من مخاطر خفية للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الأطعمة المخمرة
لطالما تم الترويج للأطعمة المخمرة لفوائدها الصحية، وغالبًا ما توصف بأنها مصادر طبيعية للبروبيوتيك والإنزيمات والفيتامينات. ومع ذلك، كشفت الأبحاث الحديثة عن جانب ضار محتمل لبعض هذه الأطعمة. وقد وجدت الدراسات أن الأطعمة المخمرة مثل الأجبان والزبادة واللبن الرائب، ومخلل الكرنب يمكن أن تحتوي على بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، مما يشكل خطرا صحيا محتملا على المستهلكين.
الكشف عن المخاطر في الأطعمة المخمرة
ركزت الأبحاث التي قادتها هوا وانغ وفريقها في جامعة ولاية أوهايو على وجود ميكروبات مقاومة للمضادات الحيوية في الأطعمة المخمرة. وكشفت دراستهم الأخيرة، التي فحصت عشرة أنواع من المخلل الكوري، عن وجود هذه الميكروبات الضارة. إن الآثار المترتبة على هذه النتائج كبيرة، لأن هذه البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تنقل المقاومة إلى بكتيريا أخرى داخل الأمعاء البشرية، مما يؤدي إلى تفاقم المخاطر الصحية.
العلم وراء مقاومة المضادات الحيوية
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تطور البكتيريا آليات لمقاومة الأدوية المصممة لقتلها. ويمكن تسريع هذه العملية من خلال الاستخدام الواسع النطاق للمضادات الحيوية وإساءة استخدامها.
يشير وجود البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في الأطعمة المخمرة إلى أن عمليات التخمير التقليدية قد تساهم عن غير قصد في تطور مقاومة المضادات الحيوية. ويعد هذا اكتشافًا مثيرًا للقلق، نظرًا للشعبية والاستهلاك الواسع النطاق للأطعمة المخمرة على مستوى العالم.
الآثار المترتبة على صحة الإنسان
يمكن أن يؤدي استهلاك الأطعمة الملوثة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية إلى الإصابة بالعدوى المقاومة للمضادات الحيوية. وهذا من شأنه أن يجعل من الصعب على الجسم مقاومة الالتهابات البكتيرية، لأن المضادات الحيوية المعتادة قد لا تعمل بفعالية بعد الآن. وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
ماذا يمكن للمستهلكين أن يفعلوا؟
كمستهلكين، من الضروري أن نبقى على علم بالمخاطر المحتملة المرتبطة بالأطعمة التي نستهلكها. ومع استمرار البحث في هذا المجال، سيكون من الحكمة مراقبة التحديثات والتوصيات الصادرة عن سلطات سلامة الأغذية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومتنوع يمكن أن يساعد في دعم ميكروبيوم الأمعاء الصحي، والذي يمكن أن يلعب دورًا في الحماية من المخاطر المحتملة التي تشكلها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
