باحثون يتوصلون لاستراتيجية جديدة لتعزيز فعالية علاج سرطان البروستاتا
يستطيع باحثو روتجرز التنبؤ بالمرضى الذين سيستفيدون من دواء شائع لسرطان البروستاتا، وقد ابتكروا استراتيجية قد تجعل العلاج يعمل لفترة أطول.
وقالت أنتونينا ميتروفانوفا، الأستاذة المساعدة في المعلوماتية الطبية الحيوية والصحية، العميد المشارك للأبحاث في كلية روتجرز للمهن الصحية، والباحث في معهد روتجرز للسرطان في نيوجيرسي، والمؤلف الرئيسي للدراسة: «يجب أن يساعد هذا العمل الأطباء على معرفة أي مرضى سرطان البروستاتا سوف يستجيبون أو لن يستجيبوا لعلاج الحرمان من الأندروجين إنزالوتاميد، والذي يمكن أن يبطئ نمو سرطان البروستاتا عن طريق تعطيل إشارات مستقبلات الأندروجين».
ووفقا لموقع ميديكال إكسبريس، أضافت ميتروفانوفا: «نأمل أن يؤدي هذا إلى علاج فعال لعدد أكبر من المرضى في وقت أقل، ونأمل أن تؤدي أبحاث المتابعة إلى تحقيق الفائدة التي يتلقاها العديد من المرضى من عمل الإنزالوتاميد لفترة أطول».
بالنسبة للدراسة المنشورة في مجلة Nature Communications، طور فريق ميتروفانوفا خوارزميات حسابية لاكتشاف سبب عدم نجاح عقار إنزالوتاميد لسرطان البروستاتا (الذي يُباع تحت الاسم التجاري Xtandi) مع بعض المرضى، ولماذا يتوقف في النهاية عن العمل لدى آخرين.
قام الباحثون بتحليل بيانات مرضى سرطان البروستاتا المتقدمة لرسم خريطة للتفاعلات بين المسارات الجزيئية وعوامل النسخ الأولية (البروتينات التي تنظم التعبير عن جينات متعددة) في خلايا سرطان البروستاتا.
تركز اهتمامهم على مسار MYC بسبب دوره المعروف في سرطان البروستاتا.
اكتشفوا أن البروتين وعامل النسخ الآخر، NME2، يعمل بشكل وثيق مع MYC في خلايا سرطان البروستاتا المتقدمة التي تقاوم الإنزالوتاميد وتستمر في الانتشار.
وجد تحليل السجلات الطبية أن المرضى الذين لديهم مستويات مرتفعة من MYC وNME2 كانوا أقل عرضة بـ5 مرات من غيرهم للاستفادة من الإنزالوتاميد.
ووجد التحليل أيضًا أن مستويات البروتين ارتفعت بشكل ملحوظ لدى معظم المرضى الذين استجابوا للدواء بشكل مؤقت فقط.
وعمل فريق روتجرز مع زملائه في جامعة نورث وسترن، ساركي عبد القادر وفيشال كوثاري، لتأكيد هذه النتائج من خلال تجارب على الأنسجة السرطانية وفئران المختبر.
وأظهر عملهم مرة أخرى أن المستويات المرتفعة من MYC وNME2 ارتبطت بضعف الاستجابة للإنزالوتاميد، سواء في عينات الأنسجة أو الفئران الحية.
أظهر هذا البحث أيضًا أن MYC وNME2 يمكن أن يرتفعا استجابةً لاستخدام الإنزالوتاميد، وهو ما يفسر سبب توقف الدواء عن العمل في النهاية.
ولكن كان هناك جانب إيجابي: خفض مستويات NME2، وبالتالي استعادة مستويات MYC فعالية الإنزالوتاميد في السرطانات التي أصبحت مقاومة لتأثيراته.
وقال الباحثون إن أي تحسن في علاج سرطان البروستاتا من شأنه أن يؤدي إلى فوائد واسعة النطاق.
سرطان البروستاتا
يعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الولايات المتحدة ورابع أكثر أنواع السرطان شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
تمثل هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم وعلاج سرطان البروستاتا المتقدم، حيث ينتشر السرطان خارج البروستاتا نفسها ويصبح مقاومًا للعلاجات القديمة للحرمان من الأندروجين والتي تستخدم عادةً كعلاجات أولية للمرض.
تشير نتائج الدراسة إلى أن المرضى الذين لديهم مستويات مرتفعة من MYC وNME2 والذين أصبحوا مقاومين للإنزالوتاميد قد يستمرون في الاستجابة للأدوية البديلة، مثل أبيراتيرون (ZYTIGA)، والتي لا تتوقف عن العمل عندما ترتفع مستويات MYC وNME2 ويمكن أن تستفيد بشكل كبير من الاستهداف العلاجي لمحاور MYC، واستعادة فعالية الإنزالوتاميد وجعله يعمل لفترة أطول لهؤلاء المرضى.
وقالت ميتروفانوفا: «كانت نتائج التحليل الحسابي والتجارب المعملية قوية، لكننا نأمل أن نتبع هذا العمل بتجربة على مرضى بشريين، هذه هي الخطوة التالية».