كيف تساعد الخلايا اللحمية في التنبؤ بانتشار سرطان البروستاتا؟
قد تكون الخلايا غير السرطانية التي تسمى الخلايا اللحمية، والتي توجد داخل أورام البروستاتا وحولها، مفيدة في تقييم إمكانية انتشار هذه الأورام.
وربما تكون هذه الخلايا أيضا أهدافًا لعلاجات سرطان البروستاتا في المستقبل، وفقًا لدراسة أجراها باحثون في جامعة وايل كورنيل.
وظيفة الخلايا اللحمية
وحسب موقع ميديكال إكسبريس، تساهم الخلايا اللحمية الموجودة في جميع الأعضاء في التئام الجروح وتكوين الأوعية الدموية والدعم الهيكلي للأنسجة.
يعرف العلماء أن الأورام غالبًا ما تختار الخلايا اللحمية لتكوين بيئة جزيئية أكثر دعمًا لنمو الورم وبقائه، لكن أدوارها الدقيقة في أنواع السرطان المختلفة لم يتم تحديدها إلا للتو.
في الدراسة، التي نُشرت في مجلة Nature Communications، أجرى الباحثون التحليل الأكثر شمولًا حتى الآن للخلايا اللحمية داخل أورام البروستاتا وما حولها.
وبفحص نماذج الفئران المصابة بورم البروستاتا، وكذلك عينات من المرضى من البشر، حددوا 8 مجموعات فرعية من الخلايا اللحمية ذات أنماط مميزة مرتبطة بالورم من النشاط الجيني، ووجدوا أن بعض التغييرات في هذه الأنماط تنبأت بانتشار الورم، أو ورم خبيث.
وكشف تحليل الباحثين أيضًا عن تفاعلات الإشارة بين الخلايا اللحمية والخلايا السرطانية والخلايا المناعية القريبة التي تقدم أهدافًا محتملة للوقاية من ورم خبيث.
لا يقتصر تطور الورم على اكتساب طفرات جديدة في الخلايا السرطانية فحسب، بل أيضًا عن طريق التغيرات التي يسببها الورم - والتغيرات الداعمة للورم - في الخلايا غير السرطانية.
حتى الآن، ركزت معظم الأبحاث التي أجريت على خلايا «البيئة الدقيقة للورم» على الخلايا المناعية، والتي يمكن اختيارها لقمع المناعة الطبيعية المضادة للسرطان ومنع تأثيرات العلاجات المناعية للسرطان.
لكن الأنشطة الداعمة للورم التي تقوم بها الخلايا اللحمية لفتت انتباه العلماء أيضًا.
في عام 2017، على سبيل المثال، اكتشف فريق لودا توقيع نشاط جيني في الخلايا اللحمية لسرطان البروستاتا، والذي يبدو أنه يشجع على انتشار ورم خبيث وقد يكون مفيدًا في التنبؤ بانتشار الخلايا السرطانية، وهو سبب معظم وفيات السرطان.
تحليل الخلايا اللحمية بسرطان البروستاتا
في الدراسة الجديدة، تابع الفريق تحليلًا شاملًا للخلايا اللحمية في سرطان البروستاتا، باستخدام نماذج فئران تمثل أورام البروستاتا في مراحل مختلفة من التطور وعينات من أورام البروستاتا البشرية.
من خلال الجمع بين تقنية متقدمة تسمى تسلسل الحمض النووي الريبوزي أحادي الخلية مع الأساليب التحليلية القائمة على الذكاء الاصطناعي، حدد الباحثون 8 مجموعات فرعية رئيسية من الخلايا اللحمية المرتبطة بالورم - في كل من أورام الفئران والأورام البشرية - بناءً على أنماطها المميزة من نشاط الجينات عند وجود الورم.
وأظهروا أن بعض هذه الأنماط المرتبطة بالورم تتغير عندما تكتسب الخلايا طفرات جديدة مسببة للسرطان، وعندما تصبح الأورام منتشرة.
ومن المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن الخلايا اللحمية المحيطة بأورام البروستاتا غالبًا ما تعزز بيئة جزيئية مشابهة للعظام، مما يؤدي بشكل أساسي إلى إعداد خلايا الورم للانتشار إلى العظام، وهو موقع شائع لانتشار سرطان البروستاتا.
وأسفر التحليل عن قوائم بروتينات وشبكات الإشارة التي تصبح نشطة أو غير نشطة بشكل غير طبيعي خلال هذه التغييرات.
وأشار لودا إلى أن تفاعلات الإشارات هذه بين الخلايا السرطانية والخلايا اللحمية والخلايا المناعية قد تكون أهدافًا لعلاجات سرطان البروستاتا المستقبلية لمنع انتشار النقائل.
بالإضافة إلى البحث عن أهداف علاجية جديدة، يأمل لودا وفريقه في استخدام بياناتهم وتجاربهم الجديدة لتطوير اختبارات تشخيصية على الخلايا اللحمية المرتبطة بالورم والتي تتنبأ بعدوانية أورام البروستاتا - والتي بدورها يمكن أن تساعد الأطباء على اتخاذ خيارات علاجية أفضل.
وقال لودا، وهو أيضا عضو في مركز ساندرا وإدوارد ماير للسرطان في وايل كورنيل للطب: «يمكن للمرء أن يتخيل استخدام مثل هذا الاختبار على عينات الخزعة حيث لا يتم العثور على أنسجة الورم، إذا كانت العلامات الموجودة في الخلايا اللحمية تشير إلى احتمال وجود ورم، ربما يكون ورمًا عدوانيًا، فربما يتعين عليك أخذ خزعة مرة أخرى».